Al Masry Al Youm

«ادفعوا ديون المناخ».. هتاف النشطاء ضد الدول الغنية المسببة للتلوث

⏮ صغار المزارعين فى البلاد النامية ينتجون ثلث غذاء العالم ويتلقون 1.7 % من تمويل «المناخ» 828 مليون شخص يعانون من الجوع والعالم يتخلص من ثلث الطعام نشطاء ينددون ب«استعمار» الوقود الأحفورى فى إفريقيا ودعوة لتقليل الانبعاثات والمساعدة فى تكييف الزراعة

-

شدد ممثلو الأمم المتحدة، خلال قمة المناخ، على حاجة البلدان إلى الاستثمار فى التحول والوفاء بوعدها فى مجال تمويل المناخ. وشاركهم فى هذه المطالبات، حشود ضخمة من المتظاهرين، يقودهم ائتلاف من المنظمات البيئية والنسائية والسكان الأصليين والشباب والنقابات العمالية، من خلال حضور طاغ على الطرق؛ خاصة ساحة الكابيتال وما بين أجنحة الدول. وأكد ممثلو المنظمات والمجتمع المدنى على أن الحق فى الأراضى، والحق فى الموارد، وحقوق الإنسان، وحقوق السكان الأصليين، والخسائر والأضرار يجب أن تكون فى جميع نصوص التفاوض.

وظلت المجتمعات «الأكثر ضعفا» والدول الفقيرة، حديثا مشتركا ومستمرا بين المشاركين بصفة رسمية وغير رسمية.

وينتج صغار المزارعين من البلدان النامية ثلث غذاء العالم، ومع ذلك يتلقون 1.7 فى المائة من تمويل المناخ، حتى عندما يضطرون إلى التكيف مع الجفاف والفيضانات والأعاصير والكوارث.

«وهناك حاجة إلى مساعدة سكان الريف على بناء قدرتهم والصمود فى مواجهة الظواهر الجوية المتطرفة والتكيف مع تغير المناخ. إذا لم يكن الأمر كذلك، فنحن ننتقل من أزمة إلى أخرى. يعمل صغار المزارعين بجد لزراعة الغذاء فى ظروف صعبة».. كلمات أطلقتها سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة الدولى للتنمية الزراعية «إيفاد»، سابرينا دور إلبا. و«إلبا» هى سيدة صومالية وتعتبر هذه المسألة شخصية، فمع بدء انعقاد قمة كوب 27، فى شرم الشيخ، شهدت بلادها عدم هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالى، وهو حدث مناخى لم تشهده بلادها منذ 40 عاما. و قالت: «لا يمكننى الوقوف مكتوفة الأيدى بينما تعانى الأمهات والعائلات والمزارعون فى جميع أنحاء القرن الإفريقى من أشد الجفاف فى التاريخ الحديث». وحثت البلدان المتقدمة والغنية على حشد الإرادة السياسية والاستثمار­ات، وهو النداء الذى تردد صداه مدويا فى عشرات الأجنحة وقاعات المؤتمرات بالقمة.

أموال للتكيف

أكدت المديرة الإقليمية للصندوق الدولى للتنمية الزراعية، دينا صالح، أن الفشل فى مساعدة سكان الريف على التكيف يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، ما يؤدى إلى زيادة الفقر والهجرات والصراعات. ودعت قادة العالم من الدول المتقدمة إلى الوفاء بتعهدهم بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ للدول النامية، وتوجيه نصف هذا المبلغ نحو عملية التكيف مع المناخ، محذرة من «نافذة ضيقة» لمساعدة فقراء الريف للبقاء على قيد الحياة وحماية مجتمعاتهم. ونبهت إلى أن غلات المحاصيل يمكن أن تنخفض بنسبة 50 فى المائة بحلول نهاية القرن. ولفتت إلى أن الخيار الآن ينحصر بين التكيف والجوع.

«فاست».. مبادرة السرعة

أطلقت الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، مبادرة جديدة للأغذية والزراعة، من أجل التحول المستدام، تعرف باسم «فاست»، لتحسين كمية ونوعية مساهمات تمويل المناخ لتحويل الزراعة والأنظمة الغذائية مع حلول عام 2030. ومن المتوقع أن يكون لبرنامج التعاون نتائج ملموسة لمساعدة البلدان على الوصول إلى التمويل والاستثمار فى مجال المناخ، وزيادة المعرفة وتقديم دعم السياسات والحوار. وأكدت الأمم المتحدة أن منظمة الأغذية والزراعة الأممية «الفاو»، إلى جانب وكالات الأمم المتحدة الأخرى، ستدعم هذه المبادرة.

وقال نائب مدير قسم المناخ والبيئة فى الوكالة الأممية، زيتونى ولد دادا، يجب وضع الزراعة فى صميم الجهود للتصدى لتغير المناخ، مضيفا: «الرسالة حقا، هى الاعتراف بأن الزراعة يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من حل أزمة المناخ، فلا يمكننا الاستمرار فى النموذج الحالى لإنتاج الغذاء ثم تدهور التربة، وتدهور التنوع البيولوجى، ما يؤثر على البيئة. كلا، يجب أن تكون تلك الأنظمة مستدامة».

واكد أنه إذا تم اتخاذ الخيارات الصحيحة، يمكن أن تكون الزراعة جزءا مهما من الحل لمكافحة أزمة المناخ، من خلال عزل الكربون فى التربة والنباتات وتعزيز التكيف والمرونة.

وأشار إلى أنه يجب أن يتصدى العالم لمعالجة المهدر من الأغذية، المسؤول عن 8% من انبعاثات الغازات العالمية، قائلا: «هناك 828 مليون شخص يعانون من الجوع كل يوم، ومع ذلك نتخلص من ثلث الطعام الذى ننتجه للاستهلاك البشرى، نحن بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرنا، ونموذج إنتاجنا، حتى لا نخسر الطعام ونضيعه».

حلول ابتكارية وقال «زيتونى»، فيما يتعلق بالحلول، فإن تسخير قوة الابتكار أمر بالغ الأهمية، لتقليل الانبعاثات، والمساعدة فى تكييف الزراعة مع تغير المناخ، وجعلها أكثر مقاومة للشدائد، ليس فقط بسبب تغير المناخ، ولكن بسبب الأوبئة والحروب، مثل الوضع الحالى فى أوكرانيا.

وأوضح أن الابتكار بالمعنى الأوسع؛ مثل الزراعة الدقيقة، عبر الرى بالتنقيط جنبا إلى جنب مع الطاقة المتجددة، بحيث تتمتع بالكفاءة. لكن يعد الابتكار الذى يسخر المعارف التقليدية للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة مهما لهم.

صندوق خاص تضم مجموعة 77 والصين، إحدى المجموعات المفاوضة، فى قمة المناخ، وتشمل جميع الدول النامية، حيث تمكنت لأول مرة من وضع القضية على جدول أعمال مؤتمر الأطراف. وتكمن الفكرة فى إنشاء صندوق مالى خاص للخسائر والأضرار يوفر تعويضات نقدية للدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، التى تعد أقل مسؤولية عن انبعاثات الاحتباس الحرارى.

 ?? ?? حنفى جبالى خلال قمة المناخ
حنفى جبالى خلال قمة المناخ
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt