مالبس أحمد سعد !
الـهـجـوم العنيف الـــذى تـعـرض لــه فــى سـوشـيـال ميديا لم يكن ألنه غنى فى السعودية، فهى دولة شقيقة ولها فى قلوب املصريني احترام وتقدير.
ولكن بسبب مالبسه املنفرة والغريبة واملنافية للذوق، ولو غنى مبثلها فى القاهرة أو اإلسكندرية لتعرض لنفس موجات الهجوم مثلما حدث مع محمد رمضان وغيره، فهى مالبس أكثرها نسائية وقليل منها رجالية، وتنتهى من اخللف بشيء أشبه بذيل احلصان، وال تتناسب باملرة مع حلق رأسه باملوس، وترك ذقنه نص نص.
غناؤه فى السعودية لم يكن سببا للهجوم الذى تعرض له، فكثير من املطربات واملطربني املصريني يغنون فى السعودية ويلقون اإلشادة، إال الصور الغريبة التى تعتبر نشازا وال تعبر عن الفنون املصرية األصيلة، مثل مطربى املهرجانات.
الــفــنــان قــــدوة لـلـشـبـاب ويــقــلــدونــه فــى مـالبـسـه وتـصـرفـاتـه ويـحـفـظـون أغــانــيــه، وأحــمــد سـعـد اســتــطــاع أن يـحـتـل مـكـانـا مـرمـوقـا فـى قـلـوب الـشـبـاب، وأصـبـح عليه عــبء أن يـكـون فى مستوى املكانة. أسمع من يقول: أنتم مالكم ومال مالبسه؟ وأقـــول ببساطة: مـــاذا يـحـدث لـو رأيـنـا مـاليـني الشباب فى اجلامعات وأماكن العمل والشوارع واملقاهى واملـزارع واملصانع وغيرها يقلدون مالبس أحمد سعد وينتشرون فى كل مكان؟
املــوســيــقــار الـعـظـيـم مـحـمـد عــبــد الـــوهـــاب كـــان فـــى عـصـره منــوذجــا لـلـشـبـاب، ببدلته األنـيـقـة وتـسـريـحـة شــعــره والــــوردة الــبــيــضــاء الــتــى يـضـعـهـا فـــى عــــروة اجلــاكــيــت، فــصــار الـشـبـاب يقلدونه ويفعلون مثله.
وفــــى الــســتــيــنــيــات والــســبــعــيــنــيــات، جنـــد طــلــبــة اجلــامــعــات والـشـبـاب والــرجــال يـرتـدون البدلة أيــًا كانت قيمتها، تقليدًا ألفــالم السينما التى ارتفعت بالذوق العام ولـم تنزل به إلى احلضيض.
احلقيقة التى ال يجب أن تضيع فـى زحمة الهجوم على مالبس أحمد سعد، هى "القوة الناعمة" التى توحد الشعوب وتقرب املشاعر وتسمو باألحاسيس، واجلانب املضيء فى حفل أحمد سعد بجدة هـو عـشـرات الشباب والـشـابـات السعوديني احملبني للفن املصري، وهذه هى رسالة الفن اخلالدة.
أم كــلــثــوم - منـــوذجـــا - غــنــت مـــن أشـــعـــار لــألمــيــر عــبــد اهلل الفيصل "الـسـعـوديـة" والــهــادى آدم "الــســودان" وجـــورج جــرداق "لـبـنـان" ونـــزار قبانى "ســوريــا" وبكر بـن النطاح وعمر اخليام وبـيـرم التونسى والـشـريـف الــرضــي.. وكــان صوتها نـهـرًا عذبًا متدفقا بحلو الكالم.
أعرف جيدًا أن لكل عصر طقوًسا، وإذا أردنـا أن "نرجع زى زمـــان قــول لـلـزمـان ارجـــع يــا زمــــان".. ولـكـن سمة هــذا العصر هى أن سوشيال ميديا أصبحت غـوًال شرسًا ينقض على من يستهدفه دون رحمة أو شفقة.
أحـمـد سعد صــوت قــوى وجميل ومــؤثــر ولــه شعبية كبيرة وحقق قفزات سريعة من الشهرة والنجاح، فحرام أن يغامر بذلك من أجل املالبس الشفافة.