Al-Akhbar

لك يا مصر السالمة

- كرم جبر karam.gabr1@gmail.com

أكــثــر مــن يــســىء إلـــى اإلســــام هــم بـعـض املسلمني أنفسهم، بإصرارهم على أن ينسبوا لديننا احلنيف أشياء ليست فيه، فاملسلم ال يريد من دينه أكثر من الـتـحـلـى بــأخــاق رســــول اهلل، الــــذى بـعـثـه اهلل ليتمم مكارم األخاق، وأولى صفاته الصادق األمني، والصدق عكس الكذب واألمانة عكس اخليانة، وهاتان املشكلتان أساس الباء، الذى يلم بأمتنا، ويشوه صورة اإلسام الصحيح أمام اآلخرين .

مــكــارم األخــــاق عــامــة لـكـمـال اإلميــــا­ن وســمــة من سـمـات املـؤمـن ومـقـصـدا لرسالته ومهمته، فقد روى عــن الـنـبـى صـلـى اهلل عليه وسـلـم أنـــه قـــال: «إن أكمل املؤمنني إميانًا أحسنهم أخاقًا»، وقال صلى اهلل عليه وسلم «ال حتقرن من املعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، كما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم: «..وخالق الناس بخلق حسن».

معنى ذلك أن الرسول جاء باإلسام منفتحا على اآلخر حيث «وخالق الناس» وليس املسلم فقط، وألن الرجل ال يقاس بصاته وصيامه فقط، بل البـد من النظر فى أخاقه وشيمه، وكم من أناس قد فوتوا على أنفسهم فائدة أعمالهم بسوء أخاقهم.. قيل لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم: «إن فانة تصوم نهارها وتقوم ليلها ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها» فقال (صلى اهلل عليه وسلم): (ال خير فيها هى من أهل النار).

ويقول قائل: دعنى أرى الدين فى سلوككم وأخاقكم، وال تزايدوا وتكذبوا وترمون غيركم مبا فيكم، فاإلسام دين األخاق ورسولنا الكرمي « إمنا بعثت ألمتم مكارم األخاق «، « وإنك على خلق عظيم «، ولو اتبعنا ذلك « كنتم خير أمة أخرجت للناس .«

مــا أقــبـح مــن ينصبون أنفسهم أوصـــيـــ­اء وجــاديــن وســيــافـ­ـني، ويــنــشــ­رون اخلــــوف والـــذعــ­ـر بــني املـواطـنـ­ني اآلمـنـني، ويـدعـون حـــدودا ليست مـن شــرع اهلل، بينما تعاليم اإلسام تفيض كالنهر العظيم ساما ومحبة وتسامحا، وتنشر األمن والطمأنينة بني العاملني، وما أحوجنا إلى سام النفس والقلب والضمير، وأن يلتئم الشمل وتهدأ حدة املكائد والصراعات، ومتتد األيدى للبناء وليس الهدم والتخريب، وأن نزرع األرض خيرا وليس ألغاما ومتفجرات.

ال صـاح إال إذا اغتسلت األرواح وتطهرت القلوب، ورفعنا أيدينا مخلصني بالدعاء: «اللهم إنا نسألك أن تطهر قلوبنا، وتكشف كربنا، وتغفر ذنبنا، وتصلح أمرنا وتغنى فقرنا، واجعل لنا من كل خير نصيبا، وإلى كل خير سبيا، برحمتك يا أرحم الراحمني».. وال تلهينا هموم احلياة ومشاغلها عن االحتماء بسماحة الدين.

أقـول ذلك ملن حاولوا اختطاف الوطن من هويته، وانتزاع علمه ورايته، فاألديان ال حتض على كراهية األوطان، ومخطئ من يتصور أن حب الوطن يتعارض مــع حــب الـــديـــ­ن، ولـــك يــا مـصـر الــســامـ­ـة وســـامـــ­ا يا بادى.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt