Al Masry Al Youm

حذاء الرئيس!

- ‪mm1aa4@ gmail. com‬ محمد أمين

بعد 1٢ عاما، عاد لولا دا سيلفا لرئاسة البرازيل مجددا، بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية على حساب الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو.. وهى العودة التى ذكره بها عمدة مدينة فراتكو البرازبلية وأهدى للرئيس فردة حذاء.. لكن «دا سيلفا» تجاوب مع الواقعة الحذاء، وحكى القصة فى أول لقاء جماهيرى له بعد فوزه.. وقال إن فلانا أهدانى حذاء ليذكرنى أننى مسحت حذاءه أو حذاء والده ذات يوم، وهو شىء يدعو إلى الفخر، أن يكون رئيس البرازيل ماسح أحذية، وليس أحد اللصوص الذين سرقوا المال العام!.

لم يشعر «دا سيلفا» بالخجل أو العار، وقال إنه ولد فى مدينة جارانيونس، وتلقى تعليما غير منتظم، وكانت وظيفته الأولى هى ماسح أحذية غير متجول «سريح»، ثم انتقل للعمل فى مصنع قطع غيار سيارات.. وقد استطاع هذا العامل البسيط أن يكون نقابيا كرئيس لاتحاد عمال الصلب ثم تدرج فانضم للتنظيمات النقابية، ثم اتجه للسياسة فأسس حزبا للعمال، ثم ترشح للرئاسة ثلاث مرات فلم ينجح ثم فاز فى المرة التى ترشح فيها عام ٢٠٠٢، وأعيد انتخابه فى ٢٠٠6.!

ونقل دا سيلفا البرازيل نقلة كبرى.. وقضى على الجوع فى ثمانى سنوات، وأنجز إنجازات غير مسبوقة.. واعتبرتُه نوذجا للحملة الرئاسية لمصر بعد الثورة، وقلتُ إن مصر ليست فى حاجة إلى عالم أو سفير أو طيار، فهذا دا سيلفا كان ماسح أحذية أحب بلاده واشتغل بقلب وحب لنهضة البرازيل، فحقق احتياطيا عظيما تركه لبلاده بعد أن تخلى عن الرئاسة!.

لم يصنعوا له التماثيل ولم يغيروا له الدستور ودخل السجن فى قضايا ملفقة كان هدفها استبعاده من المشهد السياسى، وعاد دا سيلفا من السجن إلى القصر مرة أخرى، فأهداه العمدة حذاء ليذكره بالماضى.. وقال دا سيلفا إنه يفتخر بأن ماسح أحذية وصل لرئاسة البرازيل، وهو أفضل من أن يصل إلى الرئاسة حرامى بنوك أو لص مال عام!.

المهم أن لولا ترشح وفاز هذه المرة ولديه خبرة فى إدارة الدولة ولديه طريقة فى إدارة اقتصاد البرازيل، فهو الرئيس السابق وليس ماسح الأحذية الذى دخل القصر وهو لا يعرف شيئا فيه!.

قلت فى مقال سابق إن الفكرة ليست فى خلفية من يقود البلاد طبيبا كان أو عالم ذرة، لكن المهم أنه يحب البلاد ويخلص لها ويعمل على نهضتها.. وقد أثبتت البرازيل هذه الفكرة مرتين، وها هى الآن تفتح ذراعيها من جديد ل «دا سيلفا» مع أنه هذه المرة رئيس سابق، وليس ماسح أحذية.. وقد تعهد أن يرفع الفقر والجوع عن المواطنين، وراح يبكى على الشاشات، لأن شعبه وصل مرة أخرى لحالة الجوع.. وصدقه الناس وانتخبوه لأنهم جربوا حبه وإخلاصه فعلا لا قولا!.

ربما لا يستطيع عمدة فراتكو أن يتقدم لرئاسة البرازيل، ولم يملك غير تذكير دا سيلفا بماضيه، فما كان من دا سيلفا إلا أن يعبر عن فخره وشرفه، ولم ينتقم من العمدة، فالعمدة أيضا منتخب مثل الرئيس، ولم يتهمه بإهانة رمز البلاد!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt