Al-Akhbar

نون النسوة.. حاضرة فى كل موقع

■ إعالمية: أتمنى أن تصبح المرأة رئيسة حكومة ■ بائعة الخضار: «نفسى أشوف بنتى سفيرة أو وزيرة»

-

ففى أحـد شــوارع بــوالق أبـو العال، كــانــت سـعـديـة تنسق حـــزم اخلـضـار لـتـجـذب زبـائـنـهـ­ا حــني اقـتـربـنـ­ا منها وســألــنـ­ـاهــا عـــن مـطـالـبـه­ـا ومـطـالـب املــرأة من املجتمع، فأشارت إلى فتاة صغيرة جتلس بجانبها تساعدها وهى تقول: «أنا مش طالبة حاجة لروحى.. نفسى بس بنتى نورا تبقى فى منصب كبير نفسى أشوفها سفيرة أو وزيرة.. البت شاطرة وزى الفل، وبتطلع األولى فى املـدرسـة، إحنا غالبة زى ما أنت شايف.. بس العالم بيعلى املراتب».

أمــا احلـاجـة حليمة بائعة اخلبز، فقالت: كل اللى طالباه إن الستات فى مصر ياخدوا حقهم.. أنا معايا بنتى اتطلقت من جوزها ودايخة فى احملاكم عــشــان تخلى طليقها يــصــرف على والدها، أنا عاوزة الرجالة اللى زى كده يعرفوا إن اهلل حق، ويالقوا اللى يردهم عن ظلمهم».

وتشير الشاعرة والـنـاقـد­ة د. رشا الـــقـــو­ال، إلـــى أن الــدســتـ­ـور املـصـرى يتضمن أكثر من ٠٢ مادة تكفل للمرأة املصرية حقوقها، وتقول: هل حتصل املرأة على كل احلقوق؟، هذا هو السؤال األصوب؛ لذا تريد املرأة فى مصر أن تُفّعل حقوقها القانونية فيما يخص جترمي اخلتان، وتوقيع العقوبات املقررة فى حـال التعرض لالغتصاب وهتك الـعـرض، أيـضـا االعــتــر­اف بها كعائل لألسرة فى حال غياب الزوج أو مرضه، مع حصولها كامرأة معيلة على حقوقها اخلـــاصــ­ـة بــنــظــا­م الــتــأمـ­ـني الـصـحـى والسالمة اجلسدية والنفسية، فكل ما تريده املرأة املصرية هو تفعيل القانون رقم 9١٢ لعام ٧١٠٢ فيما يخص توقيع العقوبة املقررة على من يحجب عنها ميراثها، وبـنـاء عليه حقها فـى البيع والشراء وامللكية دون متييز أو حتيز.. وأضـافـت أن املــرأة املصرية يجب أن متارس حقوقها القانونية فيما يخص التصويت على االستفتاءا­ت، وتتمسك بحرية االختيار فى االنتخابات، كذلك حقوقها فى املساواة فى احلصول على القدر واملستوى الذى ترغب من التعليم، والعمل.

أمــــا اإلعـــالم­ـــيـــة حـلـيـمـة خــطــاب، فتقول إن التاريخ يؤكد أن املــرأة فى مصر والتى جاوز عمرها الستة آالف عــام تقلدت أعـلـى مناصب السلطة وأصبحت ملكة متوجة، هى نفس املرأة التى تشارك اليوم فى العملية السياسية وفى صنع القرار.

وأضـــافــ­ـت أنـــه إذا مــا نـظـرنـا إلـى األرقــام عبر العشرين عاما املاضية، سنجد أن ثـالث سيدات فقط تقلدن حقائب وزاريـــة عـام ٥٠٠٢، وفـى عام ٤١٠٢ أصبحن أربـع، وفى عام ٨١٠٢ أصبحن تسعا، رغم أن كل الدساتير املصرية بداية من دستور ١٧9١ وحتى تعديالت دستور 9١٠٢ جميعها نصت على املساواة وعدم التمييز بني الرجل واملرأة، فمثًال قانون منح اجلنسية نص على: من حق األجنبية املتزوجة من مصرى احلصول على اجلنسية املصرية بعد سنتني من الزواج فقط، أما املرأة املصرية املتزوجة من أجنبى فال يحق لزوجها احلـصـول على اجلنسية ولو بعد عشرين عاما من الـزواج كما هى حالتى، وإذا نظرنا إلى اجلانب األهم مــن الـقـوانـن­ي وهـــى الـتـى متــس حياة املواطنني يوميا خاصة املـرأة فسنجد مئات األمثلة فى قوانني األحوال املدنية التى تدعم التمييز ضد املـرأة خاصة عند الطالق مثل النفقة وإثبات دخل الزوج والوالية التعليمية وغيرها. رشا عبادة وتابعت حليمة: نتذكر أسماء المعة فى تاريخ النضال املصرى السياسى واملدنى، هدى شعراوى مؤسسة االحتاد النسائى املصرى، درية شفيق مؤسسة احتاد بنات النيل، وغيرهن ممن نادين وحاربن كى حتصل املرأة على حقوقها السياسية كاملة مثلها مثل الرجل.

وتتصور حليمة، أن حصول املــرأة على حقوقها كاملة دون متييز سينعكس إيجاًبا على حياتنا جميًعا، فماذا لو تولت املرأة احلقيبة االقتصادية كاملة فى احلكومة املصرية؟ مـاذا لو كانت أغـلـبـيـة احلـكـومـة نـسـائـيـة؟ مـــاذا لو تولت املــرأة رئاسة احلكومة نفسها؟ أجـــزم بـأنـهـا ستحقق طـفـرة فــى كل املـجـاالت وأنها ستنقل بلدنا نقلة لم يستطع فعلها أمهر الـرجـال، والدليل من بيوتنا املصرية فمن يدير املنزل فى أزماته وحتدياته؟. .وترى د. رانيا صالح مــدرس اإلدارة البيئية بإحدى اجلامعات اخلاصة، أنه على املستوى السياسى ظلت املــرأة العربية ولفترة طويلة بعيدة عـن هــذا املــجــال، حتى جــاءت خمسينيات وستينيات القرن د. رشا الفوال املاضى، فكان ينظر إليها على أنها كائن غير سياسى، وال يتم االهتمام بها إال فى فترة االستحقاقا­ت االنتخابية من أجل احلصول على صوتها مع إقصائها من طرف األحــزاب وأيضا من طرف الناخبني.

وأضــافــت: ميكن الــقــول بــأن عدو املــــرأة أحــيــانـ­ـا املــــرأة نفسها؛ فنجد العديد من النساء تثق أكثر فى الرجل السياسى وتعطيه صوتها االنتخابى، بالرغم من قدرتها على التعبير عن القضايا النسائية مـن حيث قوانني العمل واألسرة، حيث جاءت مشاركتها مـــؤخـــر­ا فــى املـعـتـرك الـسـيـاسـ­ى عن طريق التوصيات واملعاهدات الدولية مـن خــالل نظام الكوتة، وإن لـم تكن باحلجم الكافى والعادل للمشاركة، رمبا نعزى هذا الغياب بسبب أمناط السلوك والعقلية التقليدية السائدة واملسيطرة عــلــى الـبـنـيـة والــتــنـ­ـشــئــة املجتمعية والسياسية والتى اعتبرت املـرأة دوما غير قادرة على خوض غمار السياسة وال اتخاذ القرارات املهمة، بسبب أنها أقل عقالنية من الرجل.. وتوضح أن

إشراك املرأة باحلياة السياسية من أهم شروط الدميقراطي­ة؛ فأحد مرتكزاتها هو املساواة وإعطاء الفرصة للجميع دون تـفـرقـة بــني اجلـنـسـني، وال بني الشباب واألكبر سنا.

وتــــدرك رشـــا عــبــادة كـاتـبـة ومـديـر حترير مجلة عالم الكتاب، أن النساء ال يحبنب ضبابية عناوين اإلصــالح السياسى العريضة، مثل تعدد األحزاب وضـمـان مـحـاور التنوع األيديولوج­ى والـفـكـرى وحـتـى الـعـقـائـ­دى؛ وتـقـول: ال يعنينا منها سـوى نتائجها الفعلية املجتمعية املـلـمـوس­ـة وتـأثـيـره­ـا على املواطن البسيط قبل املثقف الواعى.

وتــرى أن التفكير خــارج الصندوق بوابة تواصل جيدة ومالئمة لسرعة العصر، تسمح مبـرور وتبادل األفكار ومقترحات الشباب وتبادل اخلبرات من خالل توفير قناة إعالمية للتواصل الفعلى بني املواطن والسلطة السياسية؛ لــطــرح املـشـكـال­ت واألســئــ­لــة وتـقـدمي احللول واإلجابات بسرعة وجدية يشعر معها املواطن بأهمية دوره وصوته وتلزم املسئول بالبحث عن حلول.

وترى أنه البد من أهمية تنمية الوعى املجتمعى والدينى والسياسى من خالل قــنــوات الـتـواصـل احلـديـثـة «اإلعـــالم والسوشيال ميديا» واختيار وجوه واعية محايدة مقبولة لعقد وساطة ناجحة فـــى طـــرح األفـــكــ­ـار وشــــرح وتبسيط املصطلحات السياسية.

وتـــشـــي­ـــر إلـــــى أهـــمـــي­ـــة اســـتـــم­ـــرار احلـوارات الوطنية مع حتديد الغايات واألهـــدا­ف بدقة، مع وجــود ضمانات للتنفيذ وعقوبات عدم التنفيذ ضمانا للمصداقية حتى ال يصبح األمر مجرد احتواء كارتونى وتفريغ حالة االحتقان الشعبى بنقاشات شكلية.

أثـنـاء التحضير لتحقيق «األخــبــا­ر» قـررنـا أن تكون العينة عشوائية، تشمل العديد مـن املهن واملستويات التعليمية والفكرية والتوجهات السياسية، حتى نحصل فى النهاية على ألوان مختلفة من املطالب، فى حن اكتشفنا فى نهاية التحقيق أن املرأة املصرية متتلك خطة كاملة ومنظمة الستكمال طموحها السياسى .

 ?? ??
 ?? ?? ◼
 ?? ?? ◼

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt