الفيلم التركى «عن أعشاب جافة» أجمل أفالم الدورة السادسة والسبعين
بــعــد افــتــتــاح مـخـيـب لـــآمـــال بفيلم متواضع «چـان دو بــاري» وأداء باهت للنجم چوني ديـب العائد من معارك قضائية مع طليقته أمبير هيرد، والتي انتهت بفوزه قضائيا، وخسارة الكثير من معجبيه وهبوط أسهمه يف أمريكا، بسبب مـا جـاء بجلسات احملاكمة مـن روايــات فاضحة وكـاشـفـة لتشوه نفسي لديه، وبسبب هجوم املنظمات النسوية التي لم تهدأ حتى اآلن، وكان لها توابع وتأثير كبير يف املهرجان، وهو ما يفسر حالة التوتر التي سيطرت على النجم الذي كان ملء السمع والبصر، وظل ألعوام طويلة األعلى أجرا بني جنوم هوليوود، فأصبح اآلن ينتظر عرضا فرنسيا ومتــويــال سـعـوديـا، وفيلما ميزانية إنـتـاجـه كلها ال تـقـتـرب مــن نصف أجـــره عــن فيلم Pirates of the« »Caribbean: On Stranger Tides (تقاضي ديـب ٥٥ مليون دوالر يف هذا الفيلم !) ورغـــــم حتــيــة اجلـــمـــهـــور لـيـلـة االفـــتـــتـــاح، وتــصــفــيــق احلــضــور كاملعتاد، إال أن جوني ديب الذي ميتلك موهبة وحسا عبقريا ،لم يكن سعيدا ، ويف اليوم التالي حضر املؤمتر الصحفي للفيلم مـتـأخـرا حــوالــي ٥٤ دقيقة ، بعدما ظن اجلميع أنه لن يحضر ، وبــــدأ حـديـثـه بـالـهـجـوم على االعـالم وهوليوود ، وكـان غير موفق يف ردوده وتعبيرات وجهه ، وبـــدت عليه عصبية تدعو لـــألســـى عــلــى جنـــم مــوهــوب الفيلم األردنى «إن شاء اهلل ولد» ألمجد الرشيد قضت عليه اهواؤه وحياته اخلاصة .
بريق جنوم هوليوود !
ورغــم األفــالم املتميزة التي تعرض مبسابقات وبرامج املهرجان املختلفة ومنها ما يحمل توقيع كبار صناع السينما مـن الـشـرق والــغــرب، إال أن السينما األمريكية وجنومها كانوا األكثر بريقا هنا ، وخطفوا االهتمام والصيحات كالعادة ، وكانت االفالم األمريكية هي األكثر ازدحاما وتذاكرها هي األسرع نفادا ، حتى األفالم التجارية التي عرضت خـارج املسابقة ، منها «إنديانا چونز ووجـه القدر « الــذي شهد عرضه األول بقاعة جراند لوميير زحاما شديدا، وكانت مفاجأة املهرجان هي تكرمي هاريسون فورد مبنحه السعفة الذهبية ، أما العرض املنتظر لفيلم املخرج العظيم مارتن سكورسيزي
صناع الفيلم السوداني « وداعا چوليا» بعد عرض الفيلم »Killers of the Flower Moon« فكان سببا لغلق النجوم الذين كان وجودهم سببا يف سعادة بعض الطرق وحتويل االجتاهات وصراعات وصراخ للجمهور املهووس بالسينما وجنومها هنا . للمارة الـذيـن يحاولون الـوصـول أمــام سلم قصر غير األفالم األمريكية ، لم يبرز غير الفيلم الياباني املهرجان ليشاهدوا سكورسيزي وجنميه روبرت دي »Monster« للمخرج الياباني الكبير هيروكازو كوريدا نيرو وليوناردو دي كابريو على السجادة احلمراء ، ثم كان الفيلم التركي «عن أعشاب جافة» لنوري قبل العرض الذي نفدت تذاكره يف أقل من دقيقة بيلجي جـيـالن وهــو يف رأيـــي أفـضـل األفـــالم يف تقريبا! املسابقةالرسميةحتىاآلن،ويستحقمقاالنقديا
ويف اليوم التالي ،كان البريق من نصيب هوليوود مفصال بعد انتهاء املهرجان . أيضا ، نتالي بورمتان وجوليان مور واملخرج الكبير تود هاينز وأحدث أفالمه May December« » الذي ينافس على السعفة الذهبية أيضا.
وأمــس تكرر الـزحـام املجنون مع العرض األول للفيلم األمريكي أيضا »Asteroid City« للمخرج الكبير ويس أندرسون والنجم توم هانكس وسكارليت چوهانسون وتيلدا سوينتون ومجموعة كبيرة من كبيرة
حضور الفت للسينما العربية
أما السينما العربية احلاضرة بقوة ، فكان أفضلها -حتى اآلن- الفيلم األردنــي « إن شـاء اهلل ولـد « جلرأته واختياره قضية مسكوت عنها ،كان اقتحامها مفاجأة كبيرة ، خاصة وان املخرج املوهوب أمجد الرشيد وهو أول أعماله الروائية الطويلة أكد أنه
لم يجد أي عقبات أو تعنت رقابي ، بالعكس كان هناك دعم غير محدود من الهيئة امللكية االردنية لألفالم.. والفيلم السوداني أيضا « وداعـا چوليا «كـان متثيال مشرفا للسودان وللسينما العربية ، فيلم يسبق األحـداث ليفسر لنا ما يحدث اآلن يف السودان من انقسام وخـراب، والفيلمان جتمعهما اجلـــرأة والــرؤيــة التقدمية وانهما التمثيل األول لبلدانهم يف مهرجان كان العريق ، وكالهما يتنافس اآلن يف مسابقة أسبوع النقاد.
أما الفيلم العربي الوحيد يف املسابقة الرسمية ، الفيلم التونسي « بنات ألفة « لكوثر بن هنية ، ومبشاركة هند صبري بحضور خاص يف الفيلم الذي متزج فيه املخرجة املنتجة بني الروائي والتسجيلي ، فكان محبطا مخيبا لآمال، فالفيلم مرتبك ،به كثير من الثرثرة التي ال محل لها وال داعي ، فقط افقدت العمل تسلسال مقبوال ، وتسببت يف تسرب احلضور من العرض الذي كان األقل حجما لفيلم باملسابقة حتى اآلن، الفيلم يحتاج إعادة مونتاج لضبط إيقاعه وتسلسل أحداثه ، ألن التمهيد الطويل إللقاء الضوء على معاناة ألفة كـإمـرأة ، أفقد القضية األهـم حضورها ، ألن املخرجة اختارت أن تنهي بها الثرثرة واحلكايات الطويلة جدا.
الفيلم املصري القصير يف املسابقة « عيسي « للمخرج مراد مصطفي مت عرضه أمس واجلريدة ماثلة للطباعة ، وهــو يحظي باهتمام كبير من املهرجان واحلضور ، ونتمني أن يكون له نصيب بجائزة تثلج الصدور.