Al-Akhbar

علماء الدين: جوهر األديان .. مكارم األخالق

<معالجة ما أصاب المجتمع من خلل خطوة عظيمة كنا نحتاجها ويجب دعمها بكل قوة ترجمة لرسالة اإلسالم القائمة على السلوكيات الحميدة

-

أكد علماء الدين واألزهر أن حملة أخالقنا جميلة هى فرصه رائعه ملعاجلة ما أصاب املجتمع املصرى من خلل وهى بداية يجب أن نستثمرها جيدا لدحض كل ما هو خبيث وفاسد وغير أخالقى أضر باملجتمع املصرى خالل الفترة السابقة واضافوا ان احلملة جاءت فى وقتها الصحيح خاصة بعد انحرافات عدة فى السلوك املجتمعى أضرت باملجتمع ككثرة حوادث القتل والكذب وغيرها من األفعال السلبية التى أفسدت املجتمع .. وأوضحوا أن جوهر الدين اإلسالمى هو مكارم األخالق وأن الرسول الكرمي له أحاديث كثيرة تؤكد أن األخالق هى أساس جناح املجتمعات، وأشاروا إلى أن جناح املجتمعات يبنى باألساس بقوة األخالق واحترام القوانن واآلخر واألهم أن فطرة اإلنسان هى األخالق. «األخبار» فى السطور القادمة رصدت آراء بعض خبراء الدين واألزهر واستطلعت رأيهم عن حملة أخالقنا جميلة وكيف يتم استثمارها.

فى البدية يقول، أحمد كرمية، أستاذ الفقه املقارن والشريعة اإلسالمية بجامعة األزهر، أنه يؤيد احلملة بكل ما أوتى من قوة خاصة أن هذه احلملة هى فرصة ذهبية ملعاجلة مــا أصـــاب املجتمع مــن خــالل وســائــل التواصل االجتماعى التى تسببت فى اختراق سلوكيات املجتمع جراء التقليد األعمى ملثل هذه السلوكيات والتى تتناقض مع جوهر الدين اإلسالمي.

ويشير إلى أن جوهر الدين االسالمى هو مكارم األخالق وهناك الكثير من الشواهد التى تؤكد ذلك من آيات قرانية وأحــاديــ­ث نبوية شريفة مثل قــول اهلل تعالى فـى وصف سيدنا محمد عليه أفضل الصالة والسالم «َوِإّنََك لََعلى ُخلٍُق َعِظيٍم» باإلضافة إلى أحاديث الرسول الكرمي التى تدعو إلــى األخـــالق كقوله: «إمنــا بعثت ألمتــم مـكـارم األخــالق» وأيضا قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم: (إن من أحبكم إلي، وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخالقا،

ََّّ وإن أبغضكم إلــي، وأبعدكم منى يـوم القيامة، الثرثارون واملتشدقون واملتفيهقو­ن)).

ويوضح أن تردى األخالق هو السبب الرئيسى فى انتشار اجلرائم بكافة أنواعها وأيضا املتهم الرئيسى فى اجلرأة على اإلقـدام على هذه اجلرائم وفعلها بأشنع الطرق والكارثه االكبر عدم االكتفاء بفعل اجلـرم بل بل أيضا الترويج له والتفاخر به.

ويرى كرمية أنه لكى تؤتى هذه احلملة ثمارها البد من من

إيجاد منظومة متكاملة يتواجد بها علماء للدعوة اإلسالمية من األزهر الشريف وأيضا رعاة من الكنائس باإلضافة إلى علماء االجتماع لرصد الظواهر السلبية ومن ثم عمل ورشة علمية جادة لوضع خطط عملية تتناسب مع الواقع ملعاجلة الظواهر السلبيه التى أصابت املجتمع.

ويطالب كرمية اإلعـالم الدينى والعام بضرورة التوحد خلف هـذه احلملة ودعمها بكل ما اوتــوا من قـوه واألهـم التخلص من املذهبية والطائفية فى الفكر واألهم إبراز كل ما هو إيجابى ودحض كل ما هو سلبى وعدم الترويج له.

فرصة ذهبية

ويؤكد الشيخ سامى العساله، أحد علماء األزهر الشريف، أن أى عمل يدعو لعودة مكارم األخـالق والفطرة الكرمية وأساسياتها من احترام اآلخـر ودعـم الصغير قبل الكبير وعدم الكذب وكل ما يدعو للخلق احلسن والعمل احملمود يجب ان يتم دعمه بكل قوة.

ويضيف: إن هذه احلملة خطوة عظيمة كنا نحتاج إليها ويجب أن تلقى الكثير من الدعم لتأتى مبفعولها وأثرها اإليجابى على املواطنني ألننا فى الوقت احلالى نعانى من

أزمة حقيقة فى مكارم األخالق وطفت على املجتمع ظواهر سلبية كثيرة نحتاج ملثل هذه النوعية من احلمالت ملواجهتها بشراسة.

ويـوضـح أنــه علينا أن نقتدى بـالـرسـول الـكـرمي سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم فى مكارم األخالق وكيف أنه كان والزال هو املثال األعظم فى االخالق بداية من معاملته احلسنة وعدله وعـدم الكذب والكثير الكثير من محاسن االخالق التى كان يحرص على ان تكون أساس كل تعامالته.

ويشير إلى أنه يجب علينا أيضا توعية املواطنني باالهتمام بأبواب العبادات خالل احلياة وأال تلهيهم مشاغل احلياة عن عبادة اهلل والذى يبتعد عن اهلل فهو يفقد األخالق الفاضلة واملعاملة احلسنة مع أخوته فى املجتمع والدين هو املعاملة واألخالق وكما وصانا الرسول باملعاملة احلسنة واألخالق احلميدة.

لهو احلياة

ويؤكد الشيخ سيد زايــد، أحـد علماء األزهــر الشريف: أن هذه احلملة أتت فى املوعد والتوقيت السليم الذى كنا نحتاجه خاصة اننا فى الوقت احلالى نعانى ظواهر سلبية كبيرة وغياب كبير لألخالق احلميدة واملعاملة احلسنة.

ويشير إلى أن هذه احلملة هى خطوة هامة لترجمة رسالة اإلسالم القائمة على األخالق، فالدين هو املعاملة وحسن اخللق والدليل على ذلـك وصـف الـقـرآن الكرمي الرسول الكرمي نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم ومدحه مبكارم األخالق بقول اهلل تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم».

ويوضح زايد أننا أمام كارثة كبيرة وظواهر سلبية كبيرة ككثرة حاالت الطالق واخللع والبعد عن األخالق واجلرائم والقتل والكذب الذى أصبح جهارا نهارا فى الشوارع ناهيك على األلفاظ النابية التى أصبحت على ألسن اجلميع إال من رحم اهلل.

وشـدد زايـد على أنـه علينا أن نتكاتف مع هـذه احلملة بكل ما أوتينا من قوة ألننا نحتاج بقوة ألن تعود األخالقيات خللق مجتمع صحى قائم على األخالق النبيلة والقيم البناءة واألهـم أنه يجب على املواطنني واألسـر االهتمام بأبنائهم أكثر وتعليمهم من الصغر محاسن األخالق وأال تلهيهم احلياة ومشاغل املجتمع عن تربية أوالدهم.

ويـخـتـتـم زايـــد حـديـثـه قــائــال: الشعب املصرى من هـذه احلملة «نــأمــل الطيبة

أن يستفيد التى جاءت

فى لهو

وقـت مهم احلياة». كـان

يحتاجه املواطنون

القيم اإلنسانية نشر الوعي

لالستفاقة

من

ويـؤكـد خـالـد اجلــنــدي، عضو املجلس األعـلـى للشئون اإلسالمية، أن حملة «أخالقنا جميلة» جـاءت فى الوقت املناسب وأن هذه احلملة خطوة عظيمة كنا نحتاجها بقوة ويضيف أنه ال يخفى على أحد أننا فى حاجة شديدة فى هـذا التوقيت إلـى من يذكرنا بـــ»األخـالق الطيبة وحسن التعامل بني املواطنني وعودة القيم اإلنسانية واألخالقية بني أفراد املجتمع.

ويشير إلى أنه يجب على كافة االطياف االعالميه االحتاد دعما لهذه احلملة لدعمها وبث ما هو مطلوب من املجتمع فى هذه املرحلة العصيبة التى متزقت فيها أواصر األخوة بني اجلميع وانتشر فيها التطاول من بعض الناس الذين يتسترون بأسماء مصطنعة وصفات مزيفة حملاولة بث بذور الفرقة فى املجتمع و محاولة نشر الفنت بني أطياف الشعب الواحد و وتدمير كل ما يتعلق بهذا الوطن من ثوابت يقينية فى الدين واخللق واألسرة واألطياف املختلفة.

واستكمل قائال: «إنـه يشيد بهذه احلملة وسيكون أول املنضمني لها، فالدين اإلسالمى يدعونا إلى ذلك وهناك الكثير من اآليات القرآنية التى تؤكد أنه يجب على اجلميع السعى لنشر األخالق وتذكرتهم بها كقول اهلل تعالى «َوُقولُوا ِلل ّنَا ِس ُح ْس ًنا» وأيضا قول اهلل تعالى « َو َذ ِّك ْر َف ِإ َّن ال ِّذ ْك َرى تَنْ َف ُع ا ْملُْؤِمِنَني»، ويوضح أننا نحتاج لبث روح اخلير بيننا مرة أخرى وأن نسعى فى التقريب بني الناس وأيضا الدعوة للتماسك بني األفراد واألهم ضرورة نشر الكلمة الطيبة على القلوب والبشاشة.

ويؤكد إبراهيم رضا، أحد علماء األزهر الشريف: أن أى خطوة للسعى وراء نشر الوعى باألخالق خطوة محمودة ويجب على اجلميع دعمها ولكننا نحتاج إلى أكثر من حملة حتى نضمن جناح هذه احلمالت.

ويوضح أن عودة القيم واألخالق ملجتمعنا مرة أخرى يحتاج إلى عمل جاد يتشارك به اجلميع كـ»املدارس، واجلامعات، النوادي، واملؤسسات الثقافية» والعمل فى أكثر من اجتاه تتبناه الدولة خاصة أن منظومة القيم ضعيفة فى مجتمعنا.

ويشير إلى أننا أيضا بحاجة إلى توحد كل مؤسسات الـدولـة من وزارة الثقافة، األزهـــر، وزارة األوقـــاف، دار اإلفتاء، وزارة الشباب والعمل مبنهج موحد حتى تؤتى هذه احلملة ثمارها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt