ملوك العالم وكأس العالم

قام فيليب ليوبولد، ملك بلجيكا، منذ أيام، بما لم يسبقه إليه أى ملك آخر فى تاريخ كأس العالم.. فقبل سفر المنتخب البلجيكى إلى الكويت ليلعب مع المنتخب المصرى، أمس، قبل بدء كأس العالم فى الدوحة.. قام الملك بتصوير فيلم دعائى يبدأ باستقباله فى قصره لروبرتو مارتينيز، المدير الفنى للمنتخب البلجيكى.. ويتصفح مارتينيز مفكرة ملكية تحوى خططًا للعب بخط الملك، الذى يبتسم قائلً لمارتينيز إنها مجرد اقتراحات.. وبعدها يذهب الملك لحضور تمرين المنتخب مرتديًا نفس طاقم الجهاز الفنى.. ويقف يتابع المران، والصفارة فى فمه، ويعطى نصائحه للنجم كيفين دى بروين، وسط دهشة الجهاز الفنى، وفيهم النجم الفرنسى الكبير تيرى هنرى، المدرب المساعد لمارتينيز.. وكشف الملك للجميع ذراعه المرسوم عليها شعار مونديال 2022 وأسفله كلمة بلجيكا.. وهى بالتأكيد المرة الأولى التى يقوم فيها أحد الملوك بذلك، رغم تاريخ طويل لملوك العالم مع كأس العالم.. تاريخ بدأ مع أول بطولة لكأس العالم فى أوروجواى 1930 حين قرر كارول الثانى، ملك رومانيا، أن يختار هو لاعبى المنتخب المسافر إلى أوروجواى.. ولم يكن بإمكان كونستانتين رادوليسكو، المدير الفنى للمنتخب، الاعتراض على ذلك لأكثر من سبب.. أولها أنه الملك.. والثانى أن بعض هؤلاء اللعبين كانوا فى السجن متهمين بالسرقة، والملك وحده يملك العفو عنهم.. والسبب الثالث أن لاعبين مهمين رفضوا السفر لكأس العالم فى رحلة تستغرق شهرين كاملين، وبالتالى يخسرون وظائفهم، فقرر الملك منحهم إجازة مدفوعة الأجر. وبهذه الحكاية بدأ تاريخ الملوك مع كأس العالم مع اختلف حكاياتهم.. فالملك فؤاد الأول على سبيل المثال أرسل تحية ملكية خاصة إلى المنتخب المصرى المسافر لكأس العالم فى إيطاليا 1934.. وبقرار ملكى تم تغيير مسار القطار، الذى حمل لاعبى المنتخب إلى الإسكندرية، ليصل مباشرة إلى محطة القبارى ثم ميناء الإسكندرية تكريمًا للعبين.. وعلى الرغم من عدم حبها لكرة القدم.. استجابت الملكة إليزابيث الثانية للنصيحة وذهبت إلى استاد ويمبلى لتشجيع المنتخب الإنجليزى الفائز بكأس العالم 1966.. وكان الحضور والفوز أحد أهم أسباب زيادة شعبية الملكة الشابة وقتها.. وقبلها كانت حكاية الملك السويدى جوستاف ومنتخب بلده فى كأس العالم ..1958 والملك الإسبانى خوان كارلوس وبطولة 1982.. وتوالت واختلفت حكايات الملوك دون أن يقوم أى ملك بما قام به ملك بلجيكا.