Al Masry Al Youm

عودة الحركة لطبيعتها

- أمينة خيرى ‪aminakhair­y@ gmail. com‬

الأسبوع الماضى، بسبب التخطى الخاطئ وما يسمى «اختلال عجلة القيادة» فى يد السائق انقلب باص فى ترعة فى الدقهلية وأزهقت ٢٢ روحا. وقبلها نجا سائق الباص بنفسه وقفز من الشباك. من نجوا قالوا إنه كان يتعاطى مخدرات ويتحدث فى الهاتف المحمول أثناء القيادة، وتحاليله أثبتت تعاطيه مواد مخدرة. فى الأسبوع نفسه، فاضت أرواح عشرة أشخاص على طريق الداخلة- الفرافرة فى تصادم سيارة نقل ثقيل بميكروباص. قبلهما بأيام قليلة، لقى سبعة أشخاص مصرعهم فى تصادم سيارتى ميكروباص على طريق سوهاج الصحراوى الشرقى. بعدها بأيام قليلة، وقع تصادم بن باص ركاب وتريلا وأٌهِدرت أرواح ١٢ مواطنا، وذلك على طريق الزعفرانة. وفى الأسبوع الأخير من أكتوبر، مات ثمانية عمال زراعين فى تصادم بن سيارة نقل وتروسيكل فى البحيرة. فى تلك الأثناء، كان تصادم مروع بن تريلا وتوك توك قد أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص على طريق برقن- السنبلاوين. كما كان ١١ شخصا بينهم عشرة من أسرة واحدة قد فاضت أرواحهم فى حادث ميكروباص بسيارة نقل على طريق المنصورة- جمصة. ولمن يعتقد أن هذه المآسى حكر على الطرق السريعة خارج المدن والمربعات السكنية، فإنه بالإضافة إلى رؤى عن المعايشة اليومية التى تؤكد أن خطر الحوادث الداهم يتربص بالجميع أينما كانوا، فإن الحادث الذى وقع فى مدينة نصر قبل يومن مجرد مثال. اصطدمت سيارة تقودها شابة ومعها ثلاث أخريات بحاجز خرسانى، فلقيت مصرعها وأصيب من معها. تضاربت الأقاويل بن قول إحدى الناجيات إن شابا قرر أن يعاكسهن ما تسبب فى وقوع الحادث، وبن نفس الداخلية لحدوث «معاكسة» أو «مطاردة»، لكن ما يهم هو أن النتيجة واحدة. حوادث السير القاتلة مستمرة فى حصد الأرواح. وليس هناك ما هو أفدح من الحصاد سوى اختزال ما يجرى فى: القضاء والقدر، صرف تعويضات لأهالى الضحايا، رفع آثار الحادث، عودة حركة المرور إلى طبيعتها. وهذه الأخيرة هى أكثرها قسوة. «عودة الحركة إلى طبيعتها» تعنى انتظار وقوع مأساة جديدة مع الاستعداد لصرف التعويضات ورفع الآثار، وهلم جرا. انتشار الكاميرات على العديد من الطرق من أفضل ما حدث أخيرا، لكن أتعجب من انتشار الكاميرات، ورغم ذلك استمرار طيران السيارات على الطرق والقيادة بأسلوب الغرز والمقصات. قبل ساعات تابعت حركة سيارة «ثمناية» على طريق صلاح سالم فى عز الزحام وبدا الأمر وكأن المشهد الهزلى خيال. قائد السيارة حتماً إما مريض عصبيا ونفسيا أو تناول لتوه مواد مخدرة عميقة الأثر. جنون قيادته كان أسطوريا. لكن مر الجنون بشكل عادى ما ساهم فى جعل المشهد أكثر هزلاً. نحن حرفيا نغرق فى الترع وتقفز بنا الباصات وتصطدم التكاتك بالتريلات والباصات بالقطارات والتروسيكل­ات بالنقل الثقيل والقائمة معروفة ومرئية. جهود الداخلية عظيمة. وتوسعة الطرق رائعة. لكن واقع الحال على الطرقات مأساوى.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt