Al Masry Al Youm

النفط فى 2023

لكن حتى اليوم، متوسط غالبية التوقعات يشير إلى أنه من المفترض أن يُتداول عند 90 دولارًا فى البرميلهذا العام على الأقل- بسبب تراجع المخزونات.

- وائل مهدى نقلً عن صحيفة «الشرق الأوسط»

الذين تابعوا ما جرى فى أسواق النفط منذ بداية جلسات هذا العام، سيفقدون كل الأمل فى أن تشهد أسعار النفط تحسنًا بعد أن فقد نفط برنت نحو 9 فى المائة فى جلستين فقط، وكان النفط قد تخلى عن كل مكاسبه العام الماضى بحلول نهاية العام. قد يبدو الوضع متشائمًا للغاية بعد تصريحات رئيسة صندوق النقد الدولى التى افتتحت العام على نظرة سلبية وتوقعات بركود اقتصادى عالمى، لكن هل الوضع بهذا السوء وهل سيفقد النفط المزيد من قيمته فى السوق؟.

إذا ما أردنا توقع القادم بناء على تحركات الأسعار الحالية فسوف يكون لدينا التشاؤم نفسه الذى يملأ السوق، ولكن إذا ابتعدنا قلياً وبدأنا فى التفكير فى الأساسيات والعوامل الأخرى فإن الأمور قد لا تكون بهذا السوء.

أولًا، إن الطلب سيظل فى النمو، ولكن السؤال المهم: ما حجم هذا النمو؟، أوبك تتوقع للطلب أن ينمو بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا، فيما تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموه بنحو ١.7 مليون برميل يوميًا. قد تغير المنظمتان أرقامهما هذا الشهر عند صدور أول تقرير فى ،2023 ولكن من المؤكد أن الطلب سينمو وهذا سيسبب دعمًا للأسعار بشكل أو بآخر.

جزء من هذا الطلب ناتج عن تحول العديد من الدول الأوروبية إلى السوائل النفطية والديزل؛ لتعويض استخدام الغاز الذى ارتفعت أسعاره بشكل كبير أو انخفضت إمداداته بشكل أو بآخر بسبب الصراع الروسى الأوكرانى، وهو ما زاد الطلب بنحو 550 ألف برميل يوميا.

هناك أمر آخر لا يتم أخذه فى الحسبان حاليًا، وهو احتمالية تراجع المعروض النفطى العالمى هذا العام لأسباب كثيرة، أولها عدم قدرة دول تحالف «أوبك بلس» على زيادة الإنتاج، إذ أظهر آخر مسح لبلومبرغ أن دول أوبك تنتج تحت السقف المتفق عليه فى آخر اتفاقية فى أكتوبر )تشرين الأول( بنحو 650 ألف برميل يوميًا، بسبب المشاكل الفنية فى نيجيريا وأنغولا.

من ناحية أخرى تواجه روسيا تحديات كبرى فى زيادة إنتاجها؛ بسبب العقوبات المفروضة عليها وبسبب السقف السعرى، وهو ما قد يؤدى إلى انخفاض إنتاجها بنحو 700 ألف برميل يوميًا على الأقل، وقد يصل إلى أكثر من مليون برميل يوميًا.

فى الوقت نفسه لا توجد طاقة إنتاجية فائضة فى أوبك بلس كافية، وهى تقف فى حدود 3 مايين برميل يوميًا تتوزع غالبيتها بين السعودية والإمارات العربية المتحدة.

حتى فى الولايات المتحدة التى يتوقع لها أن تنتج مستويات قياسية فى 2023 فالوضع قد لا يكون بهذه السهولة إذا ما استمر الفيدرالى فى رفع أسعار الفائدة، وزادت تكلفة الاقتراض على منتجى النفط الصخرى الذين من المفترض أن يقودوا الارتفاعات.

وحتى المخزونات النفطية فى العالم فا تزال فى وضع غير واضح، حيث تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية إنها فى انخفاض، فيما تقول أوبك إنها على ارتفاع.

على الأقل فى الولايات المتحدة المخزونات منخفضة. والوضع فى سوق المشتقات ليس مشجعًا حيث انخفض مخزون الديزل عالميًا، وفى ظل انقطاعات النفط الروسى الذى يعتبر من النفوط المتوسطة، وسيكون من الصعوبة على المصافى الأوروبية إنتاج المزيد من الديزل إذا ما تم تعويضه بنفوط خفيفة.

إذن، أين تتجه الأسعار؟.. من المبكر جدًا معرفة اتجاه الأسعار وسيتعين على الجميع الانتظار حتى شهر فبراير )شباط(؛ حين تتضح الصورة حول الحظر الروسى وباقى الأمور، وعندها ستلتقى أوبك بلس وينقشع الغبار ويعلم الجميع إلى أين يتجه الاقتصاد العالمى.

لكن حتى اليوم، متوسط غالبية التوقعات يشير إلى أنه من المفترض أن يُتداول عند 90 دولارًا فى البرميل- هذا العام على الأقل- بسبب تراجع المخزونات.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt