روسيا: لا يمكن إجراء حوار مع واشنطن بشأن أوكرانيا بسبب المواقف المتناقضة
9«كييف»: أكثر من ١0 ملايين مواطن حرموا التيار الكهربائى.. وهناك حاجة للتزود بأنظمة الدفاع الجوى
قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف إنه لا يمكن إجراء حوار مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، بسبب المواقف المتناقضة جذريا، مضيفا: «لا يوجد شىء يمكن التحدث عنه مع واشنطن بخصوص أوكرانيا».
كانت الخارجية الروسية قد أعلنت عدم قبولها أى شروط مسبقة بشأن التسوية فى أوكرانيا، بما فى ذلك انسحاب القوات الروسية. وذكر الكرملين فى وقت سابق أن روسيا منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا، لكن سلطات كييف تماطل وتغير مواقفها تجاه المفاوضات.
وكشف «ريابكوف» تفاصيل الاجتماع الذى عقد فى أنقرة بين مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرجى ناريشكين، ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز- بأنه «غير قابل للنشر»، مشيرا إلى أنه لم يستبعد إجراء اتصالات جديدة مع الولايات المتحدة على مستوى أعلى بعد الاجتماع فى القاهرة بشأن معاهدة «ستارت»، وتابع: «إذا أظهر الأمريكيون اهتمامًا واستعدادًا لذلك، فلن نرفض».
وفى الوقت نفسه، أعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن أمله فى عودة كييف إلى طاولة المفاوضات مع موسكو. ووفقًا لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» قال: «آمل أن يعود الأوكرانيون إلى طاولة المفاوضات مع الروس»، مضيفا أن «المجتمع الدولى سيكون أيضا على طاولة المفاوضات»، كما أعرب الرئيس الفرنسى عن أمله فى إجراء محادثات سلام «ذات مغزى» بشأن أوكرانيا بعد قمة مجموعة العشرين.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسى دميترى مدفيديف، إن موضوع المال لأوكرانيا بات ينشر سمومه فى الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن بعض أعضاء الكونجرس يطالبون بالتحقيق الشامل لتحديد أين ذهبت الأموال التى خصصت لأوكرانيا، وإلى أين ستذهب عشرات المليارات الجديدة التى طلبها الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى وصفه ب «الرجل العجوز غريب الأطوار». وأشار إلى أنه تم ضخ أموال ضخمة من الميزانية الأمريكية لمصلحة شركات الصناعات الحربية، ولمصلحة عائلة بايدن التى تعرض كبرياؤها للإهانة فى أوكرانيا، وتابع: «لطالما أمريكا تخلت عن أصدقائها سيحدث ذلك حتما عاجلا أم آجلا».
وفى سياق متصل، تساءلت النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا، مارجورى تايلور جرين، عما إذا أصبحت أوكرانيا هى الولاية الأمريكية ال51، وعن مكانة الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى فى الحكومة الأمريكية، جاء ذلك فى أعقاب تقديمها مشروع قانون بدعم من مجموعة من المشرعين من الحزب الجمهورى، يهدف إلى التدقيق فى أموال المساعدات التى تقدم إلى أوكرانيا.
وأضافت النائبة، أن واشنطن تمول ميزانية أوكرانيا بمبلغ 11.8 مليار دولار تذهب على شكل مساعدة مباشرة لدعم ميزانية الحكومة الأوكرانية، وكانت قد قدمت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى كييف، بالإضافة إلى حوالى 10 مليارات دولار من «المساعدات الإنسانية»، وحوالى 13 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية.
من ناحية أخرى، أكد بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس الثانى، أمس، أن بلاده مستعدة لفعل أى شىء ممكن للتوسط وإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وفقا لما نقلت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية.
وأضاف البابا أنه «يجب على الجميع الالتزام بنزع سلاح القلوب، بدءا من قلوبهم، ثم نزع فتيل العنف ونزع سلاحه»، وتابع: «يجب علينا جميعا أن نكون مسالمين، الرغبة فى السلام، وليس مجرد هدنة قد تؤدى فقط إلى إعادة التسلح، كما أن السلام الحقيقى هو ثمرة الحوار»، وفقا لما نقلت «رويترز».
من جانبه، قام الاتحاد الأوروبى بتجميد أصول روسية تصل قيمتها إلى 68 مليار يورو، معظمها فى بلجيكا، وفقا لما ذكرت صحيفة «بوليتيكو» نقلا عن وثيقة للمفوضية الأوروبية. وتبلغ قيمة الأصول الروسية المجمدة فى بلجيكا 50 مليار يورو، تليها لوكسمبورج، التى تبلغ قيمة الأصول المجمدة بها 5.5 مليار يورو، وفقا لما نقلت الوكالة الروسية «نوفوستى».
وفى وقت سابق، اعتبرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تجميد الأصول الروسية بمثابة «سرقة»، مشيرة إلى أنها ليست السنة الأولى التى تظهر فيها تلك السابقة، وإنما يستهدف الاتحاد الأوروبى، ليس الأموال الخاصة فحسب وإنما أيضا أصول الدولة الروسية، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى يعمل منذ عام 2014 على صك عدد من القرارات غير المشروعة وغير المبررة لتجميد ممتلكات المواطنين والشركات الروسية كجزء من ضغوط العقوبات.
من جهتها، دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، روسيا، إلى التخلى عن السيطرة على أراضى محطة زابوريجيا للطاقة النوويةبحسب ما جاء بقرار المنظمة- وجاء فى البيان أن الوكالة تدعو موسكو لسحب أفرادها العسكريين وغيرهم من المحطة النووية على الفور، حتى تستعيد السلطات الأوكرانية سيطرتها.
وأشارت الوكالة إلى الضغوط التى مورست على العاملين الأوكرانيين فى المحطة.. جاء ذلك بعدما أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى أن خطة إنشاء منطقة آمنة حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية «واقعية للغاية.»
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن روسيا ستواصل اتصالاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلن الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى أن أكثر من 10 ملايين أوكرانى حرموا التيار الكهربائى، خاصة فى منطقة كييف، وأضاف: «نبذل قصارى جهودنا لتعود خدمات الكهرباء لطبيعتها»، مشيرا إلى أن الدفاع الجوى الأوكرانى نجح فى إسقاط 6 صواريخ كروز و5 طائرات مسيّرة، متهمًا روسيا بتدمير إمدادات الكهرباء والتدفئة فى بلاده.
وأكد الرئيس الأوكرانى دعوته لشركاء أوكرانيا إلى توفير «حماية كاملة للسماء الأوكرانية»، قائلا: «إن تلك الخطوة ستشجع روسيا على إنهاء الحرب».
تعرضت مدن أوكرانية عدة، بينها العاصمة كييف، لقصف روسى تزامنًا مع أول سقوط للثلج فى بلد يشهد انقطاعات متكررة للكهرباء، وحيث يمكن أن تتدنى درجات الحرارة لتصل إلى 10 درجات تحت الصفر. وأعلنت الشركة الأوكرانية الوطنية المشغلة «أوكرينيرجو» تمديد قطع الكهرباء بسبب «تدهور الوضع».
وقدم «زيلينسكى» شكره لنظيره التركى رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على دوريهما فى تمديد العمل باتفاقية الحبوب. وأكد أن بلاده ستواصل تصدير المنتجات الزراعية من موانئها على البحر الأسود، مؤكدا تصدير نحو 11 مليون طن من المنتجات الغذائية عبر أكثر من 450 سفينة انطلقت من موانئ منطقة أوديسا الأوكرانية منذ الأول من أغسطس الماضى بفضل مبادرة الحبوب.. جاء ذلك بعدما أعلن الرئيس التركى تمديد اتفاق الحبوب 120 يوما، اعتبارا من اليوم السبت، مضيفا أن القرار الذى اتُخذ من قبل تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا جاء نتيجة مباحثات رباعية استضافتها بلاده.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا لضرورة الإسراع بتزويد بلاده بأنظمة الدفاع الجوى، قائلا: «لقد حان الوقت» لمنظومات باتريوت.. جاء ذلك خلال اتصال هاتفى مع نظيره الأمريكى أنتونى بلينكن.
وكتب «كوليبا» على «تويتر»: «إنه من الضرورى تسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوى إلى أوكرانيا، بعدما أثبتت صواريخ )هيمارس( فاعليتها بالفعل».