Al Masry Al Youm

لا يزال لسياحة الآثار مكان فى القلب

« القاهرة» تدرس إنشاء «ملتقى القارات» أكبر مطارات العالم بشراكات دولية

- COP27 يوسف العومى

كثيرة هى المكاسب التى حققتها مصر من التنظيم الناجح لمؤتمر المُناخ ، فهو إنجاز يجب الوقوف أمامه باحترام وتقدير وإجلال، لكن هل هناك مكاسب أخرى يمكن حصادها خلال فترة ما بعد المؤتمر؟، الإجابة تقول نعم، ولكن بشروط، فى مقدمتها ضرورة التوقف بالفحص والدراسة لكل نقطة حدثت بالمؤتمر، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ففى قطاعى السياحة والطيران، على سبيل المثال، لابد من دراسة التحركات التى قامت بها الوفود المشاركة والإجابة عن التساؤلات الآتية، إلى أين ذهبت بعض الوفود؟، هل عادوا لبلادهم مباشرة أم سافروا إلى مناطق سياحية مصرية أخرى؟، وما هى الأشياء التى أقبلوا على شرائها بكثرة؟، وما هى الهوايات التى مارسوها أثناء إقامتهم فى مصر؟، وما هو أفضل طعام أقبلوا عليه؟، وغيرها الكثير من الأسئلة التى تحتاج إلى أجوبة، لأنه بناءً على النتائج والمعلومات التى سيتم جمعها يستطيع قطاع السياحة مثلاً تحديد رسالته لأى شعب يريد أن يدعوه لزيارة للمقصد السياحى المصرى.

فعلى سبيل المثال، رأينا فى الأيام الأولى لمؤتمر المُناخ بعضا من الملاحظات الإيجابية التى تستحق أن يدرسها أصحاب صناعة القرار، وهى الحرص الشديد من أصحاب الفخامة والمعالى ملوك ورؤساء الدول والممالك من البلدان البعيدة على زيارة المواقع الأثرية للحضارة المصرية القديمة، فهذه ملاحظة تستحق التأمل، لأن ذلك يدلل على أن السياحة الأثرية، وبخاصة المصرية، لايزال لها مكان فى قلوب السائحين، رغم تراجعها عالمياً، وكذلك شهدنا ملاحظة إيجابية أخرى فى قطاع الطيران، وهى نجاحه فى إدارة الحركة الجوية العالية بشكل أشادت به وتحدثت عنه المواقع العالمية المتخصصة فى تتبع ورصد تحركات الطائرات فى المجال الجوى العالمى. ■ والملاحظة الأولى:- من المؤكد أن أصحاب الجلالة والمعالى ملوك ورؤساء دول العالم، الذين حلوا على مصر ضيوفا كرماء فى مؤتمر المُناخ بشرم الشيخ، كان لدى بعضهم ملفات ومآرب أخرى، بجانب الملف الأساسى «قضية المُناخ»، وبين هؤلاء فئة اعتبرت زيارة مصر رحلة «حج مقدسة» لمحراب الحضارة الرائدة فى تاريخ الدنيا «أُم» الحضارات الإنسانية، التى أنارت فجر الدنيا وضحاها.

هؤلاء جاءوا من بلاد بعيدة، بلاد لا يعرف الكثير منا عنها شيئا، لكنهم يعرفون عن تاريخنا وماضينا كل شىء، والدليل على ما سبق أن ترتيبات زيارتهم لمصر لم تكن للمؤتمر فحسب، لأنهم اصطحبوا أسرهم معهم، وهذا يؤكد أن أجندة زيارة هذا البلد «مصر» ستشمل بالنسبة لهم السياحة والترفيه والعلم والثقافة، ومع أول «استراحة مسافر» حصلوا عليها عقب وصولهم لشرم الشيخ ومشاركتهم فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تركوا شرم الشيخ وسافروا بقلوبهم عبر آلة الزمن إلى عصور ما قبل التاريخ، إلى أهرامات الجيزة، للتشرف بالوقوف فى حضرة ملوك وملكات الدنيا خوفو وخفرع ومنقرع، ورمسيس وتوت عنخ آمون ونفرتيتى وحتشبسوت.

المعلومات التى لدينا تقول إن هناك أكثر 70 وفداً زاروا الأهرامات والمواقع الأثرية والمتاحف المصرية، بشكل معلن أو غير معلن، ومن هؤلاء الضيوف جلالة الملك توبو السادس، ملك مملكة «تونجا»، تلك البلاد البعيدة الواقعة بين نيوزيلندا وهاواى، ونيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، ورئيس جمهورية الكوك البلد القريب من نيوزيلندا، ورئيس وزراء الباهاما التى تقع فى المحيط الأطلسى شمالى كوبا، ونائب رئيس جمهورية إندونيسيا، وغيرهم الكثير والكثير.

لذلك وجب على السياحة المصرية، بشقيها الحكومى والخاص، أن تبحث عن سبب قيام هذه الوفود الملكية والرئاسية، التى رغم ضيق وقتها ومسؤولياته­ا حرصت على زيارة كنوزنا الأثرية، وهل إذا ما تم توفير برامج سياحية ورحلات طيران لشعوب هذه البلدان سيأتون لمصر سياحاً؟، لأن القول المأثور يقول «الناس على دين ملوكهم»، وبالتالى إذا كانت رغبات أعلى رؤوس فى هذه الدول هكذا، فالمؤكد أن الشعوب سيكون لديها نفس الأحلام والرغبة فى زيارة مصر، وبالتالى يمكن للقطاع السياحى عمل دراسة لهذه الأسواق ومميزاتها ومعوقاتها والحلول التى يمكن وضعها لفتح أفق جديد للسياحة المصرية. ■ الملاحظة الثانية:فى الساعات الأخيرة قبل انطلاق فعاليات مؤتمرالمنا­خ بشرمالشيخ،رصد COP27 موقعالتتبع­العالمى ،الذى

Flightrada­r24 يتتبع إقلاع وخط سير وهبوط نحو 180 ألف رحلة تابعة 1200 شركة طيران، تطير إلى أكثر من 4 آلاف مطار حول العالم، إن إجمالى حركة الطائرات المتوجهة إلى شرم الشيخ، للمشاركة فى افتتاح فعاليات مؤتمر المناخ، بلغت فى بعض الأوقات 66٪ من حجم الحركة الجوية العالمية، وإن سلطات المجال الجوى المصرى نجحت فى إدارة هذه الحركة إقلاعاً وهبوطاً بشكل أكثر من ممتاز.

أحمد يوسف، المراقب الجوى السابق بقطاع المراقبة الجوية، يقول إن المتابع لحركة الطائراتعل­ىشاشات أثناء

Flightrada­r24 وصولها ومغادرتها مطار شرم الشيخ، يلاحظ أن الطائرات كانت تحلق فى تشكيلات كأسراب تشبه إلى حد كبير أسراب الطيور، وهذا النمط من الطيران يُقلل انبعاثات الطيران، وهى الفكرة التى يعمل الطيران العالمى على استلهمها فى مجال الديناميكا الهوائية من الطيور، وهذا السبق يكتب بحروف من ذهب فى تاريخ الطيران المصرى، لأن هذا النمط لاتزال منظمات الطيران العالمية تجرى التجارب عليه لأنه يوفر الطاقة ويحدِّ من التلوث، وهذا النمط يُسمَّى «فيلوفلاى» fello’flY، والذى تُحاكى فيه كل طائرتين تشكيلات الطيور المهاجرة، بأن تطير إحداهما بمحاذاة الأخرى، على أن تكون خلفَها بمسافةٍ قريبة، وهو ما يُمكِّن الطائرة التابعة من تقليل احتياجها من الوقود بنسبةٍ تصل إلى 10٪ فى كلِّ رحلة.

وقال هذا ليس وليد الصدفة، بل إن مرده يعود إلى حزمة الإجراءات التى فعلتها وزارة الطيران، والتى أعلن عنها الفريق محمد عباس حلمى أمام الاجتماع الأخير للجمعية العامة لمنظمة الطيران المدنى «الايكاو»، والتى شملت التوسع فى استخدام الأنظمة الرقمية، لرقمنة الإجراءات، تسهيلاً لعملية السفر ورفع مستويات الأمن والسلامة، وإتاحة الفرص العادلة والمتكافئة لكل شركات الطيران العالمية لممارسة نشاط النقل الجوى بكفاءة فى المجال الجوى المصرى، وكذلك إلى اتفاقيات النقل الجوى التى وقعت عليها مصر، والقائمة على أسس تحررية وبدون قيود تؤثر على الحركة أو نوعية الطائرات أو عدد الرحلات.

لكن ووفقاً لمصادر مطلعة بقطاع الطيران، قالت: إن ما أنجزه قطاع الطيران خلال المؤتمر «كوم» وما سيعلن عنه خلال الفترة المقبلة «كوم آخر» وبحسب المصادر فإن الوزارة تدرس الاستعانة بعض بيوت الخبرة العالمية للبدء فى إعداد دراسة لبناء واحد من أكبر مطارات الدنيا على أرض مصر، سيحمل اسم «ملتقى القارات» وتبحث أيضاً عن مصادر تمويله، والتى من المرجح أنه سيكون شراكة مصرية مع مؤسسات التمويل العربية، وكبرى شركات الطيران الخليجية والعالمية، التى لها رحلات بين دول العالم باتجاهاته الأربعة، ووفقاً للمقترحات المبدئية المقدمة سيتم منح الشركات امتياز لبناء مركز عمليات خاص بها، وكذلك مبنى للسفر والوصول، وكذلك إمكانية إسناد إدارته لشركة عالمية، لكن المؤكد أن 90٪ من حركة السفر فى هذا المطار ستعتمد بالمقام الأول على «الترانزيت».

 ?? ?? جلالة الملك توبو السادس ملك مملكة «تونجا» وزوجته أمام أبوالهول
جلالة الملك توبو السادس ملك مملكة «تونجا» وزوجته أمام أبوالهول

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt