ماذا بعد الرد اإليرانى؟!
كما كان ُمتوقًعا.. جاء الرد اإليرانى على إسرائيل فى احلدود التى تريد بها طهران أن تصل رسالتها، مع احلرص - فى نفس الوقت - على عدم الدخول فى حرب مباشرة ال تريدها هى أو الواليات املتحدة فى الوقت احلاضر.
أطلقت إيـران مئات الطائرات املسيرة والصواريخ بـــعـــد حتـــضـــيـــرات عــلــنــيــة، لـــتـــكـــون طــــائــــرات أمــريــكــا وصــواريــخــهــا فــى انـتـظـارهـا وتـسـقـط معظمها قبل الوصول إلسرائيل، ولتتكفل قوات بريطانيا وفرنسا مـــع إســـرائـــيـــل بـالـقـلـيـل الـــبـــاقـــى، ومــــع ذلــــك وصـلـت الـصـواريـخ اإليـرانـيـة إلــى بعض الـقـواعـد العسكرية اإلســرائــيــلــيــة، وأثــبــتــت قــدرتــهــا ودقــتــهــا فـــى إصــابــة أهداف على بعد يزيد على ألف كيلو متر، وانكسرت واحــــدة مــن أهـــم قــواعــد االشــتــبــاك بــني طــهــران وتـل أبيب حيث انفتح الباب - ألول مرة - أمام استهداف إســرائــيــل مــن قـلـب إيــــران مــبــاشــرة، وهـــو تــطــور بالغ األهمية واخلطورة.
الـــرد اإليــرانــى (فــى احلـــدود الـتـى مت بـهـا) يعطى الــفــرصــة لـكـل األطـــــراف ألن تــقــول إن الـنـتـائـج فى صاحلها، إيران ضربت العمق اإلسرائيلى بعيدا عن املـدن ودون أن توقع ضحايا، وإسرائيل تقول إنها - مع حلفائها - صدت الهجوم، وأمريكا تدير «اللعبة» وتريد استثمار ماحدث لتأكيد نفوذها باملنطقة دون االنــخــراط فـى حــرب مـبـاشـرة.. ويبقى الــســؤال: هل ترد إسرائيل على إيران ويستمر التصعيد؟!
أمـريـكـا أبلغت نتنياهو أنـهـا ضـد ذلـــك، وأنـهـا لن تشاركه فى أى هجوم على إيران، وبايدن يعرف - من البداية - أن نتنياهو يريد توريط أمريكا فى صدام مباشر مــع إيــــران، ولــهــذا كــان حـريـصـا طـــوال األيــام املـاضـيـة عـلـى تــكــرار أن الــتــزام أمـريـكـا الــدائــم هــو بـ «الـدفـاع» عن إسرائيل.. وهـو ما قامت به من خالل قــواعــدهــا املـنـتـشـرة باملنطقة، ومـــا تفهمته إيــــران - حتى اآلن - ولم تعتبره عداء يستحق الرد!!
ما ينبغى االلتفات إليه عربيا، أن نتنياهو حني يرضخ إلرادة الرئيس األمريكى مضطرا وال يرد على إيران، فإنه سيحاول - من ناحية - استغالل املوقف لـلـتـغـاضـى عـــن جــرائــمــه فـــى غــــزة، وســيــحــاول - من ناحية أخــرى - أن يــرد بضربة على «حــزب اهلل» فى لبنان باعتباره أقوى حلفاء إيران.
فـى كـل األحـــوال.. سيتغير الكثير بعد أن وصلت صواريخ إيران وطائراتها املسيرة إلى قلب إسرائيل، وسيبقى السؤال األهم: أين الفعل العربى مما نراه من تطورات خطيرة؟! وستبقى اإلجابة املطلوبة باب النجاة فى احلاضر واملستقبل ملن أراد النجاة!!