مصر.. والقضية الفلسطينية )2/2(

كـالـعـادة دائـمـا بقيت وستظل مـصـر عـلـى مـوقـفـهـا الــثــابــت فى الـــدفـــاع عـــن احلـــق الفلسطينى وقــــــضــــــيــــــة الــــــشــــــعــــــب املـــــنـــــاضـــــل الـــــعـــــادلـــــة، وحــــقــــه املـــــشـــــروع فـى تقرير مصيره والعيش فى أمن وســام على أرض بــاده احملــررة، ودولـــتـــه املـسـتـقـلـة ذات الــســيــادة القائمة على الضفة وغـزة وفقا حلـــدود الـــرابـــع مــن يـونـيـو 1967 وعاصمتها القدس العربية.

وانــــطــــاقــــا مــــن هــــــذا املـــوقـــف الثابت والدائم والذى اليتزعزع، كانت مصر واضحة ومحددة فى القمة العربية الثانية والثاثني الـــتـــى عـــقـــدت فــــى مـــديـــنـــة جـــدة بــاملــمــلــكــة الـــعـــربـــيـــة الـــســـعـــوديـــة، حـيـث أكـــدت دعـمـهـا ومساندتها الــكــامــلــة لـلـشـعـب الفلسطينى، وإدانـــتـــهـــا الــكــامــلــة لـلـمـمـارسـات الـــعـــدوانـــيـــة لــســلــطــة االحـــتـــال ضد الفلسطينيني فى االراضـى احملتلة، والتصعيد غير املسئول لهذه املمارسات.

واملـوقـف املصرى الثابت جتاه القضية الفلسطينية فى القمة األخــيــرة وفــى غيرها مـن املنابر الــعــربــيــة واالقــلــيــمــيــة والــدولــيــة ليس وليد اليوم أو األمــس، كما أنـــه لـيـس مــجــرد انــفــعــال قـومـى عــاطــفــى مـــؤقـــت، بـــل هـــو مـوقـف ثـــابـــت ودائــــــم، يـنـطـلـق مـــن رؤيـــة مصرية شاملة للصراع العربى االسرائيلى، واألسس التى ميكن عـــلـــى أســـاســـهـــا حتــقــيــق الـــســـام ووضــــــــع نــــهــــايــــة لــــهــــذا الــــصــــراع بتسوية عـادلـة ودائــمــة للقضية الفلسطينية.

وهــــــــــذه الـــــــرؤيـــــــة تـــــقـــــوم عــلــى حـقـيـقـتـني رئـيـسـيـتـني البــــد من وضعهما فى االعتبار والتعامل معهما باجلدية الواجبة.

أولـــهـــمـــا هـــو االميــــــان املــصــرى الكامل بأن القضية الفلسطينية هـــى جــوهــر الـــصـــراع فـــى الــشــرق األوســط، وأنها السبب الرئيسى وراء عدم االستقرار وكل املشاكل والتداعيات السلبية فى املنطقة منذ عام 1948 وحتى اآلن.

أمــــا احلــقــيــقــة الــثــانــيــة: فهى أن مـصـر تـــدرك بــوضــوح تـــام، أن االســـتـــقـــرار الميــكــن أن يتحقق فـــى املــنــطــقــة الــعــربــيــة والـــشـــرق اوســطــيــة، دون حــل عـــادل ودائـــم لـلـقـضـيـة الـفــلــسـطـيــنـيــة، يـــؤدى إلـــــى تــلــبــيــة احلــــقــــوق املـــشـــروعـــة لـــلـــشـــعـــب الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــى، وفــــى مقدمتها حـقـه فــى قــيــام دولـتـه املــســتــقــلــة وفـــقـــا ملــــبــــادرة الــســام العربية القائمة على أساس حل الـــدولـــتـــني، الــــذى يـحـقـق إقــامــة الـــدولـــة الفلسطينية املستقلة وذات السيادة على الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية،...، وذلــــــك هــــو الـــطـــريـــق الــصــحــيــح لتحقيق السام وإنـهـاء الصراع فـــى املــنــطــقــة، وهــــو مـــا تــؤمــن به مصر وتسعى إليه.