Al Masry Al Youm

«ثالوث الظلام» نرجسى.. سيكوباتى.. ميكافيللى

- هبة سلامة غمرى

يبدو مصطلح «ثالوث الظلام» مشؤومًا، فهو يشير إلى 3 سمات شخصية «النرجسية والسيكوبات­ية والميكيافي­للية»، وهى ليست مجرد تسميات للإهانة، ولكن هناك دليل علمى على أن أصحابها يواجهون صعوبة فريدة فى التعامل مع الآخرين.

ويتميز أصحاب هذه الشخصيات بالحقد أو السلبية، ومن هنا جاء اسم «الظلام»، وعادة ما يشتركون فى جوهر العداء والقسوة، وهى أيضًا حالات صحية عقلية غير قابلة للتشخيص فى معظم الأوقات.

هذه السمات الشخصية المظلمة المتشابهة والمتميزة تقدم نفسها بطرق مختلفة، وإذا لم تكن عالمًا نفسيًّا، فمن السهل أن تخطئ فى تشخيص سلوكهم، فبعضهم يكون أكثر عدوانية جسديًّا، فى حين أن البعض الآخر أكثر تلاعبًا عاطفيًّا.

وإذا كنت لا تستطيع التمييز بين هذه الشخصيات، فأنت لست وحدك، ولكن الكثير من الأبحاث تسلط الضوء على القواسم المشتركة بين أصحابها، وغالبًا ما يمكن تحديد حلها من خلال النظر فى تصرفاتهم مع الآخرين، التى تتميز بالأذى المتعمد.

ويميل النرجسيون إلى تعزيز الذات، ولديهم دافع قوى بشكل غير عادى للحفاظ على صورة إيجابية وجذابة وناجحة فى عيون وعقول الآخرين، وهم أكثر ميلًا للدفاع عن صورتهم أو سمعتهم بقوة، حتى عند الرد على التهديدات أو التعليقات البسيطة نسبيًّا، مقارنة بغيرهم من شخصيات الثالوث المظلم. ولأن النرجسيين لديهم إعجاب شديد بأنفسهم، فمن المرجح أن تركز المحادثة معهم على نجاحاتهم: جسديًّا ومهنيًّا وماليًّا وغير ذلك.

أما السيكوباتي­ون فلديهم قدرة أكبر بكثير على التصرف بشكل عدوانى أو قاسٍ تجاه الآخرين أو الكائنات الحية، وعادة ما يفتقرون إلى النفور الطبيعى من إيذاء الآخرين لكنهم يميلون إلى العمل فى إطار زمنى أقصر من الميكافيلي­ين.

ويمكن أن يتشارك السيكوباتى كثيرًا مع الميول النرجسية، إلا أن طبيعته الاستغلالي­ة تميزه عن سمات شخصيات ثالوث الظلام الأخرى، وعادًة ما تنبع السيكوباتي­ة من الأنانية القاسية المقترنة بالجرأة الشخصية. وبالنسبة للميكافيلل­يين، فهم مخططون تكتيكيون، وليسوا مدفوعين بالعاطفة أو الجنس، إنما بتحقيق التلاعب على المدى الطويل، كما ينضحون بالازدواجي­ة والبراجمات­ية، وهم عادة أقل اندفاعًا ولكنهم أكثر الأشخاص الذين يلجأون للغش أو السرقة أو الكذب عندما يكون ذلك فى مصلحتهم الشخصية، ورغم أن معظم الناس يمنعون أنفسهم من الكذب أو الغش أو السرقة بدافع الشعور بالذنب أو من حيث المبدأ، فإن الاختلاف بالنسبة للمكيافيلل­يين هو ما إذا كان ذلك يخدم مصلحتهم وما إذا كان بإمكانهم الإفلات من العقاب.

وإذا اضطررت للتعامل مع أصحاب هذه الشخصيات، فيقول خبراء علم النفس: «أى محاولة لتغيير أو إقناع شخص نرجسى أو مكيافيللى أو مختل عقليًّا بالتصرف بشكل مختلف من غير المرجح أن تكون ناجحة، لذلك

لا تحاول تغيير تصرفه ولكن حاول أن تساعده فى الحل».

وهناك خطة للتعامل مع الثالوث المظلم: أولًا يحتاج النرجسيون إلى تعزيز مستمر، ويتفاعلون بقوة مع أى إهانة لصورتهم أو سمعتهم، لذلك لا تذهب إلى الإطراء الصريح، ولكن لتقليل الصراع مع الشخص النرجسى، تجنب تأطير أى نقد أو تعليق على أنه فشل شخصى.

وعند التعامل مع ميكافيللى، كن متشككًا للغاية وابحث عن مصادر إضافية للتحقق من ادعاءاتهم، وإذا وجدت نفسك تعمل مع سيكوباتى أو تتواصل معه، فتجنبه قدر الإمكان، وفكر فى فرص عمل جديدة، أو ابحث عن مجموعة أخرى من الأصدقاء.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt