رفض إسرائيلى للتعاون مع واشنطن فى التحقيق باغتيال «شيرين أبوعاقلة»
⏮مقتل فلسطينى بالضفة بعد عملية دهس أسفرت عن قتلى وجرحى إسرائيليين.. ويهود يقتحمون «الأقصى»
كتب- عنتر فرحات:
أكدت إسرائيل أنها لن تتعاون مع تحقيق أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن مكتب التحقيقات الاتحادى الأمريكى «إف.بى.آى» سيبدأه فى مقتل الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة خلال تغطيتها لمداهمة إسرائيلية لمدينة جنين فى الضفة الغربية المحتلة فى مايو الماضى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى، بينى جانتس: «إن إسرائيل لن تتعاون مع أى تحقيق خارجى فى مقتل شيرين أبوعاقلة».. جاءت تصريحات جانتس بعدما أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن «إف. بى. آى» بدأ فتح تحقيق فى مقتل الصحفية الفلسطينية إثر تلقيها رصاصة أثناء تغطيتها مداهمة إسرائيلية لمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة فى مايو الماضى. وقال جانتس فى بيان: إن «قرار وزارة العدل الأمريكية بالتحقيق فى وفاة شيرين أبوعاقلة خطأ فادح».
فى المقابل، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بقرار وزارة العدل الأمريكية فتح التحقيق وتولى زمام أمور التحقيق من قبل القضاء الأمريكى، ورأت الوزارة أن القرار وإن جاء متأخرا، إلا أنه يعكس تولد قناعة لدى الجانب الأمريكى بغياب أى تحقيقات إسرائيلية جدية واعتبارها شكلية ولا تعدو كونها محاولات للتغطية على المجرمين والقتلة. وحذرت وزارة الخارجية من المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لتسييس مقتل أبوعاقلة وطمسه وتسجيله ضد مجهول وتبرئة الجناة ومن يقف خلفهم.
كما رحبت أسرة أبوعاقلة بقرار واشنطن فتح التحقيق، وقالت: «إن هذا ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة عندما يُقتل مواطن أمريكى فى الخارج، وخاصة على يد جيش أجنبى»، وأعربت أسرة الصحفية الراحلة عن أملها فى أن يكون التحقيق الأمريكى موثوقًا وشاملًا.
وقال الجيش الإسرائيلى، فى سبتمبر الماضى، إنه من المحتمل أن يكون أحد جنوده أطلق على شيرين أبوعاقلة النار من دون قصد، لكن من المحتمل أيضا أن تكون قد أصيبت برصاص فلسطينيين.. فى حين قال مسؤولون فلسطينيون وعائلة أبوعاقلة إنهم يعتقدون أنها قُتلت عمدا على يد القوات الإسرائيلية، ورفضوا التصريحات الإسرائيلية بوجود مسلحين فى المكان الذى كانت تقف فيه. وشككت روايات شهود آخرين فى أن مواقع الجنود الإسرائيليين تعرضت لإطلاق نار من المنطقة التى كانت تقف فيها شيرين عندما قتلت.
أثارت وفاة شيرين أبوعاقلة، التى كانت واحدة من أكثر الوجوه المعروفة التى تغطى أحداث الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى على مدى عقدين، حالة من الغضب على مستوى العالم، ولا سيما بعد اعتداء الشرطة بالضرب على مشيعى جنازتها فى القدس.
وأمنيًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مقتل منفذ عملية الطعن والدهس شمال سلفيت بالضفة المحتلة، والتى أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح، كما أعلنت استشهاد مواطن آخر برصاص الجيش الإسرائيلى شمال سلفيت.
أطلق الجيش الإسرائيلى النار تجاه فلسطينى نفذ عملية طعن ودهس فى منطقتين مختلفتين قرب مستوطنة «آرئيل» شمال الضفة، ما أدى إلى مقتل مستوطنين اثنين وإصابة آخرين.
وبدوره، قال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس: «إن الشباب الثائر فى الضفة الغربية يضرب من جديد، ويفاجئ الاحتلال مرة أخرى فى عملية فدائية شمال الضفة»، وأشار إلى «أن العملية تؤكد مواصلة الشباب الثائر انتفاضته دفاعًا عن المسجد الأقصى، وردًا على جرائم الاحتلال، واستمرارًا لمسيرة الثورة حتى تحقيق أهداف شعبنا بالتحرير والعودة.»
وفى الوقت نفسه، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته.
وفى غضون ذلك، يحاول زعيم حزب «الليكود» المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إقناع رئيس حزب «شاس» الدينى المتشدد، آرييه درعى، بتولى حقيبة الدفاع لتجنب منحها لرئيس الحركة الصهيونية الدينية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش. وأفادت القناة ال 12 الإسرائيلية بأن مفاوضات الائتلاف الإسرائيلى الجديد توقفت بسبب طلب سموتريتش أن يصبح وزيرا للدفاع، مشيرة إلى أن نتنياهو يفضل أن يمنحه حقيبة وزارة المالية.
فى حين يفضل درعى تولى وزارة المالية، ويتردد فى التخلى عن هذه الفرصة من أجل وزارة الدفاع.
وأفادت إذاعة «كان» الإسرائيلية بأن سموتريتش مهتم بتولى وزارة المالية، لكن الحاخامات الذين يدعمون حزبه «الصهيونية الدينية» يحثونه على عدم التخلى عن منصب وزير الدفاع.
تسلم «نتنياهو»، الأحد الماضى، تكليفا رسميا من الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج بتشكيل الحكومة الجديدة.. ولدى نتنياهو عدة أسابيع لتشكيل ائتلاف أغلبية من المتوقع أن تتألف من: حزبه «الليكود»، و«الصهيونية الدينية»، وحزبى «شاس» الأرثوذكسى المتطرف و«يهدوت هتوراة»، بحيث يحصل هذا الائتلاف على 64 مقعدا فى الكنيست المكون من 120 مقعدًا.