Al-Akhbar

الرئيسيأال­رئيسيأالدم­ة

-

فى مقطع آخر من املقال السابق يروى سامى شرف مشهداً آخر من دفتر الرئيس جمال عبد الناصر، يتعلق مبسألة جتنيد جنله األكبر خالد بعد تخرجه من اجلامعة، فيقول:

«فى نهاية املكاملة التليفونية الصباحية فى أحد أيام شهر سبتمبر0791 لعرض أهم وآخر صورة للموقف على جبهة القناة، قال لى الرئيس: «يا سامى حصلنى على اجلنينة فى طابور الصباح».

فقلت: «حـاضـر يـافـنـدم»، ودخـلـت مـن بوابة منشية الـبـكـرى ألستمع إلــى صــوت املصحف املرتل، ومشيت بجوار سور املكتبة حتى مدخل احلديقة، التى وصل إليها من قبلى الرئيس الذى قال لى باسماً: «صباح اخلير يا أستاذ».

قلت: «صباح اخلير يا فندم»، ثم سكت انتظاراً ملا سيبادرنى به الرئيس، كانت تلك عادته عندما يطلب منى مصاحبته فى طابور الصباح، ان يبدأ هو باحلديث. لكنه سألنى: «ما بتتكلمش ليه؟». قلت: «مش عايز أقطع تفكير سيادتك انتظاراً ملا ستأمر به».

فقال بعد ان وقف ناظراً إلـي ليرى رد فعل سؤاله علي: «إيه رأيك فى خالد؟.. حا نعمل فيه إيه بالنسبة للتجنيد؟»

فقلت دون تفكير: «طبعاً سيجند يا فندم».

فـقـال: «مــا أنــا عــارف انــه حـا يتجند.. إمنا سؤالى لك هو «حا يتجند فني؟»

وأكمل كالمه بقوله: «إنت عارف طبعاً ملا حا يتجند فى أى وحدة ستتم مجامالت له أو لنا.. وده شيء أنا مش عايزه يحصل لسببني، األول يخص خالد.. ليعرف ويعتاد على حياة جديدة خشنة تؤهله ملدخل حياته بالشكل الصحيح، والثانى الزم الكل يعرف إن خالد مثله كمثل كل شباب البلد مجند عادى وغير مميز».

فقلت: «احلقيقة أنا فكرت فى هذا املوضوع منذ أن أنهى خالد االمتحانات، ورأيى أن يجند فى سالح املشاة ويلحق باحلرس اجلمهورى.. فنكون بذلك حققنا هدفني، األول أن يصبح خالد جندياً عادياً مثله كاآلخرين، والثانى أن نتفادى املـجـامـا­لت حيث سيكون حتـت قيادة الليثى ناصف مع إشرافى عليه من ناحية أخرى، وننبه الليثى ناصف أن تكون املعاملة له معاملة عادية وطبيعية مثله كمثل باقى جنود احلرس اجلمهورى، ومن خالل عالقتى باحلرس سأتأكد مــن حتقيق هــذيــن الــهــدفـ­ـني، أى ال مجاملة ومعاملته كجندى عادى».

وافـق الرئيس جمال عبد الناصر على هذا الــرأى، وقـال لى: «ابـق نسق مع الفريق محمد فوزى والليثى ناصف».

 ?? ??
 ?? ?? ◼ جمال عبد الناصر مع خالد أكبر أبنائه
◼ جمال عبد الناصر مع خالد أكبر أبنائه

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt