Al Masry Al Youm

الرئيس الأوكرانى يضع 10 شروط للسلام.. وموسكو تعتبرها غير واقعية

-

فى الوقت الذى تواصل فيه أوكرانيا مواجهة القوات الروسية، جنوب وشرقى البلاد، أكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، وجوب إنهاء الحرب، وأعلن أمام قمة مجموعة العشرين فى إندونيسيا عن رؤيته ل 10 خطوات لإحلال السلام فى أوكرانيا. وقال زيلينسكى: «هناك صيغة أوكرانية للسلام، السلام لأوكرانيا وأوروبا والعالم، وهناك مجموعة من الحلول التى يمكن تنفيذها لضمان السلام حقا، لقد شاركت فى قمة مجموعة العشرين، وقدمت مقترحات ملموسة وصادقة لمثل هذه الحلول، أوكرانيا تعرض على دول العالم أن تشارك فى صنع السلام معنا»، وفى قناته على تطبيق «تليجرام»، كتب زيلينسكى مقترحه المكون من 10 نقاط لتحقيق السلام وتشمل: الإشعاع والسلامة النووية، أمن الغذاء والطاقة، وإطلاق سراح جميع السجناء، استعادة وحدة أراضى أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية، ثم وقف الأعمال العسكرية وتحديد نهاية الحرب، وعودة العدالة، والرد على الإبادة البيئية، ومنع التصعيد.

وقال الرئيس الأوكرانى: «حان الوقت لإنهاء الحرب المدمرة التى تشنها روسيا، وإنقاذ آلاف الأرواح»، مؤكدا أنه يمكن للمجتمع الدولى تحقيق هذا الهدف، وأضاف: «نرغب بإنهاء الحرب فورا وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى». واقترح فى الوقت عينه تبادلا شاملا لكافة السجناء بين كييف وموسكو، إلا أنه أكد أن «تحرير الأراضى الأوكرانية يتطلب القتال لوقت أطول»، لافتاً إلى أن كييف لن تتجه إلى توقيع اتفاق مع موسكو شبيه باتفاقية «مينسك 1 و2»، فى إشارة إلى الاتفاقيات الدولية التى أبرمت فى الماضى بين الجانبين لوقف الحرب فى «دونباس» شرق أوكرانيا، قبل سنوات، وشدد على رفض بلاده لما وصفه بالابتزاز الروسى النووى، معتبراً أن لا أعذار تبرره على الإطلاق، وفيما يتعلق باتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية جنوب البلاد، دعا زيلينسكى إلى ضرورة تمديده، بعد أن لوحت موسكو مراراً باحتمال وقفه. وكان زيلينسكى زار، أمس الأول، مدينة خيرسون الجنوبية الاستراتيج­ية التى انسحبت منها القوات الروسية، واعتبر أن هذا الإنجاز يمثل «بداية نهاية الحرب».

وفى المقابل، علق المتحدث الرسمى باسم الكرملين ديميترى بيسكوف على تصريح زيلينسكى بأنه «لن يكون هناك مينسك- 3»، بقوله إن مثل هذه الكلمات تؤكد تماما موقف كييف بشأن عدم الرغبة فى التفاوض.

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، الثلاثاء، أن شروط أوكرانيا لإعادة إطلاق المفاوضات مع موسكو «غير واقعية»، وقال، فى تصريحات خلال قمة مجموعة العشرين: «قلت مجددا إن جميع المشاكل ترتبط بالجانب الأوكرانى الذى يرفض بشكل قاطع المفاوضات ويطرح شروطا من الواضح أنها غير واقعية»، مشيرا إلى أنه أعرب عن هذا الموقف أثناء لقائه مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وقال لافروف إن المستشار الألمانى أولاف شولتس وماكرون يدركان جيدًا أن هذه العملية تعرقلها أوكرانيا التى تحظر، بما فى ذلك من خلال القوانين بمراسيم يصدرها زيلينسكى، المفاوضات مع روسيا الاتحادية. وأضاف «هذا ليس سؤالًا» يوجه إلى روسيا. وقال وزير الخارجية «نريد أن نرى أدلة ملموسة على أن الغرب مهتم بجدية بضبط زيلينسكى وبأن يُشرح له أن هذا لا يمكن أن يستمر، وأن هذا ليس فى مصلحة الشعب الأوكرانى.»

وفى الوقت نفسه، أفادت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الخارجية الأمريكية تقوم بتحضير الأرضية لمفاوضات محتملة بين روسيا وأوكرانيا، وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» يعتقدون أنه ستكون هناك «نافذة» للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فى الشتاء القادم.

واعتبر بعض المسؤولين فى البنتاجون أنه سيكون من الصعب جدا بالنسبة للقوات الأوكرانية طرد القوات الروسية من جميع الأراضى التى تسعى كييف للسيطرة عليها، وأشار مسؤول أمريكى، لم يذكر اسمه للصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة لم تتخذ أى خطوات محددة بعد، و«لا توجد هناك أماكن معينة للمفاوضات أو أوراق أو استراتيجيا­ت للتفاوض.»

وحسب «بوليتيكو»، فإن مجلس الأمن القومى الأمريكى من أكبر معارضى المفاوضات مع روسيا. وقال مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى، جيك ساليفان قبل أيام، إنه «ما دامت روسيا متمسكة بهذا الموقف فبإمكانها الاستيلاء على الأراضى قدر ما تستطيع بالقوة، من الصعب أن نرى فيها طرفا موثوقا به فى التفاوض.» وكانت الإدارة الأمريكية أكدت أن موقفها يتمثل فى أن «أوكرانيا هى التى تحدد شروط المفاوضات،» وأن واشنطن لن تناقش الشأن الأوكرانى بدون مشاركة كييف فى ذلك.

 ?? ?? أوكرانيون يحتفلون باستعادة قواتهم على مدينة خيرسون
أوكرانيون يحتفلون باستعادة قواتهم على مدينة خيرسون

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt