«نعيمة».. ضحية جديدة لخطأ «طبيب سوشيال ميديا»
9«تحويل مسار الطعام والشراب على الرئة».. والنيابة العامة و«الأطباء» يحققان فى الواقعة
كانت الحاجة «نعيمة» «الخير والبركة» لأولادها بعد وفاة رب الأسرة، أصبح منزلهم يلفه الحزن بعد وفاتها إثر مضاعفات خطأ طبى بتحويل مسار «الأكل والشرب» من المرىء إلى الرئة.
شكوى «نعيمة» لنجليها «محمد»، و«يوسف» من عدم قدرتها على بلع أى لقمة تأكلها استغرقت رحلة بحث عن طبيب يحل المعضلة، حتى عثرا خلال بحثهما فى فيديوهات عبر موقع «فيسبوك» على أحدهم يتحدث عن علاجه مشاكل المرىء وتوسيعه.
نجلا «نعيمة»، السيدة الستينية، لم يستغرقا وقتًا حتى وصلا بوالدتهما إلى عيادة الطبيب الشهير على مواقع التواصل الاجتماعى بمدينة السادس من أكتوبر: «افتكرنا إن معاه الخلاص، لأننا لفينا على دكاترة كتيرة عندنا بالعياط، ومكانتش بترتاح على العلاج معاهم». يقولان إن الطيب الجديد «طلب أشعة على حركة المرىء، وبعدها قال لنا إنها محتاجة عملية بالمنظار، وهتبقى تمام، وليس هناك أى خطورة عليها، لأنى كل يوم بعملها ولا تستغرق سوى 5 دقائق على الأكثر».
العملية استلزمت مبلغًا ماليًا كبيرًا بالنسبة لظروف نجلى «نعيمة»، اللذين قالا: «بس لميناه واستلفنا، علشان ست الكل ترجع لحالتها الطبيعة، وتملا علينا البيت بهجة من جديد، لأنها الخير والبركة ومن حملتنا بعد وفاة الأب»، وبإجرائها العملية بمركز طبى شهير فى الدقى حصلت الكارثة، يضيفان: «لقيناها بتشكو من قلبها، والطبيب أخبرنا إنه حصل جرح بسيط لها، وحط له كلبستن لوقف النزيف!».
«هتاخد محاليل وعلاج وهتمنع الأكل لمدة يومن بس».. نفذ ولدا السيدة الستينية توجيهات الطبيب بصرامة: «فوجئنا إنها تعبانة كل يوم والتانى بعد تناولها الطعام، وقعدت 8 أيام لا تستطيع التنفس ولا الحركة»، يقولان: «قبل العملية مكانتش تعانى بالشكل دا، ولجأنا للطبيب من جديد، فطلب أشعة على الصدر، وبعد ما روحنا له قال مبسطًا من المعاناة إن عندها شوية ميه على الرئة».
«نعيمة» انتهت رحلة علاجها بالرقود بالعناية المُركزة بمستشفى قصر العينى، وفقا لنجليها: «الدكاترة عملوا اللازم وشالوا ميه على الرئة بالقسطرة من على الجنب اليمن، واكتشفوا إن مسار الطعام والشراب كان يتحول ناحية الرئة بعد إجرائها عملية توسيع المرىء، وبسبب الجُرح الذى كان ينزف باستمرار رغم تركيب كلبستن له، ما تسبب لها فى صديد وتسمم فى الدم، وأطباء المستشفى الحكومى أوقفوا التسمم وقفلوا الجرح بدعامة، لكنها سقطت من مكانها بسبب كثرة الطعام المتراكم الذى لوث الجرح، وفشلت عمليات أجروها لحاقًا لذات السبب حتى توفاها الله.»
الدموع تسبق كلام نجلى الضحية وهما يقولان: «ماما كانت بتبقى عطشانة وأمنيتها كانت تشرب بق مياه، وكانت بتشرب بس المسار كانت بيتحول ناحية الرئة فلا تشعر أنها شربت، لو كان الطبيب تركها دون علاج كان أكرم لها حتى لو ماتت فى البيت بدلًا من معاناتها بالعناية المركزة شهر كامل»، ويطالبان «عاوزين حقنا بالقانون، وكلنا ثقة به، ونناشد النائب العام سرعة التحقيق.»
نقابة الأطباء تلقت شكوى من أسرة «نعيمة»، وتبن أن الطبيب المشكو فى حقه ضده 3 شكاوى مماثلة، وتباشر النيابة العامة التحقيق بالواقعة وطلبت التحفظ على الملف الطبى الخاص بالضحية وتقرير الطب الشرعى بشأن أسباب الوفاة.
ورفض الطبيب المشكو بحقه أو أحد من العاملن برفقته التعليق.