Al Masry Al Youm

حديث الضمير

- Gadoebrahi­m@gmail.com

مرَّ على العالم وباء كورونا الفتاك، وما كاد العالم يلتقط أنفاسه حتى قامت حرب روسيا وأوكرانيا، التى أثرت فى النظامين الاقتصادى والسياسى العالميين، وتزداد هذه الحرب اشتعالًا مع مطلع كل يوم، وتقف خلف إشعالها قوى دولية تريد بقاء هيمنتها على العالم كقوة عظمى، ولا تبالى بقوانين دولية أو حقوق إنسان. ومما زاد وأنهك العالم أزمة المناخ والاحتباس الحرارى التى ضربت العالم شرقًا وغربًا، وخلفت وراءها فيضانات وسيولًا وجفافًا وتجريفًا وحرائق سببت خسائر بشرية واقتصادية مهولة، وباتت تشكل ورمًا فى العقل الإنسانى. بالإضافة إلى أزمة غذائية عالمية نتجت عن حرب روسيا وأوكرانيا، تُنذر بالجوع والهلاك. يقف الإنسان فى مشارق الأرض ومغاربها ينتظر الضمير الإنسانى أن ينهض ويتحدث، ليوقف هذا السيل العارم ويعود بالبشرية إلى سبيلها القويم. وبات أكثر ما تحتاج إليه البشرية فى وقتنا الحاضر هو أن يحيا الضمير الإنسانى ويعبر عن ذاته ويثبت وجوده، ويصيح قائلًا: )أنا الضمير الإنسانى، أنا الذى جاء من أجل إحيائى جميع الأنبياء والمرسلين، وأمرتنى الكتب السماوية بفعل الخيرات والإخاء والتعاون، وحررتنى من غياهب الظلام والجهل وسيطرة المادة. ووضعت لى القيم والمبادئ الإنسانية، لأتبع نهجها وأحيا من أجل تحقيقها. وأنا الذى تصديت للظلم والاستعمار والنهب ووقفت

بجانب الحق أينما كان، وتحللتُ من كل محاولة لتقييدى وإعدامى، ورفعت قبعتى للعلم والعلماء، ووقفت لهم تحيةً وإجلالًا. وأنا الذى من دونى تقف البشريةُ صماء بكماء عمياء(. هكذا تحدث الضمير الإنسانى وهو يئن ويبكى على حاله فى هذا العالم المضطرب.. وعلى جميع الدول

والمنظمات الدولية أن تصغى لصوت الضمير الإنسانى حتى يجنح العالم إلى السلام والاستقرار، ويسود الخير والمحبة بين الشعوب. إبراهيم جادو بلال- باحث دراسات عليا

بحقوق جامعة عين شمس

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt