Al Masry Al Youm

الديمقراطي­ون يسيطرون على «الشيوخ» الأمريكى.. ويقلّصون الفارق مع الجمهوريين فى «النواب»

⏮«بايدن» معربًا عن سعادته البالغة: انعكاس لكفاءة مرشحينا.. وأتطلع قدمًا إلى العامين المقبلين

- كتبت- إسراء جمال، ووكالات:

تواصلت عمليات فرز أصوات انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، والتى انطلقت، الثلاثاء الماضى، وتشهد تقاربًا فى النتائج بين كل من مرشحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى.

وحصل الديمقراطي­ون على المقعد الحاسم لتحقيق الأغلبية فى مجلس الشيوخ، ليصل عدد المقاعد التى فازوا بها فى المجلس إلى 50 مقعدًا، مقابل 49 مقعدًا للجمهوريين.

ولا يزال الجمهوريون يحتفظون بتقدم بسيط أمام الديمقراطي­ين فى انتخابات مجلس النواب بعدد 211 مقعدًا، بينما ازداد عدد المقاعد لصالح الديمقراطي­ين إلى 204.

وانتزعت الديمقراطي­ة «كاثرين كورتيزماسي­و» من المرشح الجمهورى المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب «آدم لاكسالت» مقعد ولاية نيفادا فى مجلس الشيوخ، وفى حال فوز الديمقراطي­ين بمقعد ولاية جورجيا فى مجلس الشيوخ فى جولة إنتخابات الإعادة المقررة فى 6 ديسمبر المقبل، فسيمكنهم ذلك من تمرير بعض قوانين، ولكن بعدد محدود، والتى تتطلب أحيانًا أغلبية تقدر ب 60 صوتًا.

وأعرب الرئيس الأمريكى، جو بايدن، عن سعادته البالغة أثناء حديثه لصحفيين فى كمبوديا، بمناسبة سيطرة حزبه على مجلس الشيوخ، الذى سيمكنه من تمرير عدد محدود من القوانين إذا ما فاز بمقعد ولاية جورجيا فى مجلس الشيوخ، وفق ما ذكره مركز إديسون ريسيرش، بالإضافة لصوت نائبته كامالا هاريس التى تمتلك حق كسر التصويت، كما أشار لتقليص الفارق بينه وبين الحزب الجمهورى، وبأن ذلك يمثل انتصارا سياسيا، خاصة قبيل لقائه مع الرئيس الصينى شى جين بينج.

بينما تشير تلك النتائج إلى خيبة أمل لدى الجمهوريين الذين وقعوا فى شبح التوقعات الضخمة، الذى أشار لها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب قبيل انطلاق الانتخابات الأمريكية، بأننا نريد أن يشهد يوم الانتخابات موجة حمراء كبيرة.

وكانت معظم مراكز استطلاع الرأى، ووسائل الإعلام الأمريكى، تتوقع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بأغلبية ساحقة، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم فى أمريكا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى الطاقة،

بالإضافة لملف الهجرة الذى يشغل بال الكثيرين من مواطنى أمريكا، خاصة أن ملف الأسعار وتكاليف المعيشة تشغل بال الكثير من الأمريكيين، كما اتهم معارضو بايدن، خاصة من الجمهوريين، بأنه أعطى شيكًا على بياض لأوكرانيا فى خضم حربها مع روسيا على حساب المواطنين الأمريكيين، فلذلك استغل الجمهوريون تلك النقاط لجذب الأصوات الانتخابية إلى صندوقهم،

وقاموا بتهويل مسألة فتح الحدود الجنوبية للهجرة التى ستساهم فى تفاقم الأوضاع الأمنية من وجهة نظر رافضى فتح أبواب الهجرة.

ولكن ما تشير به النتائج فى هذا الوقت تحطم ما كان يتوقعه الحزب الجمهورى من تحقيق فوز كاسح فى انتخابات التجديد النصفى، حيث كانوا يعقدون أملًا على عرقلة برنامج بايدن السياسى للفترة المتبقية من ولايته.

وربما تلوح أزمة فى الأفق للحزب الجمهورى مع توقع ترشح الفائز بمنصب حاكم ولاية فلوريدا «رون دى سانتيس»، الذى تشير معظم التوقعات إلى أنه ربما يكون المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، خاصة مع تلميح ترامب ومع تأكيد الأوساط المقربة له نية ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، ومع إشارة ترامب إلى أن ذلك سيجعله مستاءً،

وقال فى سياق ذلك: «كنت الداعم الأول له وقت انتخابات منصب فلوريدا، وأعتقد أنى أنتظر منه التقدير».

أما الأسلوب الدعائى الذى استخدمه الديمقراطي­ون فى دعاياتهم الانتخابية، هو التخويف من إلغاء حق الإجهاض إذا ما سيطر الجمهوريون فى الانتخابات، فضلًا عن اللعب على وتر حقوق المِثليين الذى تستنكره غالبية الجمهوريين«.

كما قال الرئيس جو بايدن، عشية انتخابات الرئاسة الأمريكية، إن الديمقراطي­ة فى خطر، فى إشارة منه لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالح الديمقراطي­ين، وتخويفهم من عودة ترامب.

وفى مقال ل«الواشنطن بوست» ذكر أن نتائج الانتخابات الحالية تشير إلى أن الناخبين لا يريدون هذا أو ذاك وأن تحذيرات أى من الطرفين لم تلقَ صدًا لدى الشريحة الكبرى، بل ولدت حالة انقسام بين الأمريكيين، فلم يستطع أى من الطرفين جذب العدد الذى يمكنه من السيطرة والاكتساح.

كما شهدت انتخابات التجديد النصفى الحالى، ترشيح الحزب الجمهورى أول مسلم طبيب القلب المشهور «محمد أوز»، المنحدر من أصول تركية، لمقعد مجلس الشيوخ، والغريب أن شعبية وجماهيرية الحزب الجمهورى، وفق استطلاعات الرأى، لا تتعدى ال 10% من مجموع المسلمين، وأتى ترشيح محمد أوز المدعوم من دونالد ترامب، بسبب أنه يتبنى الفكر العلمانى، كما كان أكثر الداعمين للرئيس السابق، وضمن طاقمه الطبى فى البيت الأبيض. وينتقد بعض المسلمين، »أوز« بسبب آرائه الداعمة لترامب وانضمامه للحزب الجمهورى، ما ساهم فى تقليل شعبيته.

وفى سياق ذلك، ذكرت صحيفة أمريكية أن بعضًا من المسلمين دعوه لإلقاء محاضرة عن دور الإسلام فى حياته إلا أنه لم يجب الدعوة، ووصفته الصحيفة بأن شخصيته لا تصلح أن تكون الصورة القيادية لدى المسلمين لتبنيه الفكر العلمانى، كما أن أولاده نشأوا على عقيدة زوجته المسيحية، وهُزم »أوز» أمام الديمقراطى جون فيترمان فى مقعد ولاية بنسلفانيا فى مجلس الشيوخ.

وشهد أيضًا الحزب الديمقراطى فوز الديمقراطي­ة «مورا هيلى» بمنصب حاكم ولاية ماساشوستس، «التى تعد أول مِثلية صرحت عن ميولها الجنسية من الحزب».

 ?? ?? الكونجرس الأمريكى «صورة أرشيفية»
الكونجرس الأمريكى «صورة أرشيفية»

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt