«الفم» بوابة انتقال الأمراض للجهاز الهضمى والتنفسى

10 ملايين مواطن استفادوا من مبادرة «صحة الفم والأسنان» «الصحة» تدعو ل«الزيارة الدورية» للطبيب مرة كل ٦ أشهر.. وعيادات خاصة لذوى الهمم دمج المبادرة مع «التأمين الصحى للطلاب» بهدف اكتشاف أمراض الأسنان واللثة مبكرًا

أطلقت وزارة الصحة والسكان، فى مارس الماضى، مبادرة لصحة الفم والأسنان، وبالرغم أنها لم تكن على نطاق واسع إلا أنها هامة وضرورية، وبصدد أن تصبح إحدى المبادرات الرئاسية نظرا لأهميتها.. «صحتك بالدنيا» تطرح فى التقرير التالى حصاد عمل تلك المبادرة وكذا خريطة أمراض الفم بمصر، من خلال لقاء مع الدكتور وليد حسن رئيس الإدارة المركزية لطب الأسنان بوزارة الصحة، والذى أكد أن «الفم» يعتبر بوابة العبور، التى من الممكن أن ينتقل خلالها العديد من الأمراض للجهاز الهضمى والتنفسى لذا ظهرت الحاجة لعمل مبادرة لصحة الفم باعتبارها من أكثر الأمراض التى تؤثر على صحة المواطن.

وأوضح «حسن» أن مبادرة صحة الفم مبنية على أربعة محاور رئيسية وهى التوعية الصحية، الاكتشاف المبكر لأورام الفم والتهابات اللثة، توصيل الخدمات الطبية للمناطق الأكثر احتياجا، دمج المبادرة مع المبادرات الرئاسية القائمة مثل مبادرة كبار السن، بجانب مبادرات رعاية الأمومة والحوامل، ومبادرات رعاية الأطفال وحديثى الولادة، موضحا أن الإدارة تعمل حاليا على التعاون مع هيئة التأمين الصحى لدمج مبادرة صحة الفم مع خدمات التأمين الصحى للطلاب من خلال مبادرات الصحة المدرسية التى تكشف عن الأنيميا والتقزم وأمراض السمنة بجانب صحة الفم من خلال المبادرة كإجراء وقائى لاكتشاف أمراض الأسنان واللثة لهذه السن الصغيرة من الطلاب.

وكشف رئيس الإدارة المركزية لطب الأسنان بوزارة الصحة، عن إطلاق 30 قافلة للمناطق الأكثر احتياجا، وقدمت المبادرة خدماتها العلاجية إلى 10ملايين و137 ألف مواطن، من خلال جميع المراكز والمستشفيات التى تشملها المبادرة فى الفترة منذ يناير الماضى وحتى يناير الجارى، وكان نوفمبر الماضى الأعلى، حيث بلغ عدد المواطنين المستفيدين من خدمات المبادرة به حوالى مليون و273 ألف مواطن.

كما أكد حسن على أن المبادرة لا يقتصر دورها على تقديم خدمات علاجية فحسب، ولكن تستغل المبادرة الإقبال الضخم من المواطنين على المراكز الطبية المختلفة، لتوعيتهم بضرورة وكيفية الاهتمام بصحة الفم من خلال ندوات للتثقيف بنوعية الأكل الصحى والأسلوب الصحيح لغسل الأسنان، مؤكدا على أن تلك الندوات لها تأثير إيجابى على المواطنين الذين كانت ثقافة الاهتمام بالفم لديهم تقتصر فقط على غسل الأسنان فقط، وقد بلغ إجمالى عدد الندوات التى قدمتها المبادرة من يناير الماضى وحتى الآن 27 ألفا و500 ندوة حضر خلالها 287 ألفا و750 مواطنا، ويزداد معدل الإقبال على تلك الندوات تدريجيا.

ولفت رئيس الإدارة المركزية لطب الأسنان بوزارة الصحة، إلى أن كل تلك الجهود المبذولة هى فى الأساس لتقديم خدمة علاجية تليق بالمواطن، وكذلك تمهيدا لتحويلها إلى مبادرة رئاسية حتى تكون تلافت جميع الأخطاء التى حدثت، حيث أُطلِقت المبادرة بصورة فعلية فى 20 مارس 2022 الماضى بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى لصحة الفم، وقد استحدثت المبادرة خلال الشهور الماضية العديد من الخدمات التى لم تكن موجودة من قبل مثل عيادات خاصة لذوى الهمم للاعتناء بصحة أفواههم ومع تزايد الإقبال على تلك العيادات ظهرت الحاجة لتدريب عدد

أكبر من الأطباء للتعامل مع ذوى الهمم لاستيعاب الأعداد المتقدمة، وإلا يصبح التعامل معهم قاصرا على عدد معين من الأطباء دون غيرهم، بالإضافة إلى التوسع فى تقديم خدمات التقويم

للأسنان والارتقاء بها خاصة أنها من أحد المسببات للتنمر عند الأطفال، وكذا التوسع فى خدمات زراعة الأسنان فى محافظات القاهرة وكفر الشيخ والإسكندرية وبورسعيد.

وعن النطاق الجغرافى لمراحل المبادرة، أوضح حسن أن المرحلة الأولى من المبادرة والتى بدأت فى مارس الماضى غطت 6 محافظات وهى القاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية والغربية والإسكندرية، وتم اختيار عدد 2 أطباء يمثلان التثقيف الصحى الخاص بالمبادرة، ثم التوسع بإرسال القوافل فى المناطق الجديدة بالمحافظات مثل منطقة بشائر الخير بالإسكندرية وغيرها من المحافظات الأخرى، موضحا أن المبادرة سوف تستمر فى التوسع حتى تشمل 27 محافظة، ونأمل أن نتمكن من الإعلان عن ذلك خلال مارس 2023م.

ووجه حسن بضرورة الزيارة الدورية الدورية لطبيب الأسنان سواء بالوحدة الصحية أو المستشفى أو العيادات بأشكالها سواء خاصة أو حكومية لعمل تنظيف للثة وكحت الجير بصفة مستمرة على الأقل مرة كل 6 شهور.

وعن ارتفاع تكلفة علاج الأسنان فى مصر، أوضح حسن أن تكلفة علاج الأسنان فى مصر منخفضة بالنسبة لتكلفتها فى باقى الدول العربية، وأكبر دليل على ذلك هو إقبال العديد من الأشقاء العرب على مصر خلال موسم فصل الصيف، موضحا أن اللوائح التنظيمية لأسعار علاج الأسنان موضوعة منذ عام 1997م مما ظهرت الحاجة حاليا لتعديل تلك اللائحة وهو ما يتم حاليا لمواكبة التطور فى الأسعار عما كانت عليه فيما مضى.

منار عصام

اللوائح التنظيمية لأسعار علاج الأسنان منذ عام 1997 ويجرى حاليا تعديلها

وليد حسن