هدايا أمريكا القاتلة!!
نـحـن - كـمـا يــبــدو - فــى مــوســم الــهــدايــا املجانية (والقاتلة) من أمريكا إلسرائيل. بعد "الڤيتو" الذى وقــفــت فـيـه واشــنــطــن ضــد إرادة الــعــالــم كـلـه لتمنع حـصـول دولـــة فلسطني عـلـى الـعـضـويـة الـكـامـلـة فى األمم املــتــحــدة تـــوالـــت الـــهـــدايـــا.. مـــن صـفـقـة ســاح جـــديـــدة تــتــعــدى املـــلـــيـــار دوالر لــتــدعــيــم آلــــة الـقـتـل اإلسرائيلية، إلى مترير الكوجنرس ملساعدات جديدة تتعدى قيمتها ٧١ مليار دوالر لتغطية نفقات احلرب التى أصبحت أمريكا شريكة فعلية فيها.
احتفلت إسرائيل بالهدايا األمريكية كما يجب.. فى نفس الوقت كانت آلة القتل اإلسرائيلية تنشط فى غزة وتركز على "رفح"، وتضاعف أيضا هجماتها فى الضفة الغربية وكأنها تستعجل االنفجار الكامل لألوضاع هناك. وبينما كانت آلة القتل الصهيونية حتصد أرواح املزيد من الشهداء أغلبهم -كالعادةمـن األطـفـال والـنـسـاء الفلسطينيني، كــان نتنياهو يتباهى بــأن الـدعـم األمـريـكـى املـتـزايـد هـو مـن أجل "احلضارة الغربية!!" التى لم تكتف بقتل أكثر من ٤٣ ألــف مـدنـى فــى ٠٠٢ يــوم مــن حــرب اإلبــــادة التى تصر الواليات املتحدة على منع العالم من إيقافها!!
ال تخالف أمريكا فقط القوانني الـدولـيـة، وإمنـا تــخــالــف الـــقـــوانـــني األمـــريـــكـــيـــة نــفــســهــا الـــتـــى متنع استخدام الساح األمريكى فى جرائم احلرب التى تـرتـكـبـهـا إســرائــيــل، وتــخــالــف الـــشـــروط الــتــى حتكم صفقات الــســاح األمـريـكـى لكل دول الـعـالـم لكنها توضع فـى األدراج حـني يتعلق األمــر بـإسـرائـيـل(!!) لم يعد ممكنا أن يستمر رهان السلطة الفلسطينية الــــذى طـــال عـلـى أى دور أمــريــكــى مـــتـــوازن مــن أجـل السام وهى تشارك - بالساح واملـال والڤيتو - فى قتل املزيد من أطفال فلسطني!!
أعلن "أبومازن" أن السلطة ستراجع عاقتها مع واشنطن، وأعلنت "فتح" اإلضــراب العام فى الضفة الغربية ودعت للتصدى لاعتداءات اإلجرامية من جيش االحــتــال وعـصـابـات املستوطنني. التصعيد حتمى مادامت إسرائيل جتد مثل هذا الدعم الكامل مــن الـــواليـــات املـتـحـدة الــتــى ال تـــدرك أنــهــا اخلـاسـر األكبر فيما يجرى، وأن سياستها فى املنطقة تفقد كـــل مــصــداقــيــة، ومـصـاحلـهـا لـــن يـضـمـنـهـا االنـحـيـاز األعــمــى واألصــــم إلســرائــيــل، وحتـالـفـاتـهـا سـتـواجـه غضبا عربيا لـن يقبل باستمرار اإلبـــادة اجلماعية لــشــعــب فــلــســطــني فـــى ظـــل حـــمـــايـــة أمـــريـــكـــيـــة، ولـــن يتسامح مـع إصــرار أمريكا على عـدم وقـف املذبحة وإنهاء االحتال واالعتراف بفلسطني!