أزمة إنجاب تلوح فى الأفق بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية

حذر باحثون من أن البشر قد يواجهون أزمة إنجاب إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمعالجة انخفاض عدد الحيوانات المنوية، لاسيما فى ظل تسارع معدل هذا الانخفاض.

وتشير دراسة نُشرت فى مجلة

، Human Reproduction Update إلى أن متوسط تركيز الحيوانات المنوية انخفض من 101.2 مليون لكل مللى إلى 49.0 مليوناً لكل مللى بين عامى 1973 و2018 - وهو انخفاض 51.6.٪ أخذت الدراسة فى اعتبارها عوامل عدة تشمل العمر والمدة التى قضاها الرجال دون قذف، واستبعدت الرجال المصابين بالعقم.

يقول البروفيسور حاجاى ليفين، معد الدراسة من الجامعة العبرية فى القدس «هذه إشارة أخرى على وجود كارثة تحدث فى العالم ويجب التصرف حيالها. من الأفضل لنا الآن أن نعالج هذه الأزمة قبل أن تتفاقم ونفقد السيطرة عليها فى المستقبل. مثل هذا الانخفاض يمثل بوضوح انخفاضًا فى قدرة السكان على الإنجاب»، مشيراً إلى الخصوبة تتأثر إذا انخفض تركيز الحيوانات المنوية عن 40 مليوناً لكل مللى.

ومن ضمن العوامل التى تلعب دوراً كبيراً فى تراجع أعداد الحيوانات المنوية المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء أو العوامل البيئية الأخرى، مثل التدخين وإدمان الكحول والسمنة وسوء التغذية، فيما أشار العلماء إلى أن نمط الحياة الصحى قد يساعد فى زيادة عدد الحيوانات المنوية.

وقال البروفيسور ريتشارد شارب، خبير الصحة الإنجابية للذكور فى جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة، «هذه ظاهرة عالمية، وانخفاض أعداد الحيوانات المنوية قد يعنى أن الأزواج يستغرقون وقتًا أطول للحمل، وبالنسبة للكثيرين، فإن الوقت ليس فى صالحهم لأنهم يؤخرون محاولة الحمل حتى تصل المرأة إلى الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمرها، وهو الوقت الذى تقل خصوبتها خلاله»، مؤكداً على أن هذه الأزمة ليست مجرد مشكلة لأزواج الذين يحاولون إنجاب أطفال، بل إنها مشكلة كبيرة للمجتمع خلال الخمسين عامًا القادمة حيث سينخفض عدد الشباب الذين من المفترض أن يدعموا الاقتصاد بالعمل ويعوّضوا الزيادة فى أعداد المسنين.