وليد حجاج: البد من تطور اإلنسان مع اآللة حتى ال ينهى عمله
مدحت العدل: المهم عدم التنصل من الحقوق المادية واألدبية
ظهر األمر فى البداية كخيال علمى فى العديد من األفالم، منها على سبيل املثال قبل 9 أعوام فى فيلم »I robot« بطولة ويل سميث وتدور أحداثه فى املستقبل البعيد (وفق معتقدات صناع العمل وقتها) مع تطور احلياة اإللكترونية والتكنولوجيا، حيث يتم صنع آليني بقدرات ومهارات عالية ملساعدة البشر على إجناز مهامهم، لكن اآلليني يسيطرون على احلياة ويزيحون اإلنسان من طريقهم، لتبدأ احلــروب بينهم وبـني البشر.. وعلى األرض قام «بروس ويلز» - منذ عامني - ببيع وجهه، وأعطى حق استغالله لشركات الدعاية واإلعـالن، مقابل نسبة من الربح، أما بعض املطربني فيسعون لبيع بصمات صوتهم، بينما الكارثة أنه ال يوجد أداة قادرة على التمييز بني احلقيقى واملصنوع بواسطة الذكاء االصطناعى سواء صوتا أو فيديو.
املهندس وليد حجاج اخلبير والباحث فى أمن املعلومات، يرى أن الذكاء االصطناعى ليس بعيدا عنا فكل ما نقوم به فى حياتنا مبنى عليه، ويقول إن األراء انقسمت حول استبدال اإلنسان بالروبوت فهناك فريق يرى أن الروبوت سيحتل الوظائف، بل حتى البشر سيصبحون آليني وسيحدث إندماج بني أجسامنا والتكنولوجيا عن طريق شرائح تزرع بداخلنا، وفريق آخر يرى أن الذكاء االصطناعى سيظل أداة يسيطر عليها البشر وهــم يقومون بتشغيله عن طريق البيانات التى ندخلها لألجهزة.
ينحاز حجاج للفريق الثانى قائال: إذا كان الذكاء االصطناعى سينتزع العديد من الوظائف فإنه فى املقابل سيضيف أضعاف الوظائف األخـرى التى ستكون مهمتها تشغيل اآللة وصيانتها، ولكن املهم أن يتطور اإلنسان مع اآللة مبعنى أن أى صاحب مهنة - حتى الطبيب - ال بد أن يواكب التكنولوجيا وإال فهو ينهى عمله بنفسه.
وأضاف: من مزايا الذكاء االصطناعى أنه يطور
وينجز املهام بكفاءة عالية ويوفر الوقت واملجهود ويحلل البيانات، ولكل شيء وجهني وعلينا أن نقرر إما أن نستفيد من الضوء أو نحترق بالنار.
وتابع: الذكاء االصطناعى قادر على أن يجعل عبد احلليم حافظ يغنى مقاطع حلسن شاكوش بطريقته اخلاصة، وكـل ما علينا أن نستغله مبا يتناسب مع احتياجاتنا، فقدراته أعلى من قدراتنا البشرية لتمكنه من القيام بعمليات معقدة للغاية فى وقت وجيز.
ويذكرنا الكاتب والسيناريست د.مدحت العدل
أن ما يحدث من اعتراض حاليا رأيناه من قبل وقــت ظـهـور تقنية الـهـولـوجـرام الـتـى قابلناها بسخرية شديدة فى حني شعرنا بعدها أن أم كلثوم تقف أمامنا فعليا.
ويـشـرح: اللمسات اإلنسانية والـــروح البشرية ستظل مـوجـودة مهما وصـل قطار التطور، ولن يعوض عنها شيء، فالذكاء االصطناعى يكتب ولكن بدون روح وإحساس، وهو الفرق بني البشر واآللة.
ويؤكد أن املهم هو عـدم التنصل من احلقوق املادية واألدبية واملعنوية فمن حق أى شخص أن
يجرب كيفما شاء ولنا أن نقبل أو نرفض وننتقد النتيجة فى النهاية ســواء بالسلب أو اإليجاب، ويقول: أنا مع التجربة فى كل شيء، كما من حق أى شخص االعتراض عليها، ولكن مع دراسة األبعاد، فلن يستطيع أحد منع التطور التكنولوجي، بل عليه أن يقدم شيئا مختلفا بحسه اإلنسانى الذى ال يقدر الذكاء االصطناعى على تقدميه، فمن املستحيل أن يقوم الذكاء االصطناعى بكتابة رواية كاجلرمية والعقاب بكل املشاعر التى حتتويها، فالتجربة اإلنسانية خـارج نطاق الذكاء االصطناعي، ألنه
يطور بال روح إنسانية، ومواجهة اخلوف من الذكاء االصطناعى يجب أن تكون بالعمل.
أما د. حسام لطفى أستاذ القانون املدنى ومقرر جلنة حماية امللكية الفكرية باملجلس األعلى للثقافة فيرى أنه ال يوجد سقف لتطور الذكاء االصطناعي، ولكل حالة وضعها، فمثال عندما بـدأ الفنانون الــوقـوف على خشبة املـسـرح وهــم فـى احلقيقة متوفون، استطعنا السيطرة على األمر بإبرام عقود مع ورثتهم ومع شركات التسجيل الصوتى وجنحنا فى عمل حفالت الهولوجرام، وبالتالى كلما يظهر تطبيق من تطبيقات الذكاء االصطناعى سنواجه صناعه بشكل قانوني.
وتابع: لسنا فى حاجة لقوانني جديدة لضمان حق امللكية الفكرية للكتاب، فجرمية التعدى على حق املؤلف واملؤدى قائمة، وجرمية املساس باحلق األدبــى واملالى أيضا مـوجـودة، والقانون املصرى احلالى كاف جدا ملواجهة جميع احلاالت، وقانون العقوبات والتشريعات لم يحدد الوسيلة املستخدمة فى ارتكاب اجلرم سواء نصبا أو سرقة أو حتى قتل، ومن اخلطأ االعتقاد بأن لكل جرمية جديدة قانون جديد إال إذا كانت جرمية لم تكن موجودة، وبالتالى التطور التقنى حتت السيطرة ونراقبه جيدا.
وأوضح: احلق األدبى أبدي، ونستطيع أن ندافع عنه، فى أى وقت وبكل قوة، وتعتبر وزارة الثقافة مسئولة عن املطالبة باحلق األدبى إذا لم يكن هناك ورثة للفنان الذى مت انتحال شخصيته.
ويقول د. عبد اهلل نور الدين عضو جلنة حماية امللكية الفكرية باملجلس األعلى للثقافة إن منح حقوق امللكية الفكرية لتقنيات الذكاء االصطناعي - يف الوقت احلالي - بات محل نظر، على أن تنسب ابتكارات وإبداعات تقنيات الذكاء االصطناعي إلى الشخص الطبيعي أو االعتباري الذي قام بإعداده.
وهــنــاك آراء تـدعـو إلـــى مـنـح تقنيات الـذكـاء االصطناعي حقوق الشريك جنبا إلـى جنب مع الشخص الطبيعي الذي أعد أو شارك يف االبتكار الذهني، الفتا إلى أن استخدام صور األشخاص أو أصواتهم أو غير ذلك يستدعي استصدار تراخيص كتابية مـن أصـحـاب احلـقـوق أو خلفهم الـعـام أو اخلاص، ويحق ألصحاب احلقوق وخلفهم منع أي اعتداء أو تشويه أو إساءة أو استخدام دون إذن.