Al Masry Al Youm

«تيرا نوفا» أحمد جعفرى يرصد عبث الإنسان بالطبيعة

- أمانى محمد

«تيرا نوفا»، عنوان المعرض الثانى الذى ينظمه جاليرى «سفر خان» للفنان أحمد جعفرى بعد أيام، لعرض مجموعته الأخيرة التى تحمل روح المغامرة فى الرسم التجريدى التصويرى وأسلوب «جعفرى» المتفرد فى جوانبه التركيبية والعاطفية، والذى يستكشف دائمًا أسسًا جديدة.

يركز «جعفرى» فى مجموعته الأخيرة على النقل من المجهول، سواء كان نقل الأفكار أو الحوار أو الرسوم التوضيحية أو المشاعر، فتحمل المجموعة حالة من التواصل تجعلها تتحدث إلى المشاهد بشكل ملموس أكثر، وليس بشكل غامض، ومع ذلك لا يتخلى عن العناصر الغامضة لتكوينه التى تجعل عمله تجريبيًا وآسرًا.

دمج أحمد جعفرى المزيد من ميزات الحياة الواقعية التى يمكن التعرف عليها والتى تبدو عشوائية من النظارات الشمسية ومنشار الجنزير والثعبان على سبيل المثال، إلى الزخارف الأكثر شيوعًا للسالم وجهاز التلفزيون الخاص به مع شاشة قوس قزح التى تشير إلى عدم الاستقبال بشكل يجبر المشاهد على التفكير فى المعنى الرمزى والمتناقض لهذه العناصر.

ففى الوقت الذى تشير فيه النظارات الشمسية إلى مفاهيم التنكر والإخفاء، فإنها يمكن أن تُولّد بنفس القدر أفكارًا عن أشعة الشمس الساطعة والانعكاس، وربما كان ذلك انعكاسًا واقعيًا لضمير الفرد. فيما يعنى المنشار فى

لوحاته الهدم والتقطيع، مثل شظايا الكتل غير المتساوية والأشكال الملونة التى تحيى لوحاته، ولكنه قد يشير أيضًا إلى القوة التى لا هوادة فيها للصناعة، أما الثعبان فهو ممتد عبر سماء الليل. ويذكرنا ب «كوكبة توبان » الشهيرة، التى ينسب اسمها المنجمون العرب المتجولون منذ آلاف السنين إلى «المكر والخداع،» وفى الأساطير القديمة إلى «الخصوبة والخلود». يبذل «جعفرى» فى تلك المجموعة جهودًا متضافرة لاستكشاف المجال الواسع من التناقض والازدواجي­ة، حيث يقدم لمحات من الصور التى يمكن التعرف عليها لكى نتمسك بها ونستقرئها، فاستخدامه الغامض للأشكال والخطوط والنقاط المفككة وبقع الألوان والنماذج غير المنتظمة والمتفرقة يخلق - جنبًا إلى جنب مع شخصياته الغريبة والشبيهة بالكائنات الفضائية- مشاهد تبدو كما لو كانت تنقلها كائنات من أكوان بعيدة. يقول الفنان أحمد جعفرى إن هذا المعرض هو الثانى له مع «سفر خان،» وسبقته

9 معارض خارجية، بجانب مشاركات أخرى محلية ودولية، وجميعها تدور فى نفس النسق وهو البحث المستمر عن الأفضل، مضيفا أن المعرض السابق كان اسمه «تير لويت» أو «مقدمة» وكان أصله يقوم على دلالات نابوكوف، وهو كاتب قصة قصيرة بعنوان «رموز وعامات»، تتناول قصة زوجين يتواجد ابنهما فى مصحة عقلية دون عاج، وتتناول الرسوم التى يرسمها ويراها والتى ليس لها عاقة بالواقع الإنسانى الذى نعيشه.

ويضيف فى حديثه ل«أيقونة» أنه سبق هذا المعرض معرض آخر فى متحف الفن المصرى الحديث، وتناول انقطاع الاتصال بماضينا الثرى، فنحن رغم امتاكنا للغة والحديث والحضارة لا نستطيع التواصل. والمعرض الحالى «تيرا نوفا» يعنى «الأرض الجديدة»، ويتناول اكتشاف الإنسان لباطن الأرض الحقيقى، وهو ما حدث فى القرن الماضى، ليبدأ بعدها العبث الإنسانى والتصنيع وتجريف الأرض الذى أوصلنا للمشكلة الحالية، مثل: أزمة المناخ، حيث أدى العبث بالطبيعة لتغيرها واختافها عما كانت عليه فى السابق.

ويواصل «جعفرى»: «المجموعة كبيرة وتضم العديد من الأعمال، ويضم المعرض نحو من 20 إلى 25 عماً»، فيما يفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور 15 نوفمبر الجارى ويستمر حتى 7 ديسمبر المقبل.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt