معرض العشاق
مـــا أعـــذبـــهـــا مـــن أيـــــام يــســرى فــيــهــا الـــــدفء عــلــى الـــرغـــم من بــــــــرودة الـــطـــقـــس فــــى مــســتــهــل العام، وينتشر فى أفقها ذلك العبير اآلسر األخـاذ، ويتجلى فى أجوائها ضـوء باهر يسطع فى اجلنبات، فيؤنس الوحشة، ويــــــــبــــــــدد وســـــــــــــــاوس الــــظــــلــــمــــة الـكـئـيـبـة، إنــهــا أيـــام استثنائية فى أعمار العشاق، واملشتاقني، واملــــــــغــــــــرمــــــــني، لـــــيـــــس بـــــوجـــــوه احلسان، وقـدود الغزالن، وإمنا بــــذلــــك الــــســــر اخلــــــــاب الـــــذى يـــفـــتـــح كـــــل األبــــــــــــواب، ويـــحـــلـــق بــأصــحــاب املــكــاشــفــة الـهـائـمـني فـــــى مـــحـــيـــط فـــــض مـــغـــالـــيـــقـــه إلـــى ذرى الـتـمـكـن واالقــــتــــدار.. املــــــعــــــرفــــــة بــــشــــتــــى جتـــلـــيـــاتـــهـــا وجتسداتها وإشراقاتها، لذلك تــــرى عـــشـــاق املــعــرفــة مــرفــرفــني بــــأجــــنــــحــــة مــــــن شـــــــوق وحـــنـــني ولـــهـــفـــة، وهــــم يـــخـــّفـــون ســـراعـــا إلـى مواعيد املعشوقة فى هذه األيــــــــام الــــتــــى تـــشـــابـــه األعــــيــــاد واألوقــــات القدسية الـتـى يدنو فـــيـــهـــا احملـــــبـــــون مـــــن احلــــضــــرة السرمدية أمام الكائن األسمى والــــــــــــــرب األعــــــــلــــــــى، فــــمــــعــــرض الـقـاهـرة الــدولــى للكتاب الـذى انــطــلــق مــنــذ أيـــــام -فــــى دورتــــه الـــــرابـــــعـــــة واخلـــــمـــــســـــني- ميــثــل الــكــثــيــر مـــن هــــذه املـــعـــانـــى فهو أفــق يتشكل كــى يحلق عشاق املـــعـــرفـــة فــــى عـــلـــيـــائـــه، وبـــســـاط هـــائـــل ميــتــد لــيــحــتــضــن خـطـى املــــشــــتــــاقــــني لــــعــــنــــاق احملــــبــــوب، وارتـــشـــاف رضـــابـــه مـــن ينابيعه األصـــــلـــــيـــــة الــــــعــــــذبــــــة، الـــكـــتـــب الـــتـــى تـــشـــابـــه رســــائــــل احملـــبـــني، وخــــــطــــــابــــــات الـــــعـــــشـــــاق مـــهـــمـــا اخـــتـــلـــف مـــضـــمـــونـــهـــا وتـــنـــوعـــت موضوعاتها، فهى فـى النهاية عــــلــــى اخـــــتـــــاف تــخــصــصــاتــهــا وتـصـنـيـفـاتـهـا رســــل املــعــشــوق.. املعرفة إلـى املشتاقني للوصال املتلهفني على العناق، لذا يحل هــــذا احلـــــدث الـــســـنـــوى الــفــريــد مـــــن نــــفــــســــى، ومـــــــن نــــفــــس كــل عاشق للمعرفة عيًدا حقيقًيا، وأيــــامــــا اســتــثــنــائــيــة فـــارقـــة فـى أعـمـار املغرمني بـالـقـراءة مهما تــــطــــورت الــــوســــائــــط الــتــقــنــيــة، والـوسـائـل احملـدثـة، حيث يظل الكتاب حًقا هو السفير األمثل لـــلـــمـــعـــرفـــة، واملـــبـــعـــوث األنـــســـب للعلم، عـلـى األقـــل عـنـد جيلى واألجــيــال التى تسبقه، وأيًضا الـتـالـيـة لـــه، ورمبـــا لـــدى أجـيـال من الشباب والناشئة من الذين يـــجـــدون مـتـعـتـهـم اخلـــاصـــة فى الـــقـــراءة عــبــر الــكــتــاب الـــورقـــى، لكل هــذه املعانى تهفو النفس إلـــــــى أيـــــــــام مـــــعـــــرض الــــكــــتــــاب، وتكتسب األعمار عمًقا ومذاقا خاصا فى رحابه. Adabelakhbar55@gmail.com