الخديو إسماعيل يفتتح قناة السويس

ظل حلم حفر قناة تصل بين البحرين الأبيض والأحمر يراود المصريين منذ قناة سيزوستريس وصولا لقناة أمير المؤمنين، وفى نوفمبر ١٧٩٩ قام المهندس الفرنسى لوبيير بتشكيل لجنة لدراسة منطقة برزخ السويس وبيان إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين، إلا أن التقرير قطع بتعذر هذا لاختلاف منسوب البحرين، وخلال حكم محمد على باشا عرضت الفكرة عليه لكنه فضل إنشاء قناطر على النيل لمنع إهدار ماء النيل فى البحر، وفى ١٨٤٠وضع المهندس الفرنسى لينان دى بلفون مشروعاً لشق القناة ودحض الزعم القائل باختلاف منسوبى البحرين، وفى عهد محمد سعيد باشا، وفى ١٤يوليو ١٨٥٤ حصل دليسبس على فرمان بحفر قناة السويس على أن تكون مدة الامتياز ٩٩ عاما من تاريخ فتحها للملاحة، ثم قام دليسبس برفقة لينان دى بلفون بك وموجل بك، كبيرى مهندسى الحكومة المصرية، بزيارة منطقة برزخ السويس فى ١٠ يناير ١٨٥٥، وقدما تقريرهما فى ٢٠ مارس ١٨٥٥والذى أثبت إمكانية تحقيق هذا، وفى ٢٥ إبريل ١٨٥٩ ضرب ديلسبس أول معول فى الأرض إيذاناً ببدء الحفر، الذى بدأ فعليا فى ٣٠ نوفمبر ١٨٥٩ وقام الوالى سعيد فى ١٢ إبريل ١٨٦١ بزيارة الميناء الذى حمل اسمه «بورسعيد».

وفى أواخر١٨٦١ زار الخديو إسماعيل مناطق الحفر واختار موقع المدينة التى ستنشأ وحملت اسمه لاحقا )الإسماعيلية(، وفى ١٥ أغسطس ضربت الفأس الأخيرة فى حفر القناة، ثم دعا أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح الذى تم «زى النهارده» فى ١٦ نوفمبر ١٨٦٩. ومما يذكر أنه تم حفر قناة سويس جديدة تسمح بمرور السفن فى الاتجاهين، وتزيد القدرة الاستيعابية للسفن المارة بالقناة وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاحها فى ٦ أغسطس ٢٠١٥، وقد بدأت مصر حفرها فى أغسطس ٢٠١٤ وهى عبارة عن فرع بطول ٣٥ كيلومترا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية؛ بغرض دعم اقتصاد مصر وتحقيق انطلاقة لمشروعات جديدة.

ماهر حسن

حفل افتتاح قناة السويس