Al Masry Al Youm

صحافة الفرجة والنجم الذى كان

- ياسر أيوب ‪yaserayoub­810@ gmail. com‬

من المونديال إلى النوم على الرصيف.. ومن الشهرة والأضواء كنجم دولى لكرة القدم إلى انتظار أى عابر يعطيه القليل من المال ليشترى طعاما.. ومن مدرب فاز ببطولات دولية ويحلم بالمزيد إلى متشرد أصبح حلمه الوحيد هو النوم فى حديقة أو محطة قطار أو أمام كنيسة دون أن يلقى البوليس القبض عليه.. وكانت هذه هى حكاية بول جيمس الذى ولد 1963 فى مدينة كارديف فى ويلز.. وهاجر إلى كندا ولعب هناك لأكثر من ناد وانضم للمنتخب الكندى ..1983 ومع المنتخب لعب فى دورة لوس أنجلوس الأوليمبية 1984 وفاز ببطولة أمم أمريكا الشمالية والوسطى 1985 وتأهل مع زملائه لنهائيات المونديال 1986 لأول مرة فى تاريخ كندا.. وتم تعليق صورته فى القاعة الشرفية لنجوم الكرة الكندية.. وعقب اعتزاله تولى بول تدريب عدد من الأندية ثم قاد منتخب سيدات كندا تحت 21 سنة للفوز ببطولة أمريكا ومنتخب شباب تحت 12 للتأهل لكأس العالم.. واستمرت نجاحات وحياة بول جيمس حتى أدمن المخدرات.. ومنذ ثلاثة أيام نشر جيمس شاربى فى جريدة ديلى ميل الإنجليزية حكايته مع بول حين رآه فوق أحد أرصفة لندن يجلس تحت غطاء يحميه من البرد وينتظر أى نقود من أى أحد ليأكل.. ويسعده جدا حين يتعرف عليه ويتذكره أحد المارة فيأتى له بطعام أو كوب قهوة.. ولم يكن ما كتبه جيمس شاربى فى الديلى بيل منذ ثلاثة أيام هو المرة الأولى التى يلتفت فيها الإعلام لمأساة النجم الكروى الذى كان.. فمنذ خمس سنوات.. كتبت الصحفية الكندية مارى أورمسباى عن بول جيمس الذى كان أحد أشهر وأهم نجوم الكرة الكندية وانتهى به الحال بلا سكن أو عمل ويقضى أيامه نائما فى حدائق وشوارع مدينة تورنتو.. وما كتبته مارى فى 2018 هو نفس الذى كتبه جيمس فى ..2023 الفارق الوحيد كان أن حدائق تورنتو أصبحت أرصفة لندن.. وفيما عدا ذلك اتفق الاثنان على أن إدمان المخدرات كان السبب فى هذه النهاية الحزينة غير المتوقعة لمن كان نجما كرويا كبيرا.. وحين عثر عليه جيمس فى لندن.. كان بول بلا أى وظيفة أو دخل منذ 13 عاما وبلا بيت منذ 6 أعوام.. فقد فصلته جامعة يورك بعد ثبوت إدمانه ولم ينجح فى العثور على أى وظيفة وفقد الأمل والثقة فى أى أحد.. ولم يستوقفنى ما جرى للنجم الكبير باعتبار أن هذا الضياع هو نتيجة حتمية للغرق فى بحر الإدمان.. إنما المزعج كان أن تتعامل معه الصحافة الكندية والإنجليزي­ة كمجرد سبق صحفى عن نجم سابق ينام فى الشوارع دون عمل ومال وبيت ثم لا شىء بعد ذلك.. تماما مثل الذى يرى حادثا أو حريقا فيحرص على تصوير ما يجرى ليعرضه على الناس وليس المساعدة ومحاولة الإنقاذ.. كأن الكنديين والإنجليز باتت غايتهم هى الفرجة على بول وليس علاجه وإنقاذه أو البحث عن عائلته وإعادته للحياة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt