Al Masry Al Youm

محمد هنيدى فى «نبيل الجميل».. «لف وارجع تانى»!

- أنا والنجوم طارق الشناوى يكتب: tarekelshi­nnawi@yahoo.com

حقق فيم )نبيل الجميل أخصائى تجميل( إيرادات فى الأسبوع الأول لا يمكن إنكارها، كما أننى لا أنكر أيضا أننى استسلمت للشاشة ووجدت نفسى أشارك الجمهور فى الضحك، وهو قطعا هدف نبيل من نبيل الجميل، إلا أن محمد هنيدى بحاجة إلى الضحك وأشياء أخرى، لم تتحقق تلك الأشياء الأخرى، التى تمنح هنيدى سنوات قادمة على الشاشة.

لم ينتقل هنيدى لمنطقة درامية أخرى، مغايرة للشخصية التى قدمها على مدى تجاوز 30 عاما، الشاب الذى ينتظر الزواج من فتاة شابة حسناء، هنيدى يتحرك داخل نفس الرقعة الدرامية- محلك سر- تتغير الحسناء، وهو أبدا لا يتغير.

إليكم هذه الحكاية، عندما بلغ فريد شوقى الخامسة والخمسن من عمره قرر أن ينتج فيلم )ومضى قطار العمر( 1975، لينطلق على قضبانه إلى مساحة مغايرة تماما، لما تعود عليه جمهور السينما بنوعيه )الترسو والبريمو(، أقصد سينمات الدرجة الثالثة والأولى، فهو )شجيع السيما( الذى يقهر الجميع، ولم يكن المشاهد يرضى بأقل من عدد خمس خناقات، فى كل فيلم يشبع فيها خصميه اللدودين محمود المليجى وتوفيق الدقن ضربا، ناهيك عن قتل وضرب عدد من الكومبارس يتجاوز المائة، وكان التوزيع الخارجى فى العالم العربى يحصى بدقة عدد الضربات التى توجهها قبضة فريد شوقى.

يوما ما أطل فريد من شرفة منزله على الشارع، وأدرك أن هناك تغييرا اجتماعيا لاحظه فى لعب أطفال الحى فلم تعد لعبتهم المفضلة )عسكر وحرامية( ولكن )كاراتيه(، وأيقن أن أسلوب الضرب على الشاشة يجب أن يتغير، وعندما أطل فريد مجددا على المرآة ورأى بصمات الزمن واضحة على وجهه، تأكد أيضا أنه لم يعد فى مرحلة عمرية تسمح له بكل هذا المعارك، وبالفعل منحه هذا الفيلم )الميلودرام­ى( أكثر من عشرين عاما على القمة، ظل فيها ملكا متوجا على العرش.

النجم عليه أن يحسن الإنصات للناس، وأن يطل دائما على الخريطة الفنية، لاشك أن هنيدى يملك موهبة فطرية وحضورا وكاريزما، وكان صعوده لمقدمة )الكادر( بعد فيلم )إسماعيلية رايح جاى( حقيقة أكدتها بالأرقام إيراداته الاستثنائي­ة التى بدأت بعدها بعام مع )صعيدى فى الجامعة الأمريكية( 1998، وظل فى المقدمة خمس سنوات حتى جاءت القفزة الرقمية لمحمد سعد فى )اللمبى( 2002 وفى نفس الوقت هبوط تدريجى لهنيدى مع )صاحب صاحبه(، وترنحت إيراداته كثيرا، إلا أنه فى 2021 ومع شريف عرفة التقط طوق النجاة من عرفة فحقق رقما يتيح المراهنة عليه مجددا، ولعب نفس الدور، الشاب الذى يبحث عن عروس حسناء وكانت منة شلبى هى تلك الحسناء، قلت وقتها إنها قبلة الحياة وهذه المرة فى )نبيل الجميل( مع )نور( أكرر أنها ثانى قبلة للحياة.

إذا كانت شركات الإنتاج يعنيها أن تظل تعصر فى هنيدى وحضوره على الكاميرا حتى آخر قطرة، فإن هنيدى عندما ينتج لهنيدى عليه أن يفكر فيما بعد تلك القطرة، هنيدى أيضا صاحب فكرة الفيلم، وهو *الذى قرر أن يستثمر هنيدى بيده، وليس بيد أى

شركة إنتاج، منح الفكرة التى تتناول عمليات التجميل، للكاتبن أمن جمال ومحمد محرز، وأمسك بالفيلم المخرج الموهوب خالد مرعى، الذى ارتبط بتقديم عدد من أهم الأفام الكوميدية، أضع فى المقدمة )عسل أسود(، خالد بدأ مشواره مونتير والكوميديا إيقاع ولهذا تلمح على الشاشة دائما فى أفامه أن المونتاج

بطل، لا توجد على الشريط مغامرة على مستوى الصياغة الدرامية ولكن تكرار للمقرر السينمائى، حتى المشهد الذى يستعيد فيه على طريقة )البارودى( مشهدا من فيلم )شىء من الخوف( وهم يحاصرون منزل عتريس بالشعل النارية مرددين )جواز عتريس من فؤادة باطل( قدمه والفتوات يحاصرون هنيدى إخصائى التجميل، ابنة زعيم الفتوات الذى أدى دوره محمد رضوان، وهو ممثل نادر التواجد على الشاشة، رغم أن له طلة مميزة، تكتشف أن أكثر من فيلم كوميدى سبق وأن التقط نفس الفكرة التراجيدية.

من الواضح أن هناك تعاقدا مسبقا بن المخرج والجمهور بأن نمنح العقل إجازة ونضحك على تلك المفارقات، البلطجى محمود حافظ الذى يبدأ مع الوهلة الأولى، وهو يطلب من إخصائى التجميل محمد هنيدى إنقاذه والدماء تنزف، ويؤدى دورا محوريا فى الفيلم محمد سام، وكان بمثابة قائد أركان الضحك، انتزع مساحته الدرامية، سام من الفنانن الذين يتقدمون للجمهور خطوة خطوة، وتنشرح له قلوب الناس بمجرد رؤيته، وهو يقف على الخط فى انتظار فرصة يستحقها بطا على الشاشة.

أسند خالد مرعى دور شقيقة هنيدى إلى رحمة أحمد التى حققت نجاحا ملفتا فى رمضان الماضى، مسلسل )الكبير قوى( ولكنها هذه المرة، لم تضف شيئا

ولم يضف لها الدور شيئا، لا يوجد فى الحقيقة دور سوى أنها تعانى من فشل عملية التجميل التى أجراها لها شقيقها هنيدى، فصارت تشكل أكبر خطر على نجاح مشروع العيادة الخاصة، وأكبر خطر على تدفق الضحك فى الفيلم، كانت تبدو حما دراميا ثقيا.

مادلن طبر اختيار زكى من المخرج، توظيف جيد لمامحها على الشاشة، التى تبدو وكأنها خارجة توا من عملية تجميل، حتى إنه استغل أيضا جنسيتها اللبنانية فى تقديم جزء من الحوار الغاضب باللهجة المحببة للمصرين. الفيلم بن الحن والآخر ينتقد الاستسام، لما يعرف بإدمان عمليات التجميل التى كثيرا ما تلجأ إليه النساء وأيضا عدد من النجوم، إلا أن قليا جدا هم الذين يملكون الجرأة للإفصاح.

الفيلم أشبه بجراحة تجميل لهنيدى ليبدو على الشاشة أصغر من عمره، مامح هنيدى لا تزال تحتفظ بروح الطفل، ولكن هذا الطفل يعيش حاليا فى أخريات العقد السادس من عمره.

)إضحك كركر إوعى تفكر( أثناء عرض الفيلم، ولكن بعد العرض من حقك أن تفكر، تسأل نفسك هل من صالح هنيدى مواصلة أداء هذه الشخصية؟ سيكتشف هنيدى فى النهاية أنها حارة سد، وعليه أن )يلف ويرجع تانى( بشخصية تنطق بمامحه وعمره على الشاشة، وستفتح أمامه مواقف كوميدية نابعة من القلب لأنها أكثر مصداقية!!.

 ?? ?? بوستر فيلم «نبيل الجميل إخصائى تجميل»
بوستر فيلم «نبيل الجميل إخصائى تجميل»
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt