Al Masry Al Youm

«المنصور للسيارات» والسيارات الكهربائية !

-

تحدثنا كثيراً عن «السيارات الكهربائية».. مميزاتها وعيوبها.. خصائصها ومواصفاتها.. أسعارها وضرائبها وجماركها.. مدى ملائمتها للأجواء المصرية وهل هى تصلح أن تكون بديلاً نهائياً وتاماً ل«سيارات البنزين» العادية التى تعودنا على استخدامها.. ولم نتخيل أن نكون فى موقف نختار بينها وبين نوع أخر.. غريب وعجيب كثيراً بالنسبة لنا !

على مدار ما يزيد عن عامين.. وربما أكثر.. كنا نحن الصحفيين المتخصصين فى الكتابة عن السيارات.. نتناول «قضية السيارات الكهربائية» بكثير من الشرح والتفصيل.. و «الإطالة» أحياناً.. خاصة مع ورود «أنباء دولية» عن إعتزام شركات السيارات الأوروبية والأمريكية إيقاف إنتاج سيارات «البنزين» خلال أعوام ليست بعيدة واستبدالها بأخرى كهربائية المنشأ والشكل والأداء.. وأيضاً «أنباء محلية» من داخل بلدنا تؤكد حرص الحكومة على فتح المجال أمام السيارات الكهربائية.. ودعمها لكل شركة تتحدث وتفكر وتتخذ خطوات جادة فى هذا الإتجاه.. وأيضاً مع صدور قرارات من الدولة بإعفاء هذه السيارات من الجمارك مما يساهم فى «تخفيف» أسعارها على المستهلك المحلى.. رغم أنها الأن أصبحت طبعاً فى «خانة» السيارات غالية الثمن.. مثلها مثل نظيراتها التى تعمل بالبنزين !

المهم.. تحدثنا طويلاً وكتبنا كثيراً وناقشنا كافة الأمور التى تتعلق بالسيارات الكهربائية.. «وقتلناها بحثاً» على مدار أسابيع وشهور طويلة وكثيرة.. ويجب أن أعترف بكل صراحة ووضوح ومصداقية.. أن النتيجة كانت -حتى وقت قصير جداً- تقترب كثيراً من «رقم صفر».. يعنى ولا الشركات العاملة فى بلدنا خرجت علينا وأعلنت عن خطط وأفكار ومشاريع جادة وعاجلة تخص السيارات الكهربائية.. ولا حتى رأينا مؤتمرات وإجتماعات ومناقشات وأراء.. تخص هذه السيارات أو تكشف عن طرازات بعينها قادمة فى الطريق إلى السوق المصرى فى غضون فترة قصيرة.. أو حتى تصريح من «مسؤول واحد» داخل شركات السيارات يؤكد أنه مع حلول «سنة كذا» سيكون لدينا عدد من الطرازات الكهربائية المستوردة من الخارج.. جنباً إلى جنب مع طرازات أخرى جاهزة للتصنيع فى بلدنا.. بأسعار مغرية جداً للزبون المصرى بعد أن تم بالفعل الإتفاق مع «مصنع كذا» لبدء العمل فى خطوط إنتاج جديدة تصل فى وقت قريب بعد أن توافق «المالية والبنك المركزى» على فتح الإعتمادات وتوفير الدولارات !.

فى الحقيقة.. وبدون «لف ودوران».. كل هذا لم يحدث أصلاً.. لم نرى تحركات جادة وحقيقية على أرض الواقع.. من جميع الأطراف بلا إستثناء.. فيما عدا بعض الكلام «غير الموثق» والتصريحات «غير الرسمية».. والأنباء «غير المؤكدة».. حول تصنيع وتجميع وإنتاج وإستيراد.. السيارات الكهربائية !

«هوجة» السيارات الكهربائية التى يتحدث عنها العالم كله.. ونحن أيضاً فى مصر بالتبعية.. لم تسفر عن أى شيء يذكر سوى قيام بعض تجار السيارات باستيراد طرازات معروفة أو مجهولة من السيارات الكهربائية للسوق المحلية.. وعرضها أمام الناس فى معارض صغيرة.. أو على أرصفة الشوارع ومحلات الموتوسيكل­ات والعجل ولعب الأطفال.. وطبعاً بعض «المواطنين» تحمس للفكرة وفكر فى التجربة والشراء.. منهم من كان «حظه كويس» وعاشت معه السيارة لعدة شهور.. والبعض الأخر كان أقل حظاً.. «فباظت» السيارة بسرعة.. ومنهم «مواطن» سيء الحظ جداً.. إشترى سيارة كهربائية غالية الثمن جداً.. ماركة فولكس ڤاجن الألمانية الشهيرة والعريقة.. وباع سيارته الفاخرة للدخول إلى عصر السيارات الكهربائية الحديثة.. وبعد عدة أسابيع.. إحترقت السيارة الألمانية الجميلة.. تحولت إلى قطعة من «الخردة» و«الهيكل المحطم» خلال دقائق قليلة رغم محاولات إطفائها بكل السبل والوسائل.. والسبب طبعاً أن السيارة كانت مشتراه من «لوط» سيارات منتهية الصلاحية وغير قابلة لإستخدام الأدمى.. لا تضمنها شركة محترمة ولا يصونها وكيل شهير.. و لا ينفع أن يشتريها مستهلك عاقل !

وسط كل هذه الحالة «الضبابية» الموجودة داخل سوقنا المحلية عن السيارات الكهربائية ووضعها الحالى داخل بلدنا.. ومستقبلنا معها.. بادرت شركة «المنصور للسيارات» باتخاذ خطوات حقيقية وجادة.. على أرض الواقع.. بعيداً عن التصريحات والوعود و الآمال والأحلام.. فى غضون «أسبوعين فقط».. نجحت فى تغيير الأفكار ولفت أنظار الجميع ناحية السيارات الكهربائية.. فبدأت بالتواجد القوى والمؤثر داخل فاعليات مؤتمر المناخ العالمى بشرم الشيخ.. حيث شاركت ب 150 سيارة كهربائية لنقل ضيوف مصر بمختلف جنسياتهم ومراكزهم ومناصبهم.. ونجحت فى تقديم أول رسالة من نوعها.. من مصر إلى العالم أجمع.. تؤكد أن بلدنا لديها فعلاً سيارات كهربائية جاهزة للعمل والإستخدام.

والأسبوع الماضى أقامت «المنصور للسيارات» بالتعاون مع جنرال موتورز العالمية مؤتمر صحفى ضخم للكشف عن السيارة الكهربائية بالكامل «كاديلاك ليريك» وذلك فى حضور قيادات الشركتين.. المصريين والأجانب.. فى أول خطوة من نوعها تحدث فى بلدنا.. وتخص حاضر ومستقبل السيارات الكهربائية.. والإعلان عن عرض هذه السيارة للبيع أمام المصريين فى غضون شهور قليلة.. مع تقديم عدد 5 سيارات كهربائية تماماً من كاديلاك بحلول عام ٢0٢5 !

السيارة «كاديلاك ليريك» شاهدناها جميعاً خلال الإحتفال الضخم.. إنبهرنا بها تماماً.. تحتوى على كل شيء.. وأى شيء تحلم به وتتمناه داخل سيارة.. هذه السيارة يمكنها بسهولة أن تجعلك «تنزل» من سيارتك البنزين الفارهة وتجرى لشرائها وإقتنائها فوراً.. وتكون سعيد وطاير من الفرحة !

برافو «المنصور للسيارات».. «سبقتم بخطوة» فى مجال السيارات الكهربائية.. ننتظر تحركات جادة ومبهرة من باقى توكيلاتنا وشركاتنا.. اليوم فقط أستطيع أن أكتب بقلمى عبارة واضحة وصريحة تقول: «بلدنا على أعتاب عصر السيارات الكهربائية» ..! للحديث بقية.. فلا تذهبوا بعيداً.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt