Al-Akhbar

وداعًا هويدا فتحى

-

سـنـوات عمرها أفنتها فـى خـدمـة مهنتها، وحياتها نذرتها ملعشوقتها الصحافة، فكانت دائماً منوذجاً للصحفيات النابهات الالتى آثرين العمل الصحفى.

أحبت أساتذتها مبدرسة األخبار الصحفية الرائدة، فقدرها اجلميع وأفردوا لها املساحات التى برهنت على كفائتها.

كانت الزميلة الراحلة األستاذة هويدا فتحي، صحفية قضائية فزة، أبدعت فى تخصصها، وقامت بتغطية العديد من القضايا املهمة التى شغلت الرأى العام السكندري، ولكنها كانت أيضاً تقف إلى جوارى فى صفوف العاشقني ملدرسة التحقيقات الصحفية.

عشرات التحقيقات املهمة، التى قدمتها للقراء الزميلة الراحلة فازت بها بعدة جوائز صحفية من نقابة الصحفيني املصرية، وفى مقدمة تلك التحقيقات «املدفن الصحى بغرب اإلسكندرية، ومافيا جتارة األدوية».

لم أعرف هويدا فتحى زميلة موهوبة وفقط، بل عرفتها إنسانة متصاحلة مع نفسها ومع اآلخرين، عرفتها بارة بوالدتها وأشقائها وأسرتها، عرفتها شخصية نقية تفرح لفرح وجناحات اآلخرين، وحتزن لوجعهم وآالمهم، عرفتها إنسانة عطوفة ال تتوانى فى مد يد العون واملساعدة ملن تعرفهم ومن ال تعرفهم، عرفتها سيدة مجاملة ال تتأخر فى التواصل مع زمالئها وودهــم واالطمئنان عليهم.

سخرت الزميلة الـراحـلـة، لسنوات طـــوال، قلمها فـى خدمة محافظة اإلسكندرية التى أحبتها ونقلت همومها وقضاياها ومشاكلها بتجرد وأمانة ومهنية، حتى مت انتخابها نقيبة للصحفيني بالنقابة الفرعية باإلسكندري­ة، وإن لم تخنى الذاكرة فإنها أول أمرأة تتقلد هذا املنصب بالثغر، لتفرد وقتها وعقلها وقلبها خلدمة زمالئها الصحفيني بالنقابة الفرعية باإلسكندري­ة، وكانت عند حسن الظن بها ومحل احترام وتقدير من اجلميع.

لقد كان هذا العام، حزيناً مؤملاً علينا جميعاً أبناء أخبار اليوم، فقد فقدنا فيه الكاتب الكبير األستاذ جالل دويـدار، واألساتذة عبدالقادر محمد ومحمد أبوذكرى ومحمد عمر وياسني عباس وأخـيـراً الزميلة هويدا فتحي، لتنزف قلوبنا جميعاً حزناً على فراقهم، ولكنها إرادة اهلل التى نسلم لها جميعاً فإنا هلل وإنا إليه راجعون. لقد حان الوقت لتلملمى أوراقــك وتغمدى قلمك وتستريحى أيتها النبيلة، بعد رحلة كفاح مشرفة ملـرأة مصرية مجتهدة صابرة، وأســأل اهلل تعالى أن يكافئك على ما قدمتى بحياتك، وأن يجعل مستقرك الفردوس األعلى.

عادل حلمى

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt