Al Masry Al Youm

فى « cop27 »

- أمل فوزى ‪amalfawzy3­00@ gmail. com‬

أعاد مؤتمر الأطراف )cop27 ،) المنعقد فى شرم الشيخ الرائعة، ذكريات المؤتمر العالمى للسكان، الذى عُقد بمصر عام 1994، حيث أسهم ذلك المؤتمر فى تشكيل كثير من أفكارى سواء عن فكرة التعايش بين الشعوب وقبول الآخر أو بالنسبة لطرق ممارسة الصحافة بشكل احترافى، وكان له أثر بالغ فى تكوينى المهنى والإنسانى. وأعتقد أن كل شاب قد أُتيح له حضور هذا المؤتمر، وخصوصًا فى منطقة الأمم المتحدة والدول المشاركة، لن يخرج من المؤتمر مثلما دخل فيه، ومن المؤكد أن الكثير من المفاهيم قد تغيرت لديه بالنسبة للعلقات الإنسانية والسياسية، ولن أقول قضايا المناخ لأنك ستخلص مع نهاية المؤتمر إلى أن مَن يتحكم فى المناخ- بعد الله تعالى- هم البشر والساسة، فسلوك البشر وقرارات السياسيين هى التى يمكن أن تُبقى درجة حرارة الكوكب، التى هى الآن 1.1 درجة، عند أقل من 1.5 درجة مئوية، )وهو هدف المؤتمر الرئيسى(، أو تتركها ترتفع لدرجتين، وربما أكثر، وهو ما قد يهدد بفناء المئات من المخلوقات والمواقع الأثرية، وحتى العديد من المدن، بمَن فيها من البشر.

وحين تُتاح الفرصة لحضور مثل هذه النوعية من المؤتمرات سواء داخل مصر أو خارجها، وأرى قدر التفاهم والاندماج الذى يتم بين مختلف شعوب العالم من الحاضرين، على اختلف أعراقهم ولغاتهم وعاداتهم وحتى أنماط ملبسهم، فإنه دائمًا ما يلح علىَّ تساؤل حول السبب فى تلك الحروب التى تطحن العالم، فى الوقت الذى يمكن للبشر فيه التعايش بسلم وتفاهم، ولاسيما فى ظل وجود أخطار حقيقية تهددهم جميعًا. كيف يتعايش البشر هنا بمنتهى السلسة والاندماج، وعلى الجانب الآخر هناك أكثر من 27 صراعًا مسلحًا- وفقًا للتقارير الدولية- تدور فى العالم، )أبرزها طبعًا روسيا وأوكرانيا(؟!. ربما هذا يجعلنا ندرك أن المشكلة لا تكمن فى الشعوب، وإنما فى السياسة، التى تدّعِى فى كثير من الأحيان الدفاع عن حقوق الشعوب، بينما هى فى الحقيقة تدافع عن مصالح مجموعات ضغط وعائلت كبرى تتحكم فى اقتصاديات العالم، وبسبب هؤلاء تدور الحروب، ويتلوث المناخ، والشعوب للأسف هى مَن تدفع الثمن. الأمر الثانى الذى توقفت عنده هو مدى تقدير هذه المؤتمرات قيمة الصحافة والإعلم، فهنا تشعر أن الصحفيين فى المرتبة الأولى فى كل شىء، فهم متصدرون قائمة المسموح لهم بالتسجيل والحضور، ومن حقهم دخول كافة الاجتماعات واللقاءات والتصوير والاعتراض بقوة، وكل هذا يَلقَى منتهى الحماية، بل الترحيب، حتى إرشادات المؤسسات الصحفية الدولية، التى قامت بعمل أدلة استرشادية للمشاركة فى تلك النوعية من المؤتمرات، حثّت الصحفيين على ذلك، فمثلً شبكة الصحفيين الدوليين والمركز الدولى للصحفيين طالبا الصحفيين بتتبع وكشف أى ممارسات تعوق تحقيق أهداف المؤتمر، والكشف عما إذا كانت خطط بلدهم طموحة بما يكفى لتحقيق تلك الأهداف، وكذلك متابعة ممارسات الدول المعروفة بالمماطلة فى أمور المناخ، ونصحا الصحفيين بالتعامل مع القضايا بمنظور إنسانى يُقرب القضية إلى الجمهور، ويسهل عليهم فهمها والتأثر بها.. هنا يمكن للصحفى أن يوقف أى مسؤول، ويسأله ما يحلو له من أسئلة دون قيد أو شرط. هنا للصحافة طعم آخر.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt