Al Masry Al Youm

لماذا نحبُّ فيروز؟

- ٧ ستات د. حبيبة محمَّدى

فيروز، الصوتُ الذى يُحرِّضُنا على الفرحِ، رغم أحزانِنا!.

ما من بيتٍ فى الوطن العربى، يخلو من صوتِ فيروز، رفيقة طفولتنا وذكرياتنا، وصديقة أحلامنا!. فيروز، هى الصوت المتميّز الاستثنائى، بالمعايير التقنيّة، هى الحنجرة الذهبية، أما بمعايير الرّوح فهى الصوت الملائكى!.

لُقبت بألقاب كثيرة، منها «جارة القمر»، «سفيرتنا إلى النجوم»، وغيرهما من الألقاب، لكنْ يظل لكلِّ منّا علاقة خاصة مع صوت فيروز، ويُلقبّها كما يشاء!. بالنسبة لى، إنَّها ملجأ روحى حيث الشجن والنبل ورفيقة طفولتى وذكرياتى، صوتُها يصاحب روحى فى كلِّ مكانٍ وزمان!.

ولفيروز، مواقف وطنية وإنسانية كثيرة، هى أيقونة عروبتنا التى نروم، ووحدتنا التى نحلم!.

غنّتْ للبنان ولم تغادره أو تتركه يوما، حتى فى الحرب الأهلية، حيث تركه الكثير من الفنانن!، غنّتْ للقدس التى زارتْها ونالت مفتاحَها المصنوع من خشب الزيتون المُقدّس، غنَّتْ للثورة الجزائرية العظيمة وللمناضلة «جميلة بوحيرد».. إنَّها قدّيسة الغناء التى لم تتلوّث!.

لقد غنَّتْ لكلِّ الشعوب العربية وساندتْها بحنجرتها الملتهبة. فيروز التى نسمعها ونحن نشرب قهوتنا فى الصباح، ونحن فى الغربة يملؤنا الحنن إلى أوطاننا، تسمعها الُّروح التى تحّن إلى دفئها الأوّل، «من زمان أنا وشادى» أو «سوا ربّينا».. وغيرهما من الأغانى، حيث تأخذنا إلى مراتع طفولتنا البعيدة، لنلعب مع النجوم ونفرح!.

يسمعها المناضل الذى يدافع عن وطنه بالقلم أو على الحدود!.

صوتها، مُحرِّض على حبِّ الوطن وحبِّ الإنسان! لقد أجمعت الإنسانيةُ كلُّها على حبّها وتقديرها، لأنَّها صوتُ الإنسانية والإنسان فى كلِّ مكانٍ فى العالَم.

هى صوتُ فلسطن والقدس العتيق، وبيروت السلام،، هى شمسُ مصر التى عادت بصوتها الذهب.. هى تاريخٌ حافلٌ بتراتيل النغم الأصيل، والصوت الذى يجعلكَ تسافر إلى دنيا السمّو والمحبّة.

فيروز التى لُقبت أيضا بالعمود السابع ل«بعلبك»، ساهمتْ، بالتعاون مع «الأخوّين رحبانى»، فى إحداثِ ثورةٍ كبيرةٍ فى الموسيقى العربية.

(٢١ نوفمبر من العام ١٩3٥(، هو يوم ميلاد «نهاد وديع حداد» وهو اسمها الحقيقىّ، بينما على قلوبنا، تتربع «فيروز» التى نعرف!.

وحدها «فيروز» نستطيع أن نسمعها فى كلِّ الأوقات، وفى جميع حالاتنا وأحوالنا النفسيّة، إنَّها ضمادُ جراحِنا التى فى الرُّوح، والمرفأُ الجميل الذى تهدأُ عنده سفنُ أحزانِنا!.

وأعترف بأنَّ روحى لا تستطيع الاستغناءَ عن صوتِ فيروز، فلا يمرّ يومٌ، عندى، دون أن أسمعها - بصوتها وحده- تبدأُ نهاراتُنا الجميلة!.

وها قد نسّم علينا هواكِ العطر، وفى عيدك السابع والثمانن، باسمى الخاص وباسم كلِّ محبّيك فى الوطن العربى والإنسانية، أقول لكِ:

كلُّ سنة، بل كلُّ لحظة، وأنتِ على قيدِ الحياةِ والإبداعِ والعطاءِ، يا أيقونةَ الغناءِ العربىّ، يا حبيبتنا «فيروز» الخالدة فى وجداننا.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt