زلزال «ميلونى» يضرب أوروبا!
بـيـنـمـا أوروبـــــا تـسـتـعـد لــشــتــاء صــعــب، وتــواجــه التطورات اخلطيرة فى حرب أوكرانيا واملخاوف مـن دخـــول الـسـاح الــنــووى عـلـى اخلـــط. هـا هى تــــواجــــه صـــدمـــة جــــديــــدة مــــع نـــتـــائـــج انــتــخــابــات إيطاليا التى تذكر أوروبا من جديد بأن مستقبل احتادها فى خطر!! ورغم أن كل التوقعات كانت تشير إلــى مـا حتقق فـى انـتـخـابـات إيطاليا من فـــوز كـبـيـر لليمني املــتــطــرف، فـــإن صــدمــة أوروبـــا كـبـيـرة مــع سـقـوط الــقــوة الـثـالـثـة فــى أوروبــــا فى قبضة اليمني املتطرف بقيادة «جورجيا ميلونى» التى ترشحها نتائج االنتخابات لتكون رئيسة احلــكــومــة اجلـــديـــدة بــعــد أن فــــاز حــزبــهــا «إخــــوة إيــطــالــيــا أو إخــــــوان إيـــطـــالـــيـــا» بــاملــرتــبــة األولــــى بــني األحـــــزاب، وضــمــن مــع حـلـفـائـه مــن اليمني املتطرف األغلبية البرملانية . «ميلونى» القادمة من حزب له جذوره الفاشية حققت نصرا كبيرا وقفزت بحزبها من ٤٪ فى االنتخابات السابقة إلى أكثر من ربع األصـوات. كانت قد اختارت أن تبقى خــارج احلكم لتستفيد من غضب الشارع بسبب األزمة االقتصادية. ولتحصد نتيجة فقد األحـــــزاب الـتـقـلـيـديـة لـثـقـة الــنــاخــب، ولتستغل موجة صعود اليمني املتطرف فى أوروبـا، لتصل إلى حكم إيطاليا فى ظروف بالغة الدقة داخليا وخـــــارجـــــا. الـــيـــمـــني املـــتـــطـــرف حـــقـــق انـــتـــصـــارات فـــى الــعــديــد مـــن دول االحتــــاد األوروبــــــى آخــرهــا الـــســـويـــد، لــكــن إيــطــالــيــا أمــــر آخـــــر.. إنــهــا الــقــوة الثالثة فى أوروبــا، وهـى الدولة التى كانت منذ احلـــرب الـعـاملـيـة الـثـانـيـة حـريـصـة عـلـى استبعاد الـفـاشـيـة والـتـعـلـم مــن درس وصـــول موسولينى للحكم ومــا جــرى عليها. اآلن تـعـود «مـيـلـونـى»، مبــوقــف حــاســم ضــد الــهــجــرة، وبــرؤيــة محافظة فى الداخل وعنصرية فى اخلارج. أول ما قالته بعد االنتخابات: انتهى العيد، وستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصاحلها القومية. وكان الرد سريعا من رئيسة املفوضية األوروبـيـة «فـون ديـر اليـن»، بأن االحتـاد األوروبـى لديه أدواتـه ملعاقبة الدول األعـــضـــاء الــتــى تـنـتـهـك ســـيـــادة الــقــانــون وقـيـمـة املشاركة فى إشــارة إلـى أن إيطاليا لن تستطيع االستغناء عن الدعم املالى األوروبــى. قد يكون ذلــك صحيحا، لكن الصحيح أيـضـا أن اخلطر أكــبــر مــن ذلــــك.. األزمــــة االقــتــصــاديــة تـتـصـاعـد، وتكاليف حرب أوكرانيا وتوابعها تزداد، واليمني الفاشى أو الـنـازى ينتظر االحـتـفـال باالنتصار فـــى عـــواصـــم أخــــرى بــعــد رومــــا، وبــتــوابــع عــديــدة لزلزال «ميلونى»!