Al Masry Al Youm

هل سرق «الدريس كود» الأنظار من أفلام الدورة ال44 للمهرجان؟

طارق الشناوى: «حشمة ولائق» كلمتان فضفاضتان بمعنيهما ترميم فيلم «الاختيار» وإعادة عرضه من النقاط المضيئة فى المهرجان ⏮ ظل حسين فهمى يعلّق على مسألة جدل الملابس خلال الأيام الأولى من المهرجان

- مادونا عماد تصوير- فاضل داوود

اختيار الفنانين عنصر الإبهار بالفعاليات والمهرجانا­ت الفنية المصرية بات عادةً تلاحق الفنانين واحدًا تلو الآخر، تحديدًا خلال السنوات الأخيرة، سواء بين الرجال أو النساء بالوسط الفنى، وأصبح اختيار الإطلالات الخارجة عن المألوف بمجتمعاتنا العربية هو وسيلة المشاهير لإثبات الحضور بالتصاميم والألوان المُبهرة.

بالتالى، سعى الفنان حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، للوقوف فى وجهها، مطالبًا أبناء الوسط الفنى بالتحلى ب«البساطة»، وتحدث قبل أيام من انطلاق المهرجان حول اهتمام الفنانين بطريقة «مبالغ بها» بتصاميم الملابس وقصّات الشعر أكثر من التركيز على الحفل السينمائى، وهو ما يرفضه، إذ يجد تلك التصرفات تبدل ملامح المهرجانات الفنية لتبدو أقرب إلى كونها مجرد عروض أزياء، قائلًا: «ده بقى ديفليه مش مهرجان سينما».

ورغم تلك المطالبات، افتتحت فعاليات الدورة ال 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى خلال الأيام الأولى من المهرجان أى منذ حوالى أسبوع، إلا أن بعض الفنانين لم يلتزموا بالتعليمات والإرشادات الخاصة بأزيائهم، وعلى رأسهم مدير المهرجان المخرج أمير رمسيس، حيث ارتدى سترة بيضاء، فى مخالفة صريحة لل «دريس كود» الذى ينص على أن يرتدى الرجال بذلة سوداء وربطة عنق سوداء.

كما ارتدت الفنانة اللبنانية دومينيك حورانى فستانًا أحمر عارى الظهر، ما يعد مخالفًا لل«دريس كود»، والذى يجبر الفنانات على ارتداء فستان طويل بإطلالة رسمية، فيما لم تكن إطلالة الفنانة هدى المفتى مناسبة لحفل الافتتاح، فقد اعتمدت إطلالة بليزر طويل باللون الأسود، وبنطلون من الدانتيل بالكامل دون بطانة.

فيما لم تلتزم زوجة كريم فهمى ب«الدريس كود»، وذلك باختيارها أن تظهر للوهلة الأولى بفستان باللون الفيروزى وصيحة الأوف شولدر مفتوح بفتحة ساق، واختارت ميريهان حسين الظهور بفستان باللون البيج مزود ببطانة شفافة باللون الفضى، واعتمدت مكياجًا ترابيًا. وظهرت هبة السيسى فى حفل الافتتاح بفستان طويل بأكمام، ولكن بقماش شفاف لامع، ما جعله يظهر بشكل جرىء ومزود بغطاء رأس باللون الأخضر الفاتح.

فيما أثارت الفنانة هند عاكف فى اليوم الأول من المهرجان الجدل عند حضورها مهرجان القاهرة السينمائى، فجاء ظهورها مخالفًا للشروط التى وضعها الفنان حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى وال«دريس كود». أطلت الفنانة هند عاكف وهى ترتدى فستانا ملصقا عليه بعض صور الفنانين، وهو ما يخالف قواعد المهرجان وال«دريس كود».

ولم تلتزم الفنانة سلمى أبوضيف بالشروط التى وضعها رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى اليوم الأول بالمهرجان، إذ حلت ترتدى فستانا أسود اللون مفتوحا. وحطم الفنان أحمد الفيشاوى قاعدة «الدريس كود» ببدلة وردية، رغم أن حسين فهمى شدد على ارتداء جميع الحضور بذلة سوداء، وهو ما وصفه ب «دريس كود» المهرجان، كما ارتدى «حلقين» فى مشهد لفت أنظار الجميع. تدريجيًا، تراجعت تلك الإطلالات لكنها لم تختفِ تمامًا خلال أيام المهرجان الذى اختتم فعالياته الفنية أمس الأول الثلاثاء، إذ باتت الفساتين أقرب إلى الكلاسيكية مُبتعدة قليلًا عن عامل الغرابة.

فيما أوضح الفنان حسين فهمى موقفه من اختيار إطلالات غير رسمية قبل أيام من انطلاق المهرجان الأسبوع الماضى، خلال برنامج «حبر سرى» المذاع عبر قناة «القاهرة والناس»، وذلك فى إجابة عن سؤال: «ما هى الملابس التى ترغب فى منعها بمهرجان القاهرة السينمائى؟».

ويجيب: «أنا لا أحب المبالغة فى أى شىء، نحن نسافر طوال عمرنا مهرجانات دولية، ولكل مهرجان كود، بالنسبة للرجال يلبسون بدلة )سموكين( وفى حالة دخل مصور إلى مهرجان عالمى ببدلة وحذاء رياضى يخرجونه من المهرجان لأنه لابد من ارتداء حذاء رسمى أسود، وذلك وقع أمامى». تابع: «النساء عليهن ارتداء فساتين سهرة.. لماذا المبالغة؟! المبالغة فى اختيار ملابس مفتوحة أو غريبة فى إطلالتها.. البساطة فى الملابس أفضل».

كانت رانيا يوسف خرجت قبل أسابيع من المهرجان لانتقاد تعليقات الفنان حسين فهمى، بمجرد إطلاقه تصريحات بشأن «الدريس كود»، وقالت: «مستغربة من شروط حسين فهمى بشأن أزياء مهرجان القاهرة السينمائى، وهخترع بدلة باسمى فى الدورة الجاية». وخلال البرنامج علّق على انتقاد رانيا يوسف وهو يضحك قائلًا: «رانيا صديقتى، وهى تلاعبنى وأنا ألاعبها»، رافضًا كشف كيف رد على كلماتها، مبررًا ذلك بأنها ردة فعل يفضل أن تبقى فيما بينهما، قائلًا للمذيعة: «عديها لأنه كان بينى وبينها».

على الجانب الآخر، يجد الناقد الفنى طارق الشناوى تركيز الفنان حسين فهمى على قواعد الملابس بطريقة مشددة «اهتماما زائدا على الحد»، وقال الشناوى ل«المصرى اليوم»: «يوجد اهتمام زائد على الحد من الفنان حسين فهمى بالملابس أو الكود بشكل مبالغ فيه.. الفنانون بلغوا سن الرشد ويعرفون ما عليهم ارتداؤه وما لا يناسبهم وهى إهانة إلى الفنان )مايصحش)».

واستكمل طارق الشناوى كلماته لافتًا إلى أن «حشمة ولائق» هما كلمتان فضفاضتان بمعنيهما، واستطرد: «ما يعتبره شخص ملابس محتشمة يعتبره آخرون فجورا». وأوضح: «أصبحنا نتدخل فى حياة الآخرين واختياراته­م وكأننا نمارس عليهم دور شرطة الملابس أو الآداب، لابد أن نكف عن هذه الأمور، علينا ألا نتدخل فى حياة الناس بتلك الطريقة.. وحينما يأتى التدخل من الفنان حسين فهمى تكون مفاجأة».

وأشار الناقد الفنى إلى أن الفنان حسين فهمى على دراية كبيرة بالمهرجانا­ت، ويدرك أن تلك الأمور نسبية ولا تحتاج إلى تدخلات مستمرة، وأضاف أنه من يرتدى ملابس تسبب الجدل تؤدى وسائل التواصل الاجتماعى دورها النقدى تجاه هؤلاء الفنانين، وعبر عن رفضه إطلاق قرار رسمى بأنه يعتبر تلك الخطوات تعليمات ضد الفنان المصرى. فيما اختتم كلماته قائلا: «لا أريد أن نمنح الموضوع أكبر من حجمه.»

وربما التركيز على «الدريس كود» دام حتى منتصف أيام مهرجان القاهرة السينمائى، ثم تشتت انتباه الجمهور تجاه الشكل والهدف العام للمهرجان، وهو التركيز على الأعمال الفنية المشاركة بالمهرجان، كما ظل الفنان حسين فهمى يعلّق على مسألة جدل ال«دريس كود» خلال الأيام الأولى من المهرجان، فيما تسببت عدة أحداث فى إبعاد الأعين عن مضمون المهرجان السينمائى، مثل موقف رفض الفنان حسين فهمى التقاط صورة من الإعلامية بوسى شلبى، وكان للمشهد وقعه على الجمهور، إذ بات مادة للأحاديث والمناقشات البعيدة كل البعد عن الرسالة الفنية، إذ ظهرت

بوسى شلبى وهى تستعد للوقوف بجوار الفنان وزوجته لالتقاط صورة تجمعهم وما كان من رئيس المهرجان إلا الرفض فى صمت مبتعدًا عن السجادة الحمراء وتلاحقه الإعلامية فى مشهد حفز إطلاق العديد من التكهنات بشأن أسبابها.

فيما وقعت أزمة فى توزيع دعوات حفل افتتاح المهرجان، وأكد المخرج عمرو عابدين وجود تقصير فى القسم المسؤول عن الدعوات، وقال: «أعلم أن السيد رئيس المهرجان وأخى المخرج أمير رمسيس ليست لهما علاقة بما حدث، وإنما أرى أنه لا توجد أمانة فى توزيع الدعوات».

وتأتى من بعدها محطة تكريم الفنانة لبلبة والاحتفال بيوم ميلادها على المسرح وبحضور الجميع، والتى انعكست بصورة إيجابية على المهرجان لكنها سحبت النظرات تجاهها لعدة أيام متتالية، إذ عبر الحضور عن سعادتهم بتكريم الفنانة ووقفوا لدعمها والتصفيق لها تقديرًا لتاريخها الفنى الطويل الممتد منذ نعومة أظافرها. ومنحها الفنان حسين فهمى جائزة الهرم الذهبى على المسرح، كما كشفت خلال كلمتها مدى سعادتها بالتكريم، حيث اعتبرته تحقيقا لأمنية والدتها التى طالما توقعت فوزها بالجائزة.

فيما تصاعدت أزمة عدم توافر تذاكر لحجز فيلم «19 ب»، عقب مرور ساعات قليلة من طرحه، ورد الناقد أندرو محسن، مدير المكتب الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى، قائلًا: «بالفعل حدثت مشكلة تخص عدم وجود تذاكر لحضور الفيلم، فقد حصلت الشركة الخاصة بالفيلم على عدد تذاكر محدد بالاتفاق المسبق مع إدارة المهرجان، وما يشاع أن الشركة اشترت التذاكر بالكامل غير حقيقى، لكن ما حدث كان نتيجة خطأ ولن يتكرر».

ووسط القيل والقال، حاربت بعض المشاركات الفنية للأعمال السينمائية بالمهرجان لإثبات وجودها، حيث تم عرض فيلم «الاختيار» بعد ترميمه، وهو إخراج يوسف شاهين وتأليف نجيب محفوظ، والذى يعتبر من الأعمال الفنية النادرة، لذا كان لعودة عرضها أثر على الخطة الفنية للمهرجان، والفيلم بطولة سعاد حسنى وعزت العلايلى وهدى سلطان وهو إنتاج 1971. كما عرض فيلم )السباحتان( للمخرجة المصرية الإنجليزية سالى الحسينى قضية اللاجئين، وتدور أحداثه حول شجاعة فتاتين سوريتين فى خوض مغامرة الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا، لتحقيق حلم المشاركة فى الألعاب الأوليمبية. الفيلم بطولة الشقيقتين اللبنانيتي­ن ناتالى ومنال عيسى، والمصرى أحمد مالك، والسورية كندة علوش، والفلسطينى على سليمان، والألمانى ماتياس شفيجوفر، والبريطانى جيمس كريشنا فلويد، وتدور أحداثه خلال 134 دقيقة بين سوريا وتركيا وألمانيا والمجر واليونان.

وأيضا فيلم « » وهو فيلم دراما ‪The Son‬ أمريكى من إخراج فلوريان زيلر، وبطولة هيو جاكمان، لورا ديرن، فانيسا كيربى، هيو كوارشى وأنتونى هوبكنز، صدر الفيلم فى الولايات المتحدة فى 11 نوفمبر 2022.

 ?? ?? حسين فهمى وبوسى شلبى
حسين فهمى وبوسى شلبى
 ?? ?? خالد يوسف وشمس الكويتية
خالد يوسف وشمس الكويتية
 ?? ?? سميرة أحمد
سميرة أحمد
 ?? ?? بسمة
بسمة
 ?? ?? نور
نور
 ?? ?? أحمد مجدى
أحمد مجدى
 ?? ?? جمال سليمان
جمال سليمان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt