العالم.. وجرائم إسرائيل
ال يحتاج األمــر إلـى كثير من العنت أو االجتهاد من أى إنسان رشيد فى هذا العالم مهما كانت هـويـتـه، كـى يـــدرك وجـــود حـاالت فجة وظاهرة فى العالم للسلوك واملنهج املعوج وغير العادل، الذى يــكــيــل بــأكــثــر مـــن مــكــيــال واحـــد جتاه كثير من القضايا واألزمات واملشاكل الدولية.
ونحن ال نتجاوز احلقيقة فى قليل أو كثير، إذا ما قلنا بانتشار نقيصة الكيل مبكيالني أو أكثر فى التعامل الدولى، ووصولها إلى كثير من الهيئات واملؤسسات ذات الصبغة الـدولـيـة مثل اجلمعية العامة لــأمم املتحدة ومجلس األمـــــن لـــأســـف الـــشـــديـــد، نــظــرًا لـلـتـأثـيـر الـكـبـيـر الــنــافــذ لــلــدول الـــكـــبـــرى عــلــى كــثــيــر مـــن الــــدول الفقيرة والنامية.
كما أننا ال نتخطى أو نتجاهل الواقع على اإلطالق إذا ما أكدنا، أن مـن أكثر احلـــاالت داللــة على اختالل معايير العدالة الدولية، واألخـذ مبنطق الكيل مبكيالني فــــى الـــتـــعـــامـــل الـــــدولـــــى، هــــو مـا نــراه يحدث ويقع جتـاه القضية الفلسطينية بصفة عامة وجتاه إسرائيل على وجه اخلصوص.
وفـــى هـــذا الـسـيـاق، أحـسـب أن الــرئــيــس الـفـلـسـطـيـنـى مـحـمـود عباس «أبومازن» كان معبرا بصدق فى كلمته باجلمعية العامة لأمم املتحدة، عن الواقع املؤلم الذى تـعـيـشـه الـقـضـيـة الفلسطينية، فـى ظـل التجاهل الـدولـى العام لـــلـــحـــقـــوق املـــــشـــــروعـــــة لــلــشــعــب الفلسطينى حتت االحتالل.
كما كــان مـبـاشـرًا وصــادمــًا فى مصداقيته، وهو ينقل للعالم من خالل املنبر الدولى، الكم الضخم والهائل من اجلرائم اإلسرائيلية ضـــد الــشــعــب الـفــلــسـطـيـنـى فى األراضى احملتلة، واملجازر واملذابح التى ارتكبتها وترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيني، وسط صمت تـــــام مــــن دول الـــعـــالـــم، ومـــوقـــف سلبى من الــدول العظمى التى توفر احلماية والدعم إلسرائيل ومتنع إدانتها فى مجلس األمن.
والـواقـع يؤكد أن ما ذكــره وما قــالــه «أبـــو مــــازن» أمـــام اجلمعية العامة هو عني احلقيقة، وواقع احلال القائم فى األراضى احملتلة، وهـــــو الـــتـــرجـــمـــة الــصــحــيــحــة ملـا متــارســه وتــقــوم بــه إســرائــيــل من جــرائــم واعـــتـــداءات ضــد الشعب الــفــلــســطــيــنــى، وهــــو مـــا يــفــرض عـــلـــى كـــــل دول الــــعــــالــــم اتـــخـــاذ موقف إيجابى مبساندة الشعب الفلسطينى وحمايته، ودعمه فى كفاحه املــشــروع ضـد أبـشـع صور االحـــتـــالل والـتـمـيـيـز الـعـنـصـرى فى العصر احلديث.