«روساتوم» النووية: إقامة «محطة الضبعة» لخفض الانبعاثات الكربونية
9«ليون»: تمنع انبعاث 15 مليون طن ثانى أكسيد الكربون وتحقق التنمية المستدامة
كتب- هشام عمر عبدالحليم:
قالت بولينا ليون، مدير دائرة التنمية المستدامة فى شركة «روساتوم» الحكومية- المنفذة لمحطة الضبعة النووية- إن مشروع إقامة المحطة سيعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، كما سيعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص عمل ومصدر ثابت للطاقة الكهربائية.
وأضافت «ليون»، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم،» على هامش فعاليات قمة المناخ، أن الطاقة النووية ستعمل على تحقيق المعادلة الصعبة وهى طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، لافتة إلى أن نظام مراقبة بيئية شاماً سيتم تنفيذه بجوار محطة الضبعة لمراقبة جميع التغيرات سواء فى البحر أو البر.
وتابعت: «لا يشك الآن إلا عدد قليل من الناس فى أن البصمة الكربونية للطاقة النووية هى من بين الأدنى، نظرًا إلى المستوى الصفرى لانبعاثات المباشرة الناجمة عن التوليد النووى، فى حين أن إجمالى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الصادرة أثناء دورة حياة محطة الطاقة النووية مشابهة لتلك الناتجة من انبعاثات محطات طاقة الرياح، ووفقًا لخبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC() التابعة للأمم المتحدة، تعادل كمية الانبعاثات التى تطلقها محطة الطاقة النووية 12 جرامًا من مكافئ ثانى أكسيد الكربون/ كيلووات فى الساعة، ومن محطة طاقة الرياح 11 جرامًا من مكافئ ثانى أكسيد الكربون، للمقارنة، يفوق معدل الانبعاث الخاص بتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية ذلك الخاص بالتوليد النووى
بواقع 4 أضعاف، ويفوق المعادل الخاص بإنتاج الطاقة من الفحم بما يقرب من 70 مرة، ما يدل بالتأكيد على أهمية كبيرة للطاقة النووية لتحقيق الأهداف المناخية».
وأوضحت أن المحطة ستتكون من 4 وحدات لتوليد الكهرباء تبلغ قدرتها الإجمالية 4.8 جيجاوات، ما يوفر حوالى 31.2 تيراوات/ ساعة
من الطاقة منخفضة الكربون سنويًّا، الأمر الذى يتيح تجنب انبعاث نحو 15 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون فى مصر، ما يعادل قرابة 7% من إجمالى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون المنتجة فى الباد. وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى أن الطاقة النووية تمثل مصدرًا منخفضًا للكربون وآمنًا للكهرباء، فهناك مجموعة من التقنيات النووية الأخرى الفعّالة والمفيدة بيئيًا ومناخيًا، ومنها التقنيات الإشعاعية المستخدمة فى معالجة المنتجات الغذائية لضمان سامتها وتتيح تعقيم المواد وتطهيرها.
وتستخدم التقنيات النووية لتقييم تأثير تغير المناخ على البيئة، حيث يمكن استخدام النظائر النووية المشعة لتحديد كمية الأسمدة التى تمتصها النباتات، وبذلك تقليل كمية الأسمدة المستخدمة وخفض كميات أكسيد النيتروز المنبعثة، كما تُستخدم أشعة «جاما» والأشعة السينية المسرعة لعملية التغير الوراثى الطبيعية فى تربية النباتات لإنتاج أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية المقاومة للجفاف والملوحة والأمراض والآفات.
وتساعد التقنيات النووية فى دراسة المحيطات من خال استخدام النظائر النووية المشعة لقياس قدرة مياه البحر على تراكم الكربون، وتقييم تأثير مياه البحر فى منطقة معينة على الكائنات البحرية، بالإضافة إلى وضع سيناريوهات لتغير المناخ فى المستقبل.
ولفتت إلى أنه سيكون للمحطة انعكاس كبير على تحسين جودة حياة سكان المنطقة ومصر ككل، إذ ستنتج المحطة التى تبلغ قدرتها الكهربائية الإجمالية 4.8 جيجاوات، أكثر من 30 تيراوات/ ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا، كما أنها ستمنع انبعاث قرابة 15 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون سنويًّا، ما يعادل نحو 7% من جميع انبعاثات غازات الدفيئة التى تتولد فى الباد، نظرًا إلى أن المحطة النووية تتسم بانبعاثات صفرية لغازات الاحتباس الحرارى. وبذلك ستقدم محطة الضبعة النووية مساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما فيها الهدف السابع «طاقة نظيفة وبأسعار معقولة،» والهدف الثالث عشر «العمل المناخى»، الذى يسعى إلى منع انبعاث ما يبلغ 15 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون سنويًا.
وأشارت إلى أنه ستُبنى على مقربة مباشرة من موقع المحطة مجموعة من مرافق البنية التحتية الاجتماعية، بما فيها مدرسة ومكتبة ومركز طبى وماعب رياضية ومتاجر ومطاعم، كما يشمل المشروع إجراء مراقبة الحالة البيئية ومعالجة مياه الصرف الصحى، بالإضافة إلى توفير حماية الأسماك عند تجهيز شبكة تغذية المحطة بالمياه.
وشددت على أن مشروع محطة الضبعة سيحفز تطور التقنيات النووية لإنتاج الطاقة فى القارة الإفريقية، بفضل تطوير مراكز صناعية يشارك فيها منتجون محليون وشركات بناء محلية، كما أن الخبراء الذين اكتسبوا الخبرة فى مشروع الضبعة يمكن أن يساعدوا فى تنفيذ مشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية فى بلدان أخرى، لذا نأمل أن يكون لمشروع الضبعة تأثير إيجابى على تحقيق التنمية المستدامة والازدهار فى العديد من الدول الإفريقية الأخرى.