Al Masry Al Youm

الشيخ إلمامى أحمد: تراثنا البحرى فى خطر بسبب التغيرات المناخية

-

«من تربى فى منطقة ساحلية لا يمكنه التخلى عن البحر» كانت تلك العبارة بداية الحديث مع الشيخ إلمامى أحمد، مؤسسس جمعية السام لحماية التراث البحرى بالمغرب، حيث ارتبطت حياته بتلك المنطقة التى تشتهر بتراثها البحرى الكبير، حيث تضم مجموعة نادرة من الشعب المرجانية. تمتاز شواطئ المغرب بطبيعة خاصة حيث تُطل على البحر المتوسط شمالًا والمحيط الأطلسى غربًا، وتعد مدينة الداخلة من أكثر المدن الساحلية جذبًا للسياح حيث أطلق عليها الرحالة لقب اللؤلؤة؛ فهى عبارة عن شبه جزيرة تحيط بها ثاثة سواحل أطلسية، وتمتد مسافة 40 كم فى عمق المحيط الأطلسى. ووفقًا للمعهد الملكى للدراسات الاستراتيج­ية فإن المغرب سيعانى بشدة من التغير المناخى، فهو يقع فى إحدى أكثر المناطق جفافًا فى العالم والتى ستُعرف بأنها أكثر تواترًا للظواهر الحادة )الجفاف والفيضانات( وتدهورًا للنظم الإيكولوجي­ة، وندرة فى موارد المياه مما سيؤدى إلى هجرة قسرية للسكان فى حال ارتفاع مستوى المياه. وقد شهد المغرب السنة الماضية موجة جفاف غير مسبوق منذ 3 عقود، حيث انخفض إنتاج الحبوب ب67% مقارنة بعام 2020. يضع إلمامى على عاتقه قضية التغيرات المناخية منذ طفولته؛ فهو يدرك أهمية دور المجتمع المدنى وفى توجيه أصحاب القرار فى جميع دول العالم لقضية المناخ؛ لذا قام بتأسيس جمعيته للحفاظ على تراث بلده النادر. وتقوم جمعيته بعمل رحات استكشافية فى البحر والمحيط على مدار الأعوام الماضية للبحث عن التراث المغمور بالمياه، وعثر خال إحدى رحاته على سفينة القيصر الألمانى والتى يعود تاريخ غرقها إلى الحرب العالمية الأولى فى القرن الماضى. ويصف هذا الاكتشاف بالإنجاز الكبير، حيث نال اعتراف اليونسكو. ويوضح أن جمعيته لعبت دورًا كبيرًا فى المطالبة بتفعيل قانون الساحل الذى أقرته السلطات المغربية عام 2015 فباده بدأت بوضع خطط لتفادى ارتفاع مستوى البحر حماية لسكان تلك المناطق، حيث يبلغ عدد السكان المجاورين للمحيط الأطلسى بالداخلة 142 ألف مواطن. ووجه إلمامى رسالة إلى الدول الكبرى بضرورة وضع حلول عملية لأزمة التغيرات المناخية؛ فالدول النامية والفقيرة ستواجه أزمات كبرى. ويشارك الشيخ إلمامى فى مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ لمناقشة تلك الحلول مطالبًا خال لقاءاته بضرورة التعامل مع التغيرات المناخية، مثل جائحة كورونا، فالبشر سيدفعون الثمن فى المستقبل. واختتم كامه قائاً: «إن حماية التراث البحرى الطبيعى والثقافى فى ظل التغيرات المناخية تشكل تحديًا كبيرًا

لجميع دول العالم».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt