Al Masry Al Youm

كأس العالم

- د. عمرو الشوبكى elshobaki6­2@gmail.com

ستنطلق بطولة كأس العالم، اليوم الأحد، خال ساعات من الآن، حيث أصبحنا أمام موعد تاريخى كبير يتكرر كل 4 أعوام، وينتظره مئات المايين من محبى كرة القدم وغير محبيها أيضًا، حيث يتحول إلى حديث فى الثقافة وعادات وتقاليد الشعوب، وأيضًا التجارة و«البزنس» وما أُنفق على البطولة والعائد المنتظر.

وقد تكلفت البطولة الحالية 220 مليار يورو، وفقًا لتحقيق أجرته وسيلة الإعام المتخصصة «فرونت أوفيس سبورت»، أى خمسة أضعاف ميزانيات بطولات كأس العالم السبع الأخيرة، واحتفظت البرازيل سابقًا بالرقم القياسى فى عام 2014 بتكلفة معلنة قدرها 15 مليار يورو، ثم روسيا فى عام 2018 ب11 مليار يورو، فى حين أنفقت قطر رقمًا كاسحًا لتؤسس، ليس فقط بنية رياضية، إنما أيضًا تؤسس بنية فندقية وطرقًا ووسائل مواصات حديثة تستقبل مشجعين أكبر من عدد سكانها. والمؤكد أن قطر لن تستعيد ما أنفقته فى هذه البطولة، فالعوائد المنتظرة أقل من ربع ما أُنفق، إنما هى كانت حريصة على أن تؤسس لنمط حياة جديدة، وتضع نفسها فى بؤرة الضوء العالمى، بصرف النظر عن مساحتها وقلة عدد سكانها.

والمؤكد أن هناك انتقادات وُجهت إلى قطر فى السنوات الماضية تتعلق باستغال العمالة الأجنبية وتهم فساد ورشاوى )متكررة فى بطولات سابقة(، إلا أن ما جرى منذ الشهر الماضى حتى الآن من حمات هجوم، تابعتها طوال الأسبوعين الماضيين أثناء وجودى خارج مصر، بدا غير منطقى وغير نزيه فى كثير منه.

وبدا غريبًا أن كثيرًا من القنوات الإخبارية والصحف العالمية الكبرى استهدفت قطر فى قضايا من نوع منع الكحوليات فى محيط الماعب، واعتبرته موقفًا دينيًّا متطرفًا، فى حين أن قطر سمحت بشرب الكحول لكل الأجانب فى خارج محيط الماعب، وهو مطلب لكثير من الأوروبيين لمواجهة شغب الماعب، كما قدمت الدوحة نصائح لزائريها ومشجعى الدول المختلفة باحترام عادات وتقاليد البلد، ومعرفة أن القوانين هنا تُجرم الفعل الفاضح فى الطريق العام، وتركت الناس أحرارًا وراء حيطان بيوتهم، أما القضية التى لها أساس فهى استغال العمالة الأجنبية، ودُهشت أن قنوات وصحفًا عالمية كبرى ذكرتها، قبل أيام من انطاق البطولة، وهى تعلم أنها لن تغير فى الأمر شيئًا، وإذا كانت جادة فكان يمكن طرحها منذ وقتها بهذه الكثافة الحالية منذ سنوات لمعرفة الحقيقة ثم المحاسبة، وليس للمزايدة قبل أيام من البطولة.

هناك استهداف غير نزيه لوجه قطر العربى، )الذى هو نفس انتمائنا(، والأخيرة يُحسب لها أنها حاولت أن تقدم التاريخ العربى الإسامى بشكل عصرى حديث، وأن تجعله حاضرًا فى كثير من منشآتها واستادات الكرة، وقدمت باركود فى الفنادق للتعريف ب«حضارتنا»، واختارت أصواتًا متميزة للأذان.

نتمنى لقطر، البلد العربى، التوفيق والنجاح فى تنظيم هذه البطولة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt