Al Masry Al Youm

«شكرًا بنديكتوس».. عشرات الآلاف يشيعون بابا الفاتيكان الفخرى.. وكنائس ألمانيا تدق الأجراس

⏮ دُفن فى سرداب بجوار«بولس الثانى» و90 بابا.. تنكيس الأعلام فى إيطاليا.. والبرتغال تدخل حدادًا وطنيًا

-

كتب- محمد عبد الخالق مساهل:

ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان قداس جنازة البابا الفخرى الراحل بنديكت السادس عشر، وسط حضور كثيف ضم عشرات الآلاف من المشيعن، بينهم رؤساء دول وحكومات وشخصيات سياسية وعامة، اكتظت بهم ساحة كاتدرائية القديس بطرس.

وقال موقع الفاتيكان إن الملوك والرؤساء شاركوا فى الجنازة بصفتهم الشخصية لأنها ليست جنازة رسمية، حيث إن البابا السابق، لم يعد رئيس دولة الفاتيكان بعد استقالته منذ عشر سنوات.

وبدأت مراسم الجنازة عند التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلى لإيطاليا، ودرجت العادة أن يرأس قداس جنازة البابا عميد مجمع الكرادلة، وأن يبقى كرسيه شاغرا إلى حن انتخاب بابا جديد، لكن رأس الكنيسة الكاثوليكي­ة فرنسيس، صلى على البابا الراحل.

وتم استدعاء أكثر من ألف من أفراد قوات الأمن الإيطالية للمساعدة فى تأمن الجنازة، وأُغلق المجال الجوى فوق مقر البابوية بالفاتيكان على مدار اليوم ومنح أكثر من ألف صحفى من 30 دولة تصاريح لتغطية الحدث.

وكان من بن الحاضرين مواطنون ألمان بالملابس البافارية التقليدية يحملون الرايات الخاصة بالمنطقة التى ولد فيها بنديكت فى ألمانيا.

وقبل بدء المراسم، وقف المؤمنون وبينهم عدد كبير من الكهنة والراهبات، فى طابور لعبور البوابات الأمنية ودخول الساحة.

بينما حمل البعض أعلام ألمانيا ومقاطعة بافاريا التى يتحدر منها البابا الراحل، إضافة إلى أعلام الأرجنتن بلد البابا الحالى، وحمل ألمان لافتة كبيرة كتب عليها «شكرا بنديكتوس».

وتم وضع النعش الخشبى الذى يحتوى على الجثمان أمام المذبح حيث وصل البابا فرنسيس على كرسى متحرك.

ودفن جثمان بنديكت، واسمه الأصلى جوزيف راتسينجر، فى سرداب فى الكاتدرائي­ة يضم جثمان يوحنا بولس الثانى حتى عام 2011، إلى جانب 90 بابا آخر.

ولم يشر البابا فرنسيس بشكل مباشر إلى سلفه فى خطبته إلا قليلا، وتحدث بشكل رئيسى عن التفانى لله والثقة بالرب.

بيد أنه فى نهاية كلمته: «بنديكت، أيها الصديق المخلص للعريس، أتمنى أن تكتمل فرحتك عندما تسمع صوته الآن وإلى الأبد!».

وكثيرا ما يشار إلى المسيح بالعريس فى الكنيسة الكاثوليكي­ة.

ويحتوى نعش بنديكت المصنوع من خشب شجر السرو، وفقا للتقليد الكنسى المتبع، على نقود معدنية وميداليات سُكّت خلال فترة حبريته، ولباسه الكهنوتى، فضلا عن نص يصف «حبريته» بشكل مقتضب، ويوضع فى أسطوانة معدنية.

وجرى تلاوة صلاة «مسبحة الوردية» التى أعقبها قداس وفقا للطقس اللاتينى، بمشاركة أكثر من 4 آلاف كاهن وأسقف وكاردنيال.

وبخلاف العادة، لم تقرع أجراس كاتدرائية القديس بطرس حزنا عند إعلان وفاة بنديكت السادس عشر، بحسب موقع الفاتيكان، وذلك ما لا يحدث إلا عند وفاة البابا الذى لا يزال فى منصبه.

كما لم يكن هناك حاجة لتحطيم خاتم البابا عند وفاته، إذ سبق أن حطّم خاتم بنديكت عند تنحيه.

ونشر المكتب الإعلامى للكرسى الرسولى تفاصيل عن صلاة المأتم، وقال الناطق الإعلامى باسم الفاتيكان ماتيو برونى إن بعض المقتطفات التى تتعلق بالصلاة على البابوات قد أزيلت، وأضيفت فقرات تتلاءم مع منصب البابا الفخرى.

أوصى البابا الراحل بأن تكون جنازته بسيطة. كذلك طلب أن يدفن فى الموقع الذى دفن فيه يوحنا بولس الثانى، فى سرداب كاتدرائية القديس بطرس.

وبات ذلك المدفن شاغرا منذ عام 2011، عند تطويب يوحنا بولس الثانى ونقل جثمانه إلى مستوى أعلى فى الكنيسة، ليعرض أمام المصلن الراغبن بزيارته.

ودفن معظم البابوات السابقن فى سراديب الكاتدرائي­ة ذاتها، باستثناء من أوصوا بدفنهم فى كنائس أخرى.

وكما جرت العادة، يدفن جثمان البابا فى ثلاثة توابيت، تابوت داخلى من خشب السرو ملفوف بشرائط حمراء، وتابوت فى الوسط من الزنك، وتابوت ثالث من خشب الجوز، يقفل بواسطة مسامير ذهبية.

وكان الكرسى الرسولى قد دعا رسميا إلى الجنازة بعثتن فقط هما الألمانية والإيطالية، لكن عددا كبيرا من المسؤولن السياسين ورجال الدين والملوك من كل أنحاء العالم أكدوا حضورهم، من بينهم المستشار الألمانى أولاف شولتس.

وملك بلجيكا فيليب ورؤساء إيطاليا وبولندا وتوجو وملكة إسبانيا السابقة صوفيا الذين أكدوا حضورهم، إضافة إلى وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان، مشاركتهم، بينما مثل سفراء الدول بالفاتيكان رؤساءهم.

فى سياق آخر، كشف الرئيس الأمريكى جو بايدن، عن سبب عدم مشاركته فى جنازة البابا الفخرى بنديكت السادس عشر، قائلا إن حضوره يتطلب حاشية ضخمة ومعززة من العناصر الأمنية وغيرهم من الموظفن، حسب قناة روسيا اليوم، أمس.

وقال بايدن- ثانى رئيس كاثوليكى فى تاريخ الولايات المتحدة- للصحفين إنه لن يحضر بسبب الأعباء التى سيضعها حضوره على مدينة الفاتيكان، نظرا للإجراءات الأمنية التى تنفذ قبل ولدى وصوله.

ومن غير المألوف ألا يحضر رؤساء الولايات المتحدة جنازة البابا المتوفى، والذى بالإضافة إلى كونه الزعيم الروحى للكاثوليكي­ن فى العالم البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، هو أيضا رئيس أصغر دولة ذات سيادة فى العالم، مدينة الفاتيكان.

فعندما توفى البابا يوحنا بولس الثانى، حضر جنازته الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش، والرئيس الأسبق بيل كلينتون.

فى حن أفادت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، بأن الوفد الأمريكى الرسمى فى جنازة بنديكت هو برئاسة جو دونلى، السيناتور السابق عن ولاية إنديانا، السفير الأمريكى الحالى لدى الكرسى الرسولى، مشيرة إلى أن حضور دونيلى جاء «تمشيا مع رغبات البابا الراحل والفاتيكان».

وتوافد نحو 195 ألفا من أبناء الكنيسة الكاثوليكي­ة إلى كاتدرائية القديس بطرس، على مدار ثلاثة أيام منذ الاثنن الماضى وحتى الأربعاء لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان عالم اللاهوت الألمانى الذى توفى السبت عن 95 عاما.

ودعا المؤتمر الأسقفى فى ألمانيا كنائس البلاد إلى دق أجراسها تكريما للمثقف البافارى.

كما نكست إيطاليا الأعلام على المبانى الرسمية، فيما أعلنت البرتغال يوم حداد وطنيا.

 ?? ?? جنازة البابا بنديكت
جنازة البابا بنديكت
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt