إياكم وكسر القلوب

احلياة الزوجية ل تسير على خط مستقيم بل تشبه تخطيط القلب، فيها حلظات سعيدة وفيها احلزينة، وهــذا أمـر طبيعى نظرا لختالف وجهات النظر والقناعات بني كال الزوجني، وقد حتدث عادة بينهما بعض الصراعات واملشاجرات ومتر بسالم إذا تعامل كالهما جتاهها باحلكمة والتزان والصبر وجتنب الطرفان كسر القلوب، وأشد ما يكسر القلب ويؤلم النفس بعد اإليـذاء املادى اإليذاء املعنوي، ويكون بالكلمة السيئة التى تخرج من األفواه فتجرح القلوب، وبالتصرف املهني، والتقليل من شأن اآلخر وإحراجه، وإذا كان التعدى باأليدى يؤثر على البدن، فـالـتـعـدى بـالـلـسـان يكسر القلب، وإذا ُكسر القلب يحتاج وقًتا طويال لترميمه ول يعود كما كان؛ فالقلوب كالزجاج إذا كسرت يصعب إصالحها، فال تستهينوا أيها األزواج والزوجات بكلمة قاسية تنطقها ألسنتكم، فقد قال النبى صلى اهلل عليه وسلم : «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان

َُّْ ُِ ِْ َْ ََِّّ اهلل، ل يلقى لها بال، يرفعه اهلل بها َد َرجا ٍت، وإ َّن ال َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بال َك ِلم ِة

ًَ ِمن َسَخِط اِهلل، ل ُيْلِقى لها بال، يه ِوى بها فى َج َه َّن َم.» (رواه البخاري).

فــــالبــــد مـــــن الــــتــــأمــــل والـــتـــفـــكـــر فــى الــكــالم قـبـل قــولــه، فـبـني كسر القلوب وكسب القلوب حرف، وقد رغبنا النبى صلى اهلل عليه وسلم فى الكلمة الطيبة التى لها أثر السحر فى كسب القلوب فقال صلى اهلل عليه وسلم: «الكلم ُة الطيب ِة صدق ٌة» متفق عليه.وإذا كان الكالم الطيب اللني مطلوب عند التعامل مع عموم الناس فإنه يكون بني الزوجني أولى، فقد تسامح الزوجة زوجها على بعض ما صدر منه من مجاوزة فى حقها، وكــذلــك الـــزوج قــد يسامح زوجته وتعود احلياة، ويسير الزوجان معا فى طريقهما ولكن أثر اإلساءة فى القلوب ل ينسى.