Al Masry Al Youm

» ‪The Swimmers‬ « .. أن تسبح من أجل الحياة

يرصد أزمة اللاجئين دون الغرق فيها 9 الفيلم يستعرض قصة كفاح لسباحة تحلم بأن تكون بطلة أوليمبية.. ولا تتخلى أو تنسى حلمها وسط كل العواصف التى تمر بها وشقيقتها

- محمود مجدى

مع وصول يسرا ماردينى إلى مبتغاها وحلمها فى النهاية بعد كل تلك الرحلة الشاقة التى خاضتها من سوريا إلى ريو دى جانيرو، قام الجمهور الحاضر لمشاهدة فيلم «السباحتان» فى مهرجان القاهرة السينمائى بالتصفيق، لا شعوريًا وفى لحظة واحدة ودون اتفاق جماعى كأننا جميعًا تعايشنا وتفاعلنا مع يسرا ماردينى وأختها سارة فى رحلتهما الشاقة المعذبة.

فيلم «السباحتان» ‪The Swimmers‬ يحكى عن القصة البطولية للأختين سارة ويسرا ماردينى ورحلتهما كاجئتين من الحرب السورية إلى أوليمبياد ريو دى جانيرو فى ٢٠١٦، حيث وهبتا مهاراتهما فى السباحة وقلوبهما إلى العمل البطولى.

نحن هنا لا نتحدث عن فيلم يحكى عن أزمة الاجئين فى سوريا فقط، أو عمل يتحدث عن رحلة أختين من سوريا إلى ألمانيا، أو لحظات درامية مؤلمة كشفت لنا عن مدى سوء حال الاجئين فى سوريا، بل نحن وسط كل هذا مع قصة كفاح لسباحة تحلم بأن تكون بطلة أوليمبية، ولا تتخلى أو تنسى حلمها وسط كل العواصف التى تمر بها هى وشقيقتها. نحن أمام فيلم متعدد الطبقات الدرامية، فالفيلم يتحدث عن الاجئين وسوء حالتهم الاجتماعية بعد الحرب السورية، وهناك طبقة أخرى للحديث عن حلم يسرا فى السباحة وأن تكون بطلة أوليمبية وكيف تحارب ظروفها وحاضرها بالسباحة، وهو ما عبرت عنه فى جملة: «السباحة هى الحياة» فهى تلخيص لعاقتها بشكل عام بالسباحة.

وهناك طبقة ثالثة وهى رحلة بطلتى العمل التى تمر بأكثر من بلد وأكثر من منطقة بكل ما فيها من مشقات وصعوبات وإحباطات، يتفاعل معها المشاهد صعوداً وهبوطاً. الفيلم أجاد التعبير عن الطبقات الثاث بشكل كبير، نجح فى التعبير عن رحلة البطل بكل ما فيها من صعوبات، ونجح كذلك فى التعبير عن حلم البطلة وإصرارها عليه، ونجح فى التعبير المرئى عن سوء حال الاجئين بعد ما مرت به سوريا فى السنوات الأخيرة.

كما وفق الفيلم أيضاً فى الابتعاد عن فخ التنظير، والحديث فى السياسة، وماضى سوريا وعراقتها، وأحوال الاجئين وشكواهم، تمسك بالجانب الإنسانى فقط، وصل إليك كل تلك المعانى شاعر والمشاعرمن خال أسرة سارة ويسرا، ومدى حلمهم هم فى وصول ابنتيهم إلى ألمانيا حتى يذهبوا إلى ألمانيا ألملمانيا بطريقة شرعية إلى أن تحدث جأة المفاجأةفى النهاية.

حلم الأسرة ومغامرتها غامرتها بترك ابنتيها للسفر فى هذه الرحلة لرحلة الشاقة لم يكن سهاً أو آمن العواقب، ب، لكنه كان ضروريا ضرورياً لكى يستطيعوا هم الحياة لحياة من بعدهم، فوصول الابنتين يأمن لهما وصولا آمنا وشرعيا إلى هناك، وهو ما يضع عبئا إضافيا على البنتينيني­نينينينيني­نين البنتين وتحديداً يسرا.

الفروق بين الأختين ختينينين واضحة، ف«يسرا » ف«يسرا» الحالمة، الهادئة، العاشقة للسباحة بشكل كبير، وغير المتفاعلة ة مع كثير من التفاصيل حولها كذلك، ما بينماسارة الصاخبة، المحبة للحياة، وتأخذ كل شىء حولها باستخفاف وضحك حتى لو كانت مأساة مثل التى تعيشها هى وشقيقتها، هذه الفروق الواضحة بينينينيني­ن الشخصيتيني­نين واضحة منذ الربع الأول الألأولمن الفيلم وظهرت دلالتها أكثر قبل نهاية الأحداث الألألألأح­داثعندما شاهدنا مسار كلتا الأختين الألأختيني­نينالذى افترق لألألأول مرة.

الإلإلإيقا­ع الإيقاعمن أفضلمممممم­يزاتمميزات الفيلم، على الرغم من أن زمن الفيلم على الشاشة ممتد إلى ساعتينين وربع، إلالا أنه كان متعدد الطبقات كما ذكرنا، والمخرجة سالى الحسينى ممسكة بإيقاعه بشكل كبير، فأوقات تشعر بالتوتر خصوصاً مع رحلة أبطالنا من سوريا إلى ألمانيا،ألململماني­ا، وأوقات تتأثر بحال أبطالنا خصوصاً مع لحلحلحلحلح­لحلحلحظاته­م الإلإلإلإل­إلإلإلإلإل­إلإلإنساني­ة الإنسانيةا­لخلخلخلخلخ­الخاصة وتشتت حلمهم فى الرحلة وطريقها الصعب.

اختيار الممثلين كذلك يحسب للمخرجة بشكل كبير، فنحن هنا نرى أحمد مالك فى ظهور مختلف نوعاً ما، فهو يقدم شخصية «نزار» المرافق لسارة ويسرا فى رحلتهما، وفى كل مشهد كان يظهر فيه خال العمل، كان يحمل بهجة خاصة تخفف من وطأة المأساة التى يعيشها أبطالنا، واستطاع بالفعل أن ينتزع الضحكات من الجمهور فى مشاهد كثيرة.

كذلك اختيار كندة علوش فى دور الأم، هو اختيار جرىء ومفاجئ، ويحسب لكندة أنها وافقت على تجسيد دور أم وهى مازالت لم تبرح الأربعينيا­ت من عمرها، وهو ما يؤكد على زيادة وعى ونضج كندة علوش الفنى وهو ما أكدته فى تصريحاتها عقب الفيلم فى نقاش حى مع مدير مهرجان القاهرة السينمائى أمير رمسيس: «لم أخش من تقديم دور الأم فى مثل هذه السن ولم أشغل بالى بمثل هذه التفاصيل فكان ما يشغلنى هو المشاركة فى فيلم ضخم مثل هذا.»

وتابعت: «فى مناطق معينة بيتجوزوا بدرى، وأم الشخصيتين الحقيقتين صغيرة فى السن، وأنا ولا ثانية فكرت فى الموضوع ده»، وأردفت: «الفيلم بالنسبة لى حياة وليس مجرد قصة ونحن يجب أن نتحدث عن الاجئين لأنهم ليسوا عددا قليا بل يزيدون دائمًا، ويجب أن نحفزهم ونشجعهم على تحقيق أحامهم، ونعطيهم الأمل». وهو ما يؤكد أن الفيلم كان حالة خاصة بالنسبة لكل المشاركين فيه وأولهم كنده علوش.

فى النهاية، الفيلم رحلة طويلة سيعيشها المشاهد مع بطلتى العمل بكل ما فيها من صعوبات ومشقة وإحباطات وانكسارات ودموع، ولكنه سيسعد وسيصفق فى النهاية عندما تصل إحداهما إلى ما تريد، وحتى لو علم بالنهاية مسبقاً لأن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية بالفعل، فالمؤكد أنه سيتفاعل عندما سيصل للحظة الأخيرة، اللحظة التى أكدت فيها بطلة العمل أن السباحة ليست رياضة أو هواية، السباحة هنا كانت ضد الإرهاب، ضد فقدان الهوية والأمل، ضد الخوف من المجهول، السباحة هنا هى المنقذ، السباحة هنا من أجل الحياة أولاً وأخيراً.

 ?? ?? مشهد من فيلم السباحتان
مشهد من فيلم السباحتان
 ?? تصوير - فاضل داوود ?? نقاش بين كندة علوش وأمير رمسيس عن العمل
تصوير - فاضل داوود نقاش بين كندة علوش وأمير رمسيس عن العمل
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt