..ودخلت أمريكا مرحلة البطة العرجاء

عادة تعقد انتخابات التجديد النصفى كل عامين وتسمى الانتخابات النصفية لأنها تأتى فى منتصف فترة ولاية الرئيس التى تمتد ل 4 سنوات. نواب وشيوخ وحكام.

انطلقت ليلة الثاثاء الثامن من نوفمبر 2022، انتخابات التجديد النصفى فى الولايات المتحدة، وسط ترقب محلى ودولى لنتائج هذه الانتخابات التى عادة ما تكون بمثابة استفتاء على أداء الرئيس جو بايدن خال فترة رئاسته الأولى، وبروفة مصغرة لانتخابات الرئاسة فى .2024 ولقد كثف الديمقراطيون جهودهم فى هذه الانتخابات للحفاظ على سيطرتهم على مجلس النواب، والظفر بالغالبية فى مجلس الشيوخ من أجل تمرير مشروعات قوانن وخطط الرئيس بايدن، ودعم سياساته، فيما سعى الجمهوريون للحصول على السيطرة على مجلسى النواب الشيوخ وأطلقوا شعارهم )الموجة الحمراء( بكل قوة لعرقلة خططه.

وعادة يكون إقبال الناخبن فى انتخابات التجديد النصفى أقل من الانتخابات الرئاسية، كذلك هناك ولايات متأرجحة دائما تحسم الأمر، فضا عن دور التصويت المبكر، الذى دعا له الحزب الديمقراطى بكل قوة. وعادة تعقد انتخابات التجديد النصفى كل عامن، وتسمى الانتخابات النصفية؛ لأنها تأتى فى منتصف فترة ولاية الرئيس التى تمتد ل 4 سنوات. نواب وشيوخ وحكام، وعموما ينقسم الكونجرس إلى مجلس النواب ويشمل 43٥ عضوا يمثلون الولايات بحسب حجمها السكانى، أما مجلس الشيوخ فيضم 100 سيناتور، على أساس أن هناك برلمانين اثنن يمثان كل ولاية بصرف النظر عن وزنها السكانى. وأعضاء مجلس الشيوخ يمكثون لفترة 6 أعوام، بينما النواب يخدمون لمدة عامن فقط ويمثلون مناطق أصغر داخل الولاية، ويصوّت الأمريكيون فى هذه الانتخابات على جميع مقاعد مجلس النواب إلى جانب ثلث مجلس الشيوخ.

وفى ليلة الثاثاء الثامن من نوفمبر تم إجراء الانتخابات التشريعية المحلية للولايات ال ٥0، كما تم انتخاب حكام جدد ل 36 ولاية. ولقد حقق الحزب الديمقراطى الفوز بالأغلبية فى مجلس الشيوخ بينما حقق الجمهوريون الأغلبية فى مجلس النواب، وعادة تكون مهمة الكونجرس هى سن القوانن، بعدما يقرر النواب أى قوانن يجرى التصويت عليها، بينما يحق لمجلس الشيوخ منعها أو الموافقة عليها، وكذلك المصادقة على تعيينات كبار الموظفن التى يجريها رئيس الباد، ونادرا ما يطالب بأى تحقيقات ضد ساكن البيت الأبيض.

وفى الولايات المتحدة هناك حزبان رئيسيان، الحزب الديمقراطى الذى ينظر إليه على أنه يسارى صاحب آراء ليبرالية تقدمية، والحزب الجمهورى الذى ينظر إليه باعتباره يمينيا ومحافظا. وينتمى الرئيس جو بايدن حاليا للحزب الديمقراطى الذى كان يسيطر على مجلسى الكونجرس، ورغم أنها كانت «أغلبية طفيفة» إلا أنها مكنت بايدن من إنجاز ملفات هامة وحاسمة، حيث تطلب أن تحصل برامجه مثل الرعاية الصحية، ومشروع قانون مكافحة تغير المناخ، والضرائب، على موافقة الكونجرس أولا. مثل جمع التدعيمات المالية لأوكرانيا فى حربها ضد روسيا، وخال فترة الانتخابات أعلن الحزب الجمهورى شعار الموج الأحمر ولكن يبدو أنه لم ينجح فى ذلك لأنه لم يحقق الأغلبية فى مجلس الشيوخ، حيث حصل الديمقراطيون فى مجلس الشيوخ على ٥0 مقعدا، متجاوزين عدد مقاعد الجمهورين البالغ عددها 49 مقعدا، وبذلك احتفظ الديمقراطيون بأغلبيتهم لعامن إضافين، والذى اعتبره الديمقراطيون انتصارا تاريخيا لهم، هذا النجاح البالغ وضع الرئيس الأمريكى جو بايدن فى موقف قوى عند إجرائه المحادثات مع الرئيس الصينى شى جن بينغ، ولذا اعتبرت وسائل الإعام الأمريكية أن ترامب كبش فداء هذه الانتخابات بسبب خسارة مرشحيه. وحتى إن تحقق للجمهورين الفوز بالسباق المتبقى فى ولاية جورجيا فى جولة الإعادة فى الشهر المقبل فإن الديمقراطين سيحتفظون بالسيطرة على الغرفة العليا من الكونجرس، وفى الوقت ذاته أكد الجمهوريون سيطرتهم على مجلس النواب، حيث خسر الديمقراطيون أغلبيتهم فى مجلس النواب، لذلك أصبح بإمكان الجمهورين عرقلة مشاريع القوانن الخاصة بالديمقراطين حتى انتخابات الرئاسة القادمة فى نوفمبر ،2024 وهو ما يطلق عليه فترة البطة العرجاء فى حكم الولايات المتحدة الأمريكية.

عقب فوز الجمهورين بأغلبيتهم فى مجلس النواب اتصل جو بايدن بزعيم أغلبية الجمهورين فى مجلس النواب كيفن مكارثى، وقدم له التهنئة ودعاه لمقابلة خاصة لتحديد وتنظيم أسلوب العمل فى الفترة القادمة، حيث إن فترة البطة العرجاء سوف تعوق الحزب الديمقراطى فى إدارة الباد، وخاصة أن الرئيس جو بايدن يطمع فى الحصول على فترة رئاسية ثانية، حتى إن البعض أطلق مقولة إن الصراع على البيت الأبيض فى انتخابات 2024 بدأ مبكرا بعد إعان الرئيس الأمريكى السابق ترامب أنه سيترشح لانتخابات على رئاسة البيت الأبيض فى الفترة الرئاسية التالية، ومن هنا سيعمل حزب الجمهورين فى مجلس النواب فى الفترة القادمة على تقييد سلطات الرئيس الأمريكى جو بايدن، حتى يتحقق السماح لمرشح الحزب الجمهورى سواء كان ترامب أو غيره من التفوق على بايدن فى الفترة القادمة، ولهذا سيكون التصدى لأهم هذه القرارات وخاصة دعم أوكرانيا عسكريا أو اقتصاديا، حيث إن الحزب الجمهورى كان ضد هذه الحرب وتداعايتها، لدرجة أن ترامب أعلن أنه لو كان موجودا فى البيت الأبيض لما تمت هذه الحرب، ولما تسببت فى زيادة التضخم وارتفاع الأسعار ومشكلة الغاز والحبوب فى العالم كله، لذلك سوف نرى فى الفترة القادمة الصراع بن الحزبن الجمهورى والديمقراطى من أجل من سيفوز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة التى بدأت مبكرًا.