Al Masry Al Youm

«الناتو»: أوكرانيا صاحبة الحق الأصيل فى التفاوض لإنهاء الحرب

⏮«زيلينسكى» يزور مدينة «خيرسون» المحررة.. ومباحثات سرية بين «واشنطون» و«موسكو» فى «تركيا»

- كتبت- سوزان عاطف، ووكالات:

أكد الأمن العام لحلف شمال الأطلنطى، ينس ستولتنبرج، أمس، أن أوكرانيا هى صاحبة الحق الأصيل فى تقرير الشروط المقبولة للمفاوضات لإنهاء الحرب التى تخوضها روسيا على أراضيها، وأن دور الحلف يتمثل فى دعم كييف فيما تقرره.

وأضاف ستولتنبرج، خال مؤتمر صحفى عقده مع أعضاء بالحكومة الهولندية فى لاهاى: «على أوكرانيا أن تقرر الشروط المقبولة، وعلينا أن ندعمها»، ولكنه فى الوقت نفسه أشار إلى ضرورة عدم الاستخفاف بروسيا، حيث إن قواتها لاتزال تسيطر على أجزاء كبيرة من أوكرانيا.

فى سياق متصل، زار الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، مدينة خيرسون، المدينة الرئيسية جنوب الباد، والتى تمت استعادتها من القوات الروسية الأسبوع الماضى، وذلك وفق ما قاله مصدر فى الرئاسة الأوكرانية.

وتعليقًا على تلك الزيارة شددت روسيا على أن خيرسون لاتزال جزءًا من روسيا، إذ قال المتحدث باسم الكرملن، ديميترى بيسكوف: «نترك الأمر من دون تعليق، ولكنكم تعلمون أن تلك المنطقة جزء من روسيا الاتحادية».

وكشفت صحف روسية، نقاً عن مصادر لم تسمها، أن مسؤولن من روسيا والولايات المتحدة يجرون مباحثات فى العاصمة التركية أنقرة، رغم الخاف الكبير بن البلدين على خلفية الحرب على أوكرانيا. بينما قال الكرملن أنه لا يؤكد أو ينفى هذه المعلومات.

من جانبه، أكد مسؤول فى البيت الأبيض، أمس، أن وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «،»CIA موجود فى أنقرة بهدف نقل رسالة إلى نظيره فى المخابرات الروسية بشأن عواقب استخدام روسيا الأسلحة النووية. وأفاد المسؤول، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن بيرنز «لا يجرى مفاوضات من أى نوع، ولا يبحث تسويةً للحرب فى أوكرانيا»، مضيفًا أنه سيثير أيضًا قضايا الأمريكين المحتجزين فى روسيا.

من ناحية أخرى، تعتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعوة روسيا إلى وقف جميع الأعمال ضد المنشآت النووية الأوكرانية بما فيها زابوريجيا، وذلك وفقًا لمسودة اطلعت عليها وكالة «رويترز» للأنباء، لما سيكون ثالث قرار يتخذه مجلس محافظى الوكالة بشأن الحرب فى أوكرانيا.

وجاء فى النص، الذى وزعته كندا على الدول الأخرى بمجلس محافظى الوكالة، الذى يضم 35 دولة، قبل اجتماع فى وقت لاحق من هذا الأسبوع، أن المجلس «يدعو روسيا الاتحادية إلى التوقف عن مزاعمها التى لا أساس لها بشأن ملكية محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وسحب جيشها وأطقمها الأخرى من المحطة على الفور، ووقف جميع الأعمال التى تستهدف المحطة أو المنطقة المحيطة بها أو أى منشأة نووية أخرى فى أوكرانيا.»

فى سياق أخر، قال نائب وزير الخارجية الروسى ألكسندر جروشكو: «إن فاقد العقل فقط يمكنه الآن التفكير فى انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى )الناتو.»)

وأشار جروشكو، فى تصريحات صحفية أمس، إلى أنه فى قمة بوخارست فى عام ،2008 التى تقرر فيها أنه يمكن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو، حذرت روسيا من خطورة هذه الخطوة.

وقال إن حلف شمال الأطلسى يتناسى مبدأ عدم قيام طرف بتعزيز أمنه على حساب أمن الآخرين.

وأضاف جروشكو: «لقد التزمنا بعدم اتخاذ أى خطوات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أمن بعضنا البعض»، مشيرًا إلى أنه «فى حال عارض أحد الطرفن خطوة معينة فإنه لا داعى للقيام بها، ويجب حينها الجلوس والاتفاق على كيفية ضمان أمن كا الطرفن، حلف شمال الأطلسى وروسيا».

وأكد الدبلوماسى الروسى أن توسع حلف شمال الأطلسى لا يساهم فى تعزيز أمن التكتل نفسه، معلقًا على قبول الناتو عضوية فنلندا والسويد مؤخرًا قائاً: «إن قبول فنلندا والسويد )فى الناتو( ينعكس سلبًا على أمن الناتو، لأنه يتم إنشاء خط تماس يزيد طوله على 1200 كيلومتر مع روسيا، التى أعلنها الناتو الخصم الرئيسى الذى يهدد الحلف».

فيما قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلن، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على شبكة عابرة للحدود تضم أفرادًا وشركات، وتعمل على شراء تقنيات عسكرية للجهود الحربية الروسية فى أوكرانيا.

وأضافت يلن، فى تصريحات لها على هامش قمة مجموعة العشرين فى بالى بإندونيسيا أمس، إن العقوبات ستستهدف 14 فردًا و28 كيانًا، من بينهم ميسرون ماليون، لكنها رفضت الإدلاء بتفاصيل عن أماكن تواجدهم.

وتابعت: «هذا جزء من جهدنا الأكبر لتعطيل جهود روسيا الحربية وحرمانها من المعدات التى تحتاجها من خال العقوبات وقيود التصدير » .

ورفضت يلن الإدلاء بتفاصيل بشأن التقنيات التى ستستهدفها العقوبات فى محاولة لوقف المشتريات الروسية، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا بالمساعدات المالية والاقتصادي­ة.

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، أن القوات الروسية ارتكبت «فظائع» قبل انسحابها من خيرسون.

وأضاف زيلينسكى: «تم العثور على جثث قتلى مدنين وعسكرين. فى منطقة خيرسون، ترك الجيش الروسى خلفه الفظائع نفسها )التى ارتكبها( فى مناطق أخرى من بادنا حيث تمكن من الدخول»، متعهدًا ب«العثور على كل قاتل وإحالته إلى القضاء».

وأشار أيضًا إلى إحصاء 400 «جريمة حرب» روسية، بدون أن يوضح ما إذا كانت تتصل فقط بمنطقة خيرسون، نقاً عن «فرانس برس».

وأعلنت نيوزيلندا، أمس، أنها سترسل 66 فردًا إضافيًا من قوات الدفاع إلى بريطانيا للمساعدة فى تدريب الجنود الأوكرانين مع استمرار الحرب فى أوكرانيا للشهر التاسع.

ولنيوزيلند­ا حاليًا فريق مكون من 120 فردًا من قوة الدفاع النيوزيلند­ية يتواجد فى بريطانيا لتدريب الأوكرانين، لكن كان من المقرر انتهاء هذه المهمة. وقال بيان حكومى إن العملية الجديدة لإرسال أفراد قوات الدفاع ستستمر من 30 نوفمبر حتى يوليو 2023.

وقال بينى هينارى، وزير الدفاع النيوزيلند­ى: «يسعدنى أن مشاة قوة الدفاع النيوزيلند­ية يمكن أن يقدموا المهارات والخبرة لمزيد من التدريب. وهذا الانتشار يوفر أيضًا فرصة لأفراد قوة الدفاع لاكتساب خبرة مهمة».

وقالت الحكومة النيوزيلند­ية أيضًا إنها ستمدد مساهمتها الحالية فى مجال المخابرات وستعيد نشر أربعة من أفراد قوة الدفاع للمساعدة فى مركز اللوجستيات فى أوروبا وستوفر ثمانية أشخاص لدعم أولئك المنتشرين فى المنطقة.

فيما قال المستشار الألمانى، أولاف شولتس، أمس، إن الحرب فى أوكرانيا هى السبب الرئيسى للتضخم وأزمة الطاقة وانتشار الجوع.

وأضاف شولتس أن الكثير من دول الآسيان تعارض الحرب فى أوكرانيا وتؤيد نظام العقوبات ضد روسيا.

وأشار إلى أن العقبات التجارية والاقتصادا­ت غير المتكاملة تجعل العالم «مكانًا أسوأ».

فيما قال وزير المالية الفرنسى، برونو لومير، إن أوروبا وفرنسا تدفعان ثمنًا باهظًا لتصرفات روسيا فى أوكرانيا من خال ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم، مؤكدًا أن الأولوية الاقتصادية لفرنسا هى خفضها.

وأضاف لومير لوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلن، فى بداية اجتماع ثنائى على هامش قمة مجموعة العشرين فى بالى، أن من المهم للولايات المتحدة وفرنسا التعاون لخفض التضخم. وتابع لومير: «لذلك أعتقد فعاً أن هذه هى القضية المطروحة على الطاولة، وهى كيفية خفض أسعار الطاقة وكيفية التخلص من التضخم » .

من جهتها، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية إن أفضل سبيل لإصاح الاقتصاد العالمى هو إنهاء حرب أوكرانيا، مؤكدة أن إنهاء الحرب ضرورة أخاقية.

 ?? ?? رئيس أوكرانيا فى زيارة لمدينة خيرسون المحررة
رئيس أوكرانيا فى زيارة لمدينة خيرسون المحررة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt