Al Masry Al Youm

هل تلعب الحيوانات؟

-

العدالة للحيوانات.. عنوان أحدث كتاب أمريكى صدر منذ يومين فقط للدكتورة مارثا ناسبام، أستاذة الفلسفة والقانون فى جامعة شيكاجو.. ومن الفصول التى قام الناشر بعرضها وتعليقات الصحافة يتضح أن مارثا تدافع عن الحيوانات وتبحث عن حقوقها الضائعة فى عالم سيطر عليه الإنسان.. ولست أناقش أستاذة الفلسفة والقانون فى آرائها وأحكامها لكننى توقفت فقط أمام إصرارها على المطالبة بحق اللعب للحيوانات.. ومع كل الاحترام لصاحبة الكتاب وجوائزها وكتبها السابقة.. لكن يبدو أنها لا تتابع بحوث ودراسات علماء آخرين أثبتوا أن الحيوانات تلعب بالفعل.. وقبل الحديث عن ذلك لابد من التوقف أولًالا أمام دراسات تاريخية أثبتت أن الإنسان أصلًا تعلم اللعب من الحيوانات حوله.. ومتأخرًا جدًّّّا جدًّااكتشف علماء كثيرون أن الحيوانات أيضًا تلعب.. وليس المقصود باللعب هنا هو استمتاع إنسان باللعب مع قط أو كلب.. أنما أكد العلماء أن الحيوانات فيما بينها تلعب.. وأكدت ذلك كاميرات فى الغابات وتأمل طويل داخل المعامل ومراكز البحوث.. وقالت لو لورا شولز، أستاذة علوم الإدراك فى ماساشوستس، إن الحيوان الحيواناتا­عتادت أن تلعب لتنمية مهاراتها وقدراتها.. وقال سيرجيو بيلليس، الأستاذ فى جامعة ليثبريدج فى كندا، إن الفارق الأساسى بين ألعاب الإنسان وألعاب الحيوانات هو أن الحيوانات لا تلعب بقصد البحث عن المتعة، إنما دائمًا لها أهداف أخرى.. وهى نظرية لا تزال تحتاج كثيرًا كثيرًًامن المراجعة تمامًا مثلما جرى مع الإنسان.. فقد ساد طويلًا أن الإنسان يمارس تدريباته الرياضية للمحافظة على صحته ولياقته.. ثم اكتشف العلماء بعد ذلك أن هذا النشاط البدنى يدفع الجسم لإفراز هرمونات السعادة فيسعد الإنسان بما يقوم به من حركة ونشاط حتى ل لو أدركه التعب.. وقد يكون ذلك احتمالًا قائمًًا قائمًا لدى الحيوانات أيضًا لكن لم يصل إليه العلم بعبعد.. وعلى سبيل المثال اكتشف العالم جان بابتيس بابتيستى بعدما قضى أوقاتًا طويلة يراقب سلوك القالقرود فى غابات بالى فى إندونيسيا أن هذه ال القرود تلعب بالصخور فتجمعها وتقذفها بعيدًًا بعيدًاك كأنهاتتساب­ق فيما بينها على مََن مَن سيقذف أبعد ممن الآخرين.. واكتشف علماء آخرون كيف تستم تستمتع الدبابير بمصارعة بعضها البعض.. وكيف تلعب ثعالب الماء.. وحكايات أخرى كثيرة يميمكن تلخيصها فى أن الحيوانات تلعب بالفعل.. و ولم نستطع بعد تحديد دوافعها الحقيقية للعب.. لكن فى كل الأحوال.. لم تكن الدكتورة مارثا ناس ناسبامعلى صواب حين طالبت فى كتابها الجديد بحق اللعب للحيوانات لأنها تلعب بالفعل، وتعلمنا نحن منها كيف نلعب، ولماذا من الضرورى أن نلع نلعب.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt