مصر - قطر.. شراكة استراتيجية
بالزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الـدوحـة، واحلـفـاوة االستثنائية التى استقبله بها األمـيـر متيم بن حمد أمير دولة قطر، فنحن أمـام املرحلة الثالثة فى مسيرة العالقات بني البلدين منذ عام ،2014 والتى مرت - أوال - بحالة من «التأزمي» ولن نتوقف عندها، بــاعــتــبــارهــا متــثــل اســتــثــنــاء فى العالقات الثنائية، حيث أثبتت وقــــائــــع الــــتــــاريــــخ احلــــديــــث بـــأن العالقات بني الدوحة والقاهرة فى عمومها متميزة، منذ إعالن دولــــة قــطــر فـــى سبتمبر ،1971 والـــــدور الــداعــم ملـصـر للشقيقة قـــــطـــــر فـــــــى مـــــرحـــــلـــــة تـــأســـيـــس الـــدولـــة، واملــرحــلــة الــثــانــيــة، هى «املصاحلة» والتى بدأت فى قمة العال بالسعودية فى يناير ،2021 والــتــى أعقبتها لـــقـــاءات نوعية واجـــتـــمـــاعـــات وزاريــــــــة، ولـــقـــاءات عـلـى مـسـتـوى الـقـمـة وإن كانت على هامش اجتماعات مختلفة، وخــالل تلك الفترة زار القاهرة الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثــانــى وزيــــر اخلــارجــيــة القطرى فى مايو قبل املاضى، حيث قدم للرئيس السيسى دعـــوة رسمية لــــزيــــارة الـــــدوحـــــة، وخــــــالل تلك الــفــتــرة، شـهـدنـا الـــزيـــارة املهمة ألمــيــر دولــــة قـطـر إلـــى الـقـاهـرة فى يونيو املاضى، وسبقها إعالن دولـــة قطر تخصيص حــوالــى 5 مـلـيـارات دوالر كاستثمارات فى مـــصـــر، ودشـــنـــت زيــــــارة الــرئــيــس الـــســـيـــســـى املــــرحــــلــــة الـــثـــالـــثـــة، مرحلة «التأسيس» لعالقات ذات طابع استراتيجى بـني القاهرة والـــــدوحـــــة، ويـــكـــفـــى أن نـتـوقـف عـــنـــد الـــتـــصـــريـــحـــات الـــواضـــحـــة والــــصــــريــــحــــة مـــــن الـــقـــيـــادتـــني، الــــرئــــيــــس الـــســـيـــســـى أشـــــــار إلـــى «انـــــفـــــتـــــاح مــــصــــر نــــحــــو تــعــمــيــق الـــعـــالقـــات الــثــنــائــيــة عــلــى كـافـة األصــــعــــدة وفــــى كـــافـــة املـــجـــاالت السياسية واألمنية واالقتصادية والتجارية» وتثمني الشيخ متيم بن حمد بـ «الـدور املصرى البارز فـى تعزيز آلـيـات العمل العربى املشترك، فى مواجهة التحديات واألزمـــــــــات الـــراهـــنـــة بــاملــنــطــقــة، وبـــاعـــتـــبـــاره منـــــوذجـــــا يــحــتــذى، فــــى احلــــفــــاظ عــلــى االســـتـــقـــرار والــنــهــوض بـــاألوضـــاع التنموية واالقــــــتــــــصــــــاديــــــة فـــــــى الـــــوطـــــن العربى»، تبعات مرحلة العالقات االستراتيجية، ستنعكس إيجابا لــــيــــس فــــقــــط عــــلــــى الــــعــــالقــــات الــثــنــائــيــة، ولـكـنـهـا سـتـمـتـد إلــى ساحات متثل متاسا بني اجلهد املـــــصـــــرى والـــــقـــــطـــــرى، وتـــعـــزيـــز التنسيق بينهما، عـلـى صعيد القضية الفلسطينية والليبية، والـــســـعـــى إلــــى تـصـفـيـر املــشــاكــل التى تواجه املنطقة، وظلت قطر حريصة على اإلبقاء على حجم استثماراتها فى مصر.