جرّ الشكل!

أطلق الرئيس السيسى فى قمة المناخ نداءً إلى العالم بضرورة وقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لما لها من آثار ضارة على اقتصاديات العالم، خاصة الدول النامية.. وكانت أوكرانيا قد رحبت بطلب الرئيس المصرى بوقف الحرب!.

وأمس، طالب زيلينسكى الرئيس الأوكرانى من جديد بضرورة وقف الحرب الآن.. ولكنه لم يرسل برسائل طمأنة لروسيا، للأسف، وراح يجرّ شَكل روسيا فى قمة العشرين التى أطلق عليها قمة ال19 واستثنى منها روسيا!.

قال الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، لزعماء العالم فى قمة مجموعة ال 20 فى بالى، إن حرب روسيا يجب أن تنتهى الآن. وطالب بتمديد صفقة كبيرة لتصدير الحبوب من المقرر أن تنتهى قريبًا.. كان زيلينسكى يتحدث عبر فيديو بث للقادة المجتمعين فى الجزيرة الإندونيسية بالى!.

واعتذر الرئيس الروسى بوتين، عضو مجموعة العشرين، عن عدم الحضور وأرسل وزير الخارجية سيرجى لافروف بدلا منه، والذى انتقل إلى المستشفى لإصابته بالإجهاد!.

أكد زيلينسكى، فى كلمته، بعض الاستراتيجيات، من بينها: ضمان السلامة النووية والغذائية، وإنهاء الأعمال العدائية، ومنع التصعيد، وخاطب القادة مرارا على أنهم «مجموعة ال 19» - مستثنيًا روسيا بشكل محدد- وكان من بين طلباته تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود التى أطلقت فى يوليو بين الأمم المتحدة وروسيا.. وكفلت المبادرة إمكانية شحن الصادرات الغذائية المحظورة فى الموانئ الأوكرانية بسبب السفن الحربية الروسية!.

وفى الوقت نفسه، أكدت الأمم المتحدة أن 10 ملايين طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى قد صدرت بنجاح منذ بدء الاتفاق، مما حال دون حدوث أزمة عالمية فى الغذاء.. لكن هذه المبادرة تنتهى فى 19 نوفمبر الحالى!.

وقال زيلينسكى إن الاتفاق يجب أن يمدد إلى أجل غير مسمى، «بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب،» وأضاف أن «الحق فى الغذاء هو حق أساسى لكل شخص فى العالم .!»

ونسى زيلينسكى أن هناك طلبات روسية فى المقابل، منها رفع العقوبات الغربية حتى تتمكن موسكو من تصدير طعامها وأسمدتها إلى الأسواق العالمية دون أى عائق!.

وأظن ان الرئيس الأوكرانى يحاول جرّ شَكل روسيا أكثر منه يبحث عن حلول للأزمة.. وبالتالى فهو ليس جادًا فى طلب وقف الحرب، لأن وقف الحرب ممكن لو تعهد الغرب بعدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو، وهى الخطوة التى تأخرت كثيرًا لإنهاء الأزمة، كما أنه مازال يعتبر نفسه قوة أكبر من روسيا فى مجموعة العشرين.. وهو كلام مكايدات سياسية أو نسائية لا يؤدى إلى حل، خاصة حين يطلق على مجموعة العشرين مجموعة ال 19 مستثنيًا منها روسيا!.