خرافة الكوليسترول الجيد.. لا يقى من خطر الإصابة بأمراض القلب
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض القاتلة فى العالم، حيث تودى بحياة حوالى 18 مليون شخص كل عام. ومن هذا المنطلق أفاد مجموعة من الباحثين فى المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة بأنه لا يوجد شىء اسمه الكوليسترول «الحميد»، وأثبتوا بالدراسات أن هذا النوع من الكوليسترول لا يحمى من أمراض القلب والأوعية الدموية، بل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بها.
وكونه معروفًا طبيًا باسم البروتين الدهنى مرتفع الكثافة، أفاد فريق الباحثين بأن المستويات المنخفضة منه لها علاقة بالإصابة بالنوبات القلبية فى ذوى البشرة البيضاء، لكن مخاطر هذه الإصابة لم يتم إثباتها بين ذوى البشرة السوداء. وأثبتت الدراسات كذلك أن المستويات المرتفعة لهذا الكوليسترول كانت لها تأثيرات ضارة لكل من العرقين.
تقول الباحثة ناتالى بامير، أستاذة مساعدة فى الطب فى معهد نايت للقلب والأوعية الدموية فى جامعة ولاية أوريجون الأمريكية للصحة والعلوم: «كان الهدف من الدراسة هو إعادة تصحيح هذا المعتقد الراسخ الذى يصنف البروتين الدهنى مرتفع الكثافة على أنه مفيد، وتطبيق مدى صحة هذه النظرية على جميع الأعراق. وجدت دراستنا أنه حتى أقل مستويات الكوليسترول الجيد ضارة، بغض النظر عن العرق».
فيما تؤكد الدراسة على أن الكوليسترول يؤدى إلى انسداد الأوعية الدموية، لا سيما أنه يحدث صراع فى مجرى الدم بين الكوليسترول «الضار» الذى يفرز الدهون فى الشرايين، والكوليسترول «الحميد» الذى يحاول إزالة الدهون الضارة منها.
ونظرت الباحثة بامير وبقية فريق الباحثين فى كيفية تداخل مستويات الكوليسترول لدى البالغين فى منتصف العمر الذين لا يعانون من أمراض القلب، ووجدت أن أولئك الذين لديهم زيادة فى الكوليسترول «الضار» ودهون الدم الضارة التى تسمى الدهون الثلاثية زادت لديهم بشكل طفيف مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أثبتت هذه الدراسة الأولى من نوعها أنه حتى المستويات المنخفضة من الكوليسترول الحميد كان لها علاقة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين البالغين من ذوى البشرة البيضاء.
تقول بامير «آمل من خلال هذه الدراسة أن تتم إعادة النظر فى خوارزمية التنبؤ بالمخاطر لأمراض القلب والأوعية الدموية وعلاقة ذلك بالكوليسترول الحميد».