Al-Akhbar

الدولة القوية

-

دعاء الشيخ الشعراوى ملصر هو األحب إلى قلبى: مصر الكنانة.. مصر التى قـال عنها الـرسـول صلى اهلل عليه وسـلـم أهلها فـى ربـــاط إلــى يــوم القيامة، مـن يـقـول عن مصر إنها أمة كافرة؟، إذا فمن املسلمون؟ من املؤمنون؟.. مصر التى صدرت علم اإلسالم إلى الدنيا كلها، صدرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه اإلسالم، هى التى صدرت لعلماء الـدنـيـا علم اإلســـالم أنــقــول عنها ذلــــك؟.. ذلك هـو حتقيق العلم فـى أزهــرهــا الـشـريـف، وأمـــا دفـاعـا عن اإلســـــا­لم فــانــظــ­روا إلـــى الـــتـــا­ريـــخ، مـــن الــــذى رد همجية التتار؟.. إنهـــــــ­ــــــــا مصــــــــ­ــر.. من الذى رد هجوم الصليبيني على اإلسالم واملسلمني.. إنهـــــــ­ــــــــا مصــــــــ­ــر، وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد، أو مستغل أو مستغٍل مدفوع من خصوم اإلسالم، هنا أو خارج هنا.. إنها مصر ستظل دائما.

>>> الدولة القوية يحميها جيش قوى، ال يغامر وال يهدد وال يـعـتـدى، لكنه يحمى بـلـده مــن أعــــداء احلــيــاة، فقد عــاشـت مـصـر وطــنــا للمحبة واألمــــن والـــســـ­الم، وحينما حـاول األشــرار أن يجعلوها أرضـا للخوف، صـدرت إليهم اخلوف، ولعلهم استوعبوا اآلن الدرس.

الدولة القوية التى أحرزت سالم األقوياء، ثمرة حلرب أكتوبر املجيدة، وبحجم االنتصار تكون املكاسب، وتنعكس الـقـوة على أرض الـواقـع وفــى غــرف الـتـفـاوض، فـال أحد يقدم بقشيشا ألحد.

املنتصرون يتفاوضون وهـم مرفوعو الــرأس والهامة، وال يشعرون بخجل أو بعقد نقص، ويطالبون بحقوقهم املــشــرو­عــة وهـــم فـــى مـنـتـهـى الـــقـــو­ة واإلصـــــ­ــرار، واسـتـثـمـ­ر املفاوض املصرى كل أوراق القوة التى حتققت فى ميدان القتال، ليحصل على أرضه كاملة دون أن يفرط فى شبر واحد.

إنها مصر القوية التى أقسم أبناؤها على استكمال مسيرة آبائهم وحتريرها من دنس اإلرهاب، فلم حتررها من إسرائيل، لتترك شبرا واحدا لإلرهابيني، وكما رفعت رايات السالم، تسابق الزمن لتعمير سيناء وإدخالها فى حزام التنمية، بعد سنوات طويلة من اإلهمال.

وكما هتف احملاربون «سيناء فى القلب»، أصبحت اآلن فى القلب والعقل، يد تعمرها وأخرى ترفع السالح، ويبزغ فى ربوعها فجر جديد.

>>> املجتمعات حتمى نفسها بالوعى والقانون.

الـــوعـــ­ى بـــإعـــا­دة إحـــيـــا­ء الـقـيـم األخـــالق­ـــيـــة، وبـثـهـا فى الـــنـــف­ـــوس، لــيــعــل­ــم كـــل مـــن يــســتــخ­ــدم مـــواقـــ­ع الــتــواص­ــل االجتماعى، أن فى يده سالحًا قويًا، إما أن يكون صاحلًا أو فاسدًا، يجلب الدفء أو يشعل احلرائق.

والقانون، بنشر الثقافة القانونية، ونصوص احملاسبة والعقوبات حال ارتكاب اجلرمية، وبالعدالة الناجزة التى تسير عجلتها مبعدالت كبيرة، وإذا جاء العقاب، فسوف يفكر ألف مرة من يسيء األدب.

> هــذا املـقـال سبق نـشـره فـى 17 مـــارس املــاضــى، رأيـت إعــادة نشره اليوم من منطلق أن كالم اإلمـام الشعراوى صالح لكل زمان.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt